منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

جمرات
""""""""""""""

أيها الحلم اللذيذ الناعس
على الأجفان . أنت الصدقُ
وكلّ ما دونك أوهام
يا زمنا أعيشه '
وهل أيامي دونك أيام ؟
ها أنذا صرتُ أنت ....
بقلبٍ كامل الذوبان '
في ملوحة قلبك بإطمئنان .!
و قد أهديته لك '
لتجسّ النبض فيه !
فكان النبض نبضين ,
شغاف قلبي يسكنان ..

و أنا أخفي سرّقلبي '
انقلب على صدري '
وظلّ يبدي نجواي '
و يسلبني من
طيّ الكتمان ...!
آه ... حين خدّرني وجودك '
و ظهر عليّ بوادر الإدمان.... !
آه .. حين هجرني
كل الأوطان
و ضاق علي براح
كل البلدان
و سافر الخيال منّي
دون استئذان..
ليفتّش عنك شبرا شبرا '
و يبحث فيك عن وطنٍ ثان
حلمتُ بروحي تسمو
مع روحك
كأنهما توأمان
و أنت ذبحتَ الحلم
من الوريد إلى الوريد
وجعلتَه في خبرٍ كان ...!
و أنا أبّرر جرمك '
و أدافع عنه . دون دليلٍ أو برهان
وعند المرافعة
فقدتُ علوم البيان
و نسيتُ جميع أصول الكلام
فخسرتُ قضيتي
و تحطّم منّي الميزان
و انفلت منّي الزمام
آه ... وقد مال بدر وجهك '
في ليلي إلى النقصان
ومنع الصبح عنّي '
إيقاع الكروان
فمتى أملُّ وقفتي خلف البيبان ؟
متى تدلّني بوصلتي
وقد بدّلتَ الشّفرة والعنوان ؟ !
زرعتُ فيك ورودا
ولم أحصد سوى الألغام
وصار الغياب نارا
باردا دون دخان
ونورا دون قنديلٍ ,
لا يضئ إلا دروبي عبر النسيان
و سقاني النور عطشا '
و اخبرني بأن بيننا برَّين لا يبغيان ..
و تقطًعت فجأة كل أحزمة الأمان
ومهما ذبحت و قدّمت من القربان
ظلّ عيدي بعيدا بعيدا '
و كأن الطاعة في الحب ,هي العصيان
فمتى تمطر من جديد '
لتَخمد اللهيب الذي
أحرق اليابس و الأخضر
من البستان ؟
و متى أتوقف أنا عن جمع
الوقود له و تراكم العيدان. ؟ !

بقلم : كوردية