عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-21, 21:07 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

b3 في حوار مع الدكتور عبد النبي ذاكر الاستاذ الجامعي و المترجم


سؤال البدايات، كيف ابتدأت قصة الدكتور عبد النبي ذاكر مع الكتابة والترجمة؟

بخصوص الكتابة أذكر لك ـ وهذا أصرِّح به لأول مرة ـ أنني بدأت أول ما بدأت بكتابة الشعر، وكنت يومها ما أزال طالبا في السنة النهائية لنيل الإجازة. وكنت أشارك بعض أصدقائي الشعراء في مدينة مكناس، ومنهم الزجال محمد الراشق، إلقاء بعض قصائدي في أمسيات شعرية كانت تنظمها هذه الجمعية أو تلك. وحقيقة كانت أياما عرفت أنشطة ثقافية وفيرة، أنا أتحدث عن الثمانينات. وكانت النقطة التي أفاضت ينبوع الشعر بداخلي حادثة اغتيال الشاعر الفلسطيني معين بسيسو. وكم ابتهجت حين نُشِرت هذه القصيدة في مجلة "أوراق" التي كانت تصدر بلندن. نعم ابتهجت لأن قصيدتي: "قنابل موقوتة" كانت إلى جوار قصائد شعراء فطاحل من مثل المرحوم عبد الله راجع. وبعد ذلك كتبتُ نصوصا قصصية لم أنشرها إلى يومنا هذا. أما الترجمة، فقصتها بدأت مع المرحومة فاطمة شبشوب التي كانت تدرِّس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ـ إلى جانب المسرح ـ مادة الترجمة. وحقيقة كانت تجربة رهيبة تلك التي يواجه فيها طالب ترجمة عشر قصائد من ديوان بودلير:" Les Fleurs du mal". ولا أخفيك أنني بعد سنة واحدة، أي أثناء إعدادي لشهادة الدروس المعمّقة، سأجد نفسي وجها لوجه مع أكبر تجربة ترجمية في حياتي، تزعّمها الثلاثي الكبير: الدكتور أمجد الطرابلسي والدكتور محمد أبو طالب رحمهما الله وعميد المقارنين المغاربة الدكتور سعيد علوش أطال الله في عمره، حيث كانت لنا مع الأول جولات في "الكوميديا الإلهية" لدانتيه، واقتضى منا الأمر الاطلاع على ترجماتها الفرنسية أيضا علاوة على الترجمة العربية. وكانت لنا صولات وجولات مع الترجمات الإنجليزية والفرنسية لألف ليلة وليلة وترجمات معاني القرآن الكريم إلى الفرنسية والإنجليزية والإسبانية، علاوة على بعض ترجمات مسرحيات شكسبير إلى الإنجليزية والفرنسية، وعلى الخصوص مسرحية "عطيل" بترجمة الشاعر حافظ إبراهيم، والترجمة المتأخرة للأديب والمترجم جبرا إبراهيم جبرا.

2- ما هي أهم المجالات التي تناولت أعمالك الأدبية و الفكرية؟

حظي أدب الرحلة بحصة الأسد في أعمالي. ولا بد أن أشير إلى باكورة أعمالي في هذا المجال. يتعلق الأمر بكتاب: (الواقعي والمتخيل في الرحلة الأوروبية إلى المغرب). وقد صدرت طبعته الثانية مزيدة ومنقحة تحت عنوان: (المغرب وأوروبا: نظرات متقاطعة). وأشير هنا إلى ما حظي به إصداري: (الرحلة العربية إلى أوروبا وأمريكا والبلاد الروسية) من اهتمام دولي، بحيث استطاع نيل جائزة المركز العربي للأدب الجغرافي لسنة 2005. كما حظي كتاب: (رحالة الغرب الإسلامي) الذي ترجمته عن الباحث التونسي المرحوم صالح المغيربي، وكتب أخرى في الترجمة ككتاب: (الترجمة في العالم الحديث) المترجم عن إدمون كاري، وكتاب: (مراجعة الأدب العالمي) المترجم عن المقارن الروماني أدريان مارينو، بجائزة التميُّز في البحث العلمي من جامعة ابن زهر لسنة 2005. وهكذا ترى أنني أزاوج بين الترجمة والنقد الأدبي في إطار تكويني الرئيسي الذي هو الأدب المقارن.

3- لمحة مقتضبة عن أهم منشوراتك؟

من أهم منشوراتي كتاب: (عتبات الكتابة) وكتاب: (العين الساخرة) وكتاب: (صورة أمريكا في متخيل الرحالين العرب) وكتاب: (قضايا ترجمة القرآن) وكتاب: (ما الأقصوصة؟) المترجم عن المقارن الفرنسي جاك فوازين. ولن أنسَ أن أذكر هنا كتاب: (مدارات الترجمة) آخر كتاب صدر لي ضمن منشورات وحدة النقد الأدبي الحديث والمعاصر ومشروع البحث النقدي ونظرية الترجمة بكلية الآداب ظهر المهراز. ويجمع بين دفتيه مداخلات عن الترجمة الفورية والترجمة الحاسوبية والترجمة القانونية والدينية والاقتصادية كنت قدمتها في ندوات دولية.

4- تزاوجون بين الكتابة الورقية والكتابة الالكترونية، هل هو بحث عن كينونة إلكترونية مفترضة لم تجد نفسها على الورق؟

لكل من الكتابتين خصوصيته. وفي غياب التوزيع الجيد للكِتاب الورقي، أجدني إليكترونيا وجها لوجه مع قراء متجاوبين من أصقاع المعمور. دعني أقول لك إن هاجس التواصل الناجع والناجح هو أولى أولوياتي. ولو تيسّر هذا ورقيا، لكان أفضل؛ لأنني أميل إلى حميمية الملموس. لكن، ما تتيحه الآن الوسائط الإليكترونية شيء رهيب، يهَب الكتابة الرقمية شلالا لا ينقطع من الإمكانات الافتراضية.

5- تشرفون على الفرع الجهوي لاتحاد كتاب المغرب، كيف تقيم واقع الكتابة والإبداع بالجهة؟

أعتقد أن الجهة التي ينغرس فيها فرع أكادير لاتحاد كتاب المغرب، تحبل بالكثير من الطاقات الإبداعية من روائيين وشعراء ونقاد وتشكيليين. وليس غريبا أن عرفت بعض الجوائز الهامة طريقها إلى الجنوب، كجائزة المغرب للكتاب وجائزة مؤسسة الفكر العربي للإبداع وجائزة مشروع ارتياد الآفاق وجائزة الشيخ زايد للكتاب، إلى غير ذلك. وعليه، فأنا أعتقد أن الجنوب لم يقل كلمته بعد، وهناك أسماء كثيرة لم تتح لها الفرصة إعلاميا وعلى مستوى فرص النشر والتوزيع. وبالإجمال، أستطيع أن أقول: إننا في منطقة نعتبرها خزّانا إبداعيا يتوجب على القيمين على الشأن الثقافي استثماره ورعايته بالشكل اللائق.

6- هل يمكن التحدث عن أدب جهوي (جغرافي)، أو أدب خاص بجهة سوس ماسة درعة؟

الأدب أدب أولا وقبل كل شيء. لكن، مع ذلك، يمكن للأمكنة أن تكون لها لمستها فيه. فلا أحد ينكر عبق المكان في أعمال محمد خير الدين، ولا في قصائد الروايس، ولا حتى في بعض الأعمال الحديثة العهد كرواية: (سوس الحالمة) لمصطفى أَدمين. هناك دائما هذا التفاعل وهذه الجدلية التي تربط الإبداع بالمكان وما يطرحه من هموم وقضايا مخصوصة.

7- ما موقفكم كمكتب جهوي من الأزمة التي يعيشها اتحاد كتاب المغرب مركزيا؟

على الكاتب أن يترفع عن نشر الغسيل الداخلي أمام الملأ. وأنا شخصيا مع الاختلاف والحوار الديمقراطي والمسؤول والرقي في المجادلة. وهذه وجهة نظر تخصني، ولا ألزم بها أحدا.

8- ما هي أهم النقاط في برنامجكم الثقافي لسنة 2010؟

يؤسفني أن أخبرك أننا لم نخطط شيئا بعد في غياب شروط دنيا للعمل. فنحن ما نزال لا نتوفر في هذه المدينة المترامية الأطراف على مقر نجتمع فيه لنبرمج ما قد يكون له نفع في سياق الأوراش والتحولات الكبرى التي يعرفها المغرب، والتي ينبغي أن نكون في مستواها. زد على ذلك أننا لا نتوصل بأي منحة من أية جهة، والأنشطة التي نضطلع بها نتدبر أمر تغطية مصاريفها بأعجوبة.

9- كلمة أخيرة

آمل أن يدرك الفاعلون في حقل الثقافة فلسفة الجهوية الموسعة، لتدارك ما ضاع منا من وقت، جعلنا لا نرى أبعد من أنوفنا.

أجرى الحوار : مصطفى تاج

سوس أنفو






    رد مع اقتباس