الموضوع: الأمس القريب
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-09-20, 21:26 رقم المشاركة : 12
كوردية
مراقب عام
إحصائية العضو







كوردية غير متواجد حالياً


وسام الحضور المميز السيرة 1438ه

وسام مشارك

افتراضي رد: الأمس القريب


يا لدهشة الطفولة أمام هول المشهد
فها هو التراب خال من ( الذخر ) لم يعد فيه إلا آهاتا مبحوحة و أصواتا مخنوقة. وكم يشبه ذبول الخريف الذي يحاول التسلل إلى عتمة ليلك و ضياء نهارك ' لكنك تحسه غريبا عليك متغير الملامح ' وكأنه مفروغ من ذاته ' منزوع المعنى ' مفقود الممشى !
فهل هذا هو داب الذكرى التي كلما همت بالابتعاد ' ازدادت قربا ؟ بل توغلت إليك لتتوحد معك و تتمثل للحظاتك ؟
فلا زال ( للامس القريب) صدى في داخلك ' يرجع إليك خاويا على عروشه ... فهل هي صدمة الخيانة ؟ وقد تكون الخيانة العظمى ؟
ما أوجع ان يحتضن قلبك ' لحظاتك ' ثم بغتة تكتشف أنها فرت منك و اضمحلت كما طائر في مثلث بڕمۆدا !
والذي يجعله موجعا هو انك مازلت مغرما بها !
فيصحصح الحنين فجأة : لقد وقعت الذكرى في فخ الماضي !
ماض طافح ...
عبثا يحاول الأمس أن يجد ظله في يومك ! وعبثا تحاول استعادته و وضعه تحت قبضتك ...
ولكن هل في حفر ما مضى ' فائدة ترجى منه ؟ هل كان ( ذخرا) يستحق العناء ؟ فقد يكون الأمس ذخرا لغد غير آت ' او ربما آت ' ولكن ماذا لو تحول ( المدفون) لشئ من العدم ؟
وهل يحفر أعمق قليلا و يجتاح باطن التراب ' لعله يجد فيه أحلامه المقبورة ؟ فينقذ الذي وأدوه ؟
نعم للحياة خيباتها ' مآلاتها ' مفاجئاتها !
إنها الحياة المصابة بالشيزۆ ! بين الحلم الجميل والواقع الردئ ' ونحن المصابين باللهث 'جراء الركض وراءها وكأننا نخالها سارقا يجري بأشياءنا المسروقة بعيدا
بعيدا...

شكرا أخي أحمد لنصك البديع الذي يشع منه بريق التأويل '
وقد أثر في ذهننا سؤالا ' ماهو المبحوث عنه تحت التراب ؟ ؟





    رد مع اقتباس