عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-06-18, 00:25 رقم المشاركة : 1
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رمضان بمكناس .. عادات وتقاليد مازالت صامدة وأخرى تلاشت بفعل الزمن


رمضان بمكناس .. عادات وتقاليد مازالت صامدة وأخرى تلاشت بفعل الزمن

` إعداد : نادية أبرام ` مكناس31-8-2010- تحتفي الأسر المكناسية، كباقي الأسر المغربية، بشهر رمضان في أجواء روحانية متميزة بالإكثار من العبادة والتقرب إلى الله، وإحياء عادات وطقوس رمضانية خاصة بأهل العاصمة الإسماعيلية، توارثتها الأجيال، منها ما بقي صامدا ومنها ما تلاشى بفعل الزمن.
فاستعدادات المكناسيين لاستقبال شهر الصيام، تنطلق منذ الأسبوع الأخير من شهر شعبان، حيث تبرز مظاهر الاحتفال خلال هذه الأيام التي يطلقون عليها، كما هو الشأن في مناطق عدة بالمغرب "العواشر"، وذلك عبر تنظيف البيوت وتبييض الواجهات وتزيين المحلات والشوارع بالأضواء، فتتزين المدينة بأبهى حللها.
ومن جهة أخرى تسهر ربات البيوت على إعداد شتى أنواع الحلويات، خاصة "الشباكية" والحلوى الفيلالية التي تشتهر بها المنطقة وتقدم حتى في الأفراح، إضافة إلى إعداد متطلبات أخرى لمائدة الإفطار المكناسية ك"الزميطة" و"سلو"، الذي يتم تحضيره بالمكسرات ك"اللوز والكركاع والزنجلان" مع "النافع" و"حبة حلاوة" و"المجبار" و"المسكة الحرة" و"الكوزة" وتخلط المكونات مع الدقيق المحمص بالفرن الشعبي، الذي مازال موجودا بالمدينة العتيقة، حيث ينشط أكثر في هذه المناسبة.
ومن أجل إضفاء التميز على المائدة المكناسية التي تتربع على عرشها "الحريرة"، تعد ربات البيوت "البغرير" و"الملاوي" و"المسمن بالخليع" إضافة إلى التمور التي تغزو الأسواق بفضل انتماء المنطقة إلى جهة تافيلالت الزاخرة بهذه المادة الغذائية، ثم السمك طاجين أو مقلي أو "الطنجية"، إما بالكوارع أو بلحم الغنم أو البقر.
+ بعد صلاة التراويح .. الحياة تدب من جديد في المدينة +
من اللحظات الجملية في رمضان بالعاصمة الإسماعيلية، تلك التي تعقب فترة الإفطار وصلاة العشاء والتراويح، حيث تدب الحياة من جديد في المدينة مع خروج الشباب إلى المقاهي أو انتشارهم بالأحياء القديمة كحي سيدي بابا، والحبول، وسيدي اعمر، التي تشهد حركة دائبة.
ويقول السيد إدريس العلمي، وهو مهتم بالتراث والثقافة الشعبية، في هذا الصدد، كان الرجال، والشبان على الخصوص، وحتى سنوات سبعينيات القرن الماضي، يتوجهون بعد صلاة العشاء، إلى المقاهي العتيقة ك"قبة السوق" و"مصلى" و"بلعواد" حيث يفترشون الحصائر للاستماع إلى وصلات من قصائد الملحون والطرب الأندلسي.
وأضاف السيد العلمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن من الوجهات المفضلة أيضا لدى هؤلاء ساحة "الهديم" الأثرية، وهي ضمن العادات التي لم يتمكن منها الزمن، فيتجمعون حول الحلقة لتتبع الراوي وهو يحكي تفاصيل الأزلية، أو للاستماع إلى منشدين والاستمتاع بلحظات من الفن الأمازيغي مع فرق "إنشادن" ، أو التوجه إلى ساحة "باب جديد" المحاذية لضريح "الشيخ الكامل" للترويح عن النفس وتصريف تعب يوم كامل.(
ولأن المدينة شكلت معقلا للزوايا والمتصوفة ` يشير السيد العلمي ` كانت حلقات الذكر والأمداح النبوية والموسيقى الروحية المحلية التي تحييها فرق "عيساوة" و"حمادشة" و"درقاوة" و"جيلالة"، تنتشر في مناطق بالمدينة العتيقة.
أما الصحفي محمد العلوي سيدي بابا، فقال من جانبه في تصريح مماثل، إن الشبان كانوا يجتمعون للتسامر والمشاركة في بعض الألعاب التي انقرضت، إلى حدود إعلان موعد السحور من قبل "النفار" أو "الطبال" أو "القزادري"، حيث تعد النساء "المطلوع المدهون بالزبدة" وكؤوس الشاي المنعنع.
وأضاف أن من العادات التي لم تعد تستهو هؤلاء الشبان، في الأحياء العتيقة بالخصوص، تنظيم جولات بالدراجات الهوائية، أو تشكيل دوائر، بعد الإفطار، لممارسة لعبة النرد لاختبار الذكاء، والتي يحظى فيها الفائزون بأكلة الشباكية مع مشروب غازي أو كأس شاي، أو لعب الورق والشطرنج أو كرة القدم بين فرق الأحياء، وهي عادات مازالت قائمة إلى اليوم.
كما كان الشبان في السابق يتوجهون إلى مقهى "صهريج الصواني" المتميزة بحديقتها وأشجارها المنتشرة في سطح الإسطبل الإسماعيلي الذي يحمل عبق محطة هامة من تاريخ المغرب.
+ ليلة النصف .. "ليلة النفقة" أو تبادل الأدوار بين الرجال والنساء +
تشكل ليلة منتصف رمضان (ليلة النصف) أو ما يصطلح عليها لدى المكناسيين ب"ليلة النفقة"، مناسبة تقوم فيها المرأة بالإنفاق بدل الرجل الذي يتنازل عن هذه المهمة بشكل مؤقت، فتتكفل بتفاصيل الاحتفال بما يليق بالمناسبة، حيث تذهب إلى السوق لاقتناء الدجاج البلدي والخضر والفواكه وشراء مستلزمات مائدة الإفطار والعشاء، الذي يكون متميزا عن باقي أيام رمضان.
أما ليلة القدر، حيث يصوم الأطفال لأول مرة بعد بلوغ سبع سنوات، فتلبس البنات القفطان أو "التكشيطة" و"الشربيل" وتزين أيديهن بالحناء، فيما يلبس الأولاد الجلابة أو "الجبادور" و"البلغة" والطربوش الأحمر، ويحظون باحتفاء خاص من قبل الأسرة وسط طقس مميز يكمن في تناولهم وجبة الإفطار التي تشمل البيض والتمر والحليب على سلم خشبي أو من فوق الدولاب.
ويتم إحياء هذه الليلة المباركة بطقس تتميز به المدينة، حيث تتوجه الأسر في الصباح لزيارة القبور للترحم على أرواح أقاربهم ممن رحلوا، وبعد أداء صلاة العشاء والتراويح، تتوجه لزيارة ضريح مولاي إسماعيل، باني مدينة مكناس وصانع مجدها في زمن حكمه، فيما تحضر ربات البيوت كميات كبيرة من الكسكس "بسبع خضار" توزع على المساجد والزوايا، التي يعتكف فيها المصلون إلى حدود طلوع الفجر.
+ لا يستقيم رمضان لأهل مكناس دون اقتناء ملابس تقليدية +
ولأن رمضان مناسبة دينية بامتياز، فإن مكناس، هذه المدينة الضاربة في عمق التاريخ والمحافظة على عراقتها، لا يستقيم لأهلها شهر الصيام دون اقتناء ملابس تقليدية تليق بالمناسبة، كالجلابة والطربوش والمحصور والغندورة والبلغة ...بالنسبة للرجال، فيما تخيط النساء القفطان والجلباب خصيصا لهذا الشهر الفضيل





    رد مع اقتباس