عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-09-10, 12:01 رقم المشاركة : 98
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: حصرى على منتديات الأستاذ:يوميات أستاذ


أما مشاريع إصلاح التربية والتعليم، فقد فاقت كل تصور ممكن، واختبار جدوى وجودة المناهج والمقررات صار تمرينا مغربيا بامتياز، وتنظيم المناظرات وتشكيل اللجان وصياغة التقارير والتوصيات بشأن التعليم تحول إلى ظاهرة مغربية، والبحث عن المسالك والمعابر والحوامل والركائز والجسور سعيا إلى مدرسة عمومية ذات مصداقية وجودة أضحى تجربة سيزيفية تهدد وجود هذه المدرسة نفسها،
والمخططات الاستعجالية والوقائية وحملات التلقيح من الأمراض الفتاكة وركام التقارير المنجزة من لدن مؤسسات معنية بالموضوع لم تجد نفعا في تقديم تشخيص دقيق أو وصفة قادرة على تحصين هذه المدرسة من كثير من العلل، وتحميها من الفيروسات المدمرة وفي مقدمتها فيروس فقدان الثقة في هذه المدرسة.


وعلى غرار المصحات الخاصة التي حلت محل المستشفيات العمومية مستنزفة جيوب المواطنين، حلت المدارس الخاصة محل المدرسة العمومية، وأصبح كل من تتوفر له أية أمكانية حتى ولو كانت ضعيفة، يفكر في المدرسة الخاصة مهما كانت الكلفة والمكابدة، وحتى الذين يدرسون في المدرسة العمومية وهم الأغلبية إذا لم أخطئ حسموا أمرهم وقرروا تسجيل بناتهم وأبنائهم في المدارس الخاصة،



فهم وبناء على صورة سلبية منتشرة في المجتمع عن المدرسة العمومية لا يثقون في هذه الأخيرة، ويعتبرون مناهجها وبرامجها منتجة للفشل والضحالة واللافعالية، وتبعا لقناعتهم فهم يفضلون التقشف والمعاناة والضغوط اليومية، على أن يتوجه أبناؤهم إلى مدرسة عمومية تنم عن التجهم والخصاص والإحباط وانسداد الآفاق.


إن الحديث بهذه النبرة عن فشل المدرسة العمومية نابع من الخوف على أن يفقد مجتمعنا فضاءات صناعة المواطنة وإنتاج المعرفة؛

لأنه بكل بساطة لا يمكن أن نبني مشروعا اجتماعيا وسياسيا وثقافيا واقتصاديا بدون مدرسة عمومية مؤهلة ومواطنة وفعالة، ولا يمكن أن نزرع بذور الحداثة والعقلانية والديمقراطية ونبني المؤسسات ونضمن اشتغالها السليم بدون مدرسة عمومية يثق فيها المغاربة وتغريهم بجاذبية عرضها التربوي وبمصداقيتها العلمية.


أما أبناء الطبقات الميسورة المرتبطة اقتصادياً وسياسياً واجتماعيا باختيارات تنتج وتعيد إنتاج جملة من الاختلالات التربوية والفوارق الاجتماعية، فإنهم لا يواجهون مشاكل وإكراهات تربوية أو لغوية من هذا القبيل؛ لأنهم ببساطة يدرسون في مدارس البعثات الأجنبية، والفرنسية تحديداً، وبعد ذلك يواصلون تعليمهم في المعاهد والجامعات المؤدى عنها هنا في المغرب أو يتكونون في مؤسسات تعليمية أوروبية وأمريكية،



وعندما يعودون إلى المغرب متوجين بشهادات عليا في مختلف التخصصات يجدون المناصب في انتظارهم، لأنه تمت تهيئتهم أصلا ليتولوا تدبير الشأنين العام والخاص، ولا يقض مضجعهم شبح البطالة كما هو الشأن بالنسبة إلى نظرائهم الذين درسوا في مؤسسات التعليم العمومي..


إن الذين يظهرون اليوم قلقا على المستقبل اللغوي في المغرب، ويتألمون لما يلاحظونه من تيه وشيزوفرينا لدى المغاربة في قطاع التعليم هم من يجد لذة استثنائية في التحدث باللغة الفرنسية، وعندما يرافعون من أجل استعمال الدارجة المغربية، فإنهم ينافقون، فهم أصلا لا يتحدثون بها، أو يعتبرونها لغة غير راقية وغير حية، ومن ثم فهي لا تليق بهم ..


والغريب في الأمر هو ماذا يمثل هؤلاء، أشخاصا ومؤسسات، داخل المجتمع؟

ولماذا يختزلون أزمة التعليم في الجانب اللغوي فقط؟

وهل يملكون من الشرعيات ما يجعلهم يتبنون طرح إشكالية اللغة في المغرب؟





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس