عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-06-16, 15:18 رقم المشاركة : 7
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: طيب الكلام من جليل عمل البر في شهر رمضان



الكلمة الطيبة والحوار الحسن من هدي الإسلام


فضيلة الشيخ / فرج عبد الحليم
نعمة البيان:
قال تعالى:(الرَّحْمَنُ . عَلَّمَ الْقُرْآنَ . خَلَقَ الْإِنسَانَ . عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)(الرحمن 1: 4)
عَلَّمَهُ الْبَيَانَ: أي: علمه الإبانة عما في نفسه تمييزًا له عن غيره.
للكلمة .. خطورتها:
بكلمة يدخل الإنسان الإسلام، وبكلمة يخرج منه، وبها يدخل الجنة، وبها يحرم منها، وتستحل فروج بالكلمة، وتحرم بكلمة، وتبني أسر ومجتمعات بكلمة، وتهدم بكلمة.
درجات.. أو .. دركات:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ» البخاري.
معنى الحديث: يقول النبي – صلى الله عليه وسلم ” إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ” أي من كلمات الخير التي ترضي الله عزّ وجل من نصيحة أو تعليم، أو أمر بمعروف، أو إصلاح بين الناس، أو نهي عن منكر، أو دفع مظلمة ” لا يلقي لها بالاً ” أي لا يعيرها اهتمامًا، ولا يقيم لها وزنًا” يرفع الله بها درجات ” أي يرفع الله بها ذلك المتكلم درجات عالية في الجنة ” وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ” أي من الكلمات التي تسخط الله كالغيبة والنميمة والكذب مثلاً ” لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم ” أي يسقط بسببها.
الكلمة الطيبة.. كالشجرة الطيبة:
قال تعالى:” أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ . تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ” (إبراهيم 24 :25) قال الضحاك، وسعيد بن جُبَير، وعِكْرِمة وقتادة وغير واحد: إن ذلك عبارة عن المؤمن، وقوله الطيب، وعمله الصالح، وإن المؤمن كالشجرة من النخل، لا يزال يرفع له عمل صالح في كل حين ووقت، وصباح ومساء. عن ابن مسعود قال: هي النخلة. والظاهر من السياق: أن المؤمن مثله كمثل شجرة، لا يزال يوجد منها ثمر في كل وقت من صيف أو شتاء، أو ليل أو نهار، كذلك المؤمن لا يزال يرفع له عمل صالح آناء الليل وأطراف النهار في كل وقت وحين.
للكلمة الطيبة.. منبع الخير:
قال تعالى:” أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ” (إبراهيم: 24)، وقال أيضا: ” وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ” (الأعراف: 58) : والأرض الطيبة الجيدة التربة يخرج نباتها ناميًا حيًا بإذن ربه، والأرض الخبيثة لا تخرج إلا نباتاً قليلاً عديم الفائدة يكون سبب نَكَدٍ لصاحبها
الكلمة الطيبة من دلائل الإيمان:
إن من دلائل كمال الإيمان, وحسن الإسلام, أن ينطق العبد بالحق والخير, ويمسك عن الباطل والشر, وأن يُحسن اختيار الألفاظ, وأن يهجر فحش الأقوال, ويصون اللسان عن رذائل الكلام, كالكذب, والغيبة, والنميمة, والسخرية, وقول الزور, والسباب واللعان؛ حيث إن خطر اللسان على الفرد والمجتمع عظيم, ولا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم, ولا ينجو من خطره إلا من لزم الصمت والسكوت عن الشر, قال تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) (النساء:114), وقال سبحانه: (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) (النساء: 148) وقال تعالى (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق: 18)، وعن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت) (البخاري ومسلم)،
خيرًا : كالإبلاغ عن الله وعن رسوله، وتعليم الخير والأمر بالمعروف عن علم وحلم، والنهي عن المنكر عن علم ورفق، والإصلاح بين الناس، والقول الحسن لهم، وكلمة حق عند من يخاف شره ويرجى خيره، في ثبات وحسن قصد .
ليصمت : بضم الميم وكسرها، ليسكت , ومعنى الحديث أن المرء إذا أراد أن يتكلم فليفكر قبل كلامه فإن علم أنه لا يترتب عليه مفسدة ولا يجر إلى محرم ولا مكروه فليتكلم، وإن كان مباحًا فالسلامة في السكوت لئلا يجر المباح إلى المحرم والمكروه.
وفي هذا الحديث آداب وسنن منها التأكيد في لزوم الصمت وقول الخير أفضل من الصمت لأن قول الخير غنيمة والسكوت سلامة والغنيمة أفضل من السلامة وكذلك قالوا قل خيرا تغنم واسكت عن شر تسلم. قال عمار الكلبي وقل الخير وإلا فاصمتن … فإنه من لزم الصمت سلم.
الكلمة الطيبة صدقة:
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ» البخاري. والسؤال: كم صدقة تريد في كل يوم من وراء كلماتك؟ والإجابة : بإمكانك أن تجعل لك من كلمة ينطق بها لسانك صدقة بتطييب الكلام.
الكلمة الطيبة أو الحسنة فأل حسن:
عَنْ أَنَسٍ- رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَأُحِبُّ الفَأْلَ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الفَأْلُ؟ قَالَ: «الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ»، وفي رواية أخرى عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الصالح” أو قال: “وأحب الفأل الصالح” قيل يا رسول الله وما الفأل قال: “الكلمة الطيبة” أو قال: “الكلمة الحسنة”
القول الحسن والأحسن:
قال تعالى:” وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ” (البقرة: 83)، وأن تقولوا للناس أطيب الكلام وتعني أيضًا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمخاطبة باللين، والكلم الطيب الخالي من البذاءة والفحش. ويشمل كذلك : كل خُلُق حسن رضيه الله، وقال تعالى: “وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا” (الإسراء: 53) وقل لعبادي المؤمنين يقولوا في تخاطبهم وتحاورهم الكلام الحسن الطيب؛ فإنهم إن لم يفعلوا ذلك ألقى الشيطان بينهم العداوة والفساد والخصام. إن الشيطان كان للإنسان عدوًا ظاهر العداوة.
الكلمة الطيبة وأثرها في الدعوة إلى الله:
قال تعالى:” اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى. فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ” (طه: 43 : 44) أى : اذهبا إليه، وادعواه إلى ترك ما هو فيه من كفر وطغيان، وخاطباه بالقول اللين، وبالكلام الرقيق . فإن الكلام السهل اللطيف من شأنه أن يكسر حدة الغضب، وأن يوقظ القلب للتذكر، وأن يحمله على الخشية من سوء عاقبة الكفر والطغيان.
الكلمة الطيبة لها أثرها في صلاح الأعمال ومغفرة الذنوب:
قال تعالى:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا” (الأحزاب : 70، 71) أعمالكم : أي: الدينيَّة والدنيوية إذْ على الصدق والموافقة للشرع نجاح الأعمال والفوز بثمارها
الحوار: من المُحاورة ؛ وهي المُراجعة في الكلام .
غاية الحوار: إقامةُ الحجة, وكشف الحقِّ، والتعاون على البر والتقوى, لنصرة الدين, ورفعة الوطن.
وقوع الخلاف بين الناس
الخلاف واقع بين الناس في مختلف الأعصار والأمصار، وهو سنَّة الله في خلقه، فهم مختلفون في ألوانهم وألسنتهم وطباعهم ومُدركاتهم ومعارفهم وعقولهم ، وكل ذلك آية من آيات الله ، نبَّه عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ (الروم:22(, وهذا الاختلاف الظاهريّ دالُّ على الاختلاف في الآراء والاتجاهات والأعراض . وكتاب الله العزيز يقرر هذا في غير ما آية ؛ مثل قوله سبحانه:{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ }(هود: 118 , 119)
نماذج الحوار:
– الحوار بين الله – سبحانه وتعالى – والملائكة.
– الحوار بين الله – سبحانه وتعالى- وآدم – عليه السلام.
– الحوار بين الله – سبحانه وتعالى – وإبليس – لعنه الله.
– الحوار بين الخليل إبراهيم – عليه السلام- والنمرود.
– الحوار بين الخليل إبراهيم – عليه السلام – وأبيه.
– الحوار بين الخليل إبراهيم – عليه السلام – وقومه.
– الحوار بين نبي الله يعقوب – عليه السلام – وأولاده.
– الحوار بين الصديق يوسف – عليه السلام – وإخوته.
– الحوار بين الرسول – صلى الله عليه وسلم – ووفد قريش في صلح الحديبية.
قبل الحوار:
– الإخلاص والتجرد للحق, قال تعالى:{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}(البينة: 5), وفي الصحيح: (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى) البخاري.
– إعداد الأدلة النقلية والعقلية للحوار أو الحجج والبراهين القوية, قال تعالى:{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}(النمل: 64), ولنا القدوة في الخليل إبراهيم عليه السلام في حجته القوية في حواره مع النمرود.
– الاتفاق على أن المرجعية عند التنازع التحاكم إلى الكتاب والسنة: قال تعالى:{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }(النساء: 59)
أثناء الحوار:
– القول الطيب و الأحسن. قال تعالى:{ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ}(الحج: 24), وقال تعالى:{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}(النحل: 125).
– حسن الاستماع للآخر. وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم، فربما تحدَّث معه بعض المشركين بكلام لا يستحق أن يُسمع، فيصغي النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إذا انتهى هذا الرجل وفرغ من كلامه، قال له صلى الله عليه وسلم: “أوقد فرغت يا أبا الوليد؟” قال: نعم. فتكلَّم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من القرآن) كما جاء في تفسير صدر سورة فصلت في ابن كثير وغيره.
– العدل والإنصاف, البعد عن التجريح, والاتهامات, قال تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(النحل: 90), وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ» الترمذي/ صحيح.
– التبين والتثبت: قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } (الحجرات: 6)
– التواضع, ومراعاة أدب الحديث: كما هو واضح في حوار الخليل عليه السلام مع أبيه برغم ما هو عليه من الشرك.
– الحكمة والصبر: كما هو واضح في صلح الحديبية.
– البعد عن آفات الحوار, ومنها: عدم رفع الصوت دون ضرورة, قال تعالى:{ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ }(لقمان: 19), والحذر من سوء الظن, والغيبة, فقد قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ }(الحجرات: 12)
بعد الحوار:
1- صفاء القلوب, وسلامة الصدور حتى وإن لم يحدث اتفاق, والحذر من الخصومة والقطيعة: فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: “كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ”. قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: “هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ” سنن ابن ماجه/ صحيح, وعَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الوَلِيدِ، أَنَّ مَوْلًى لِلزُّبَيْرِ، حَدَّثَهُ أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ العَوَّامِ، حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الحَسَدُ وَالبَغْضَاءُ، هِيَ الحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَلِكَ لَكُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ “ الترمذي/ حسن.
2- الاحترام المتبادل, والتعاون في المتفق عليه, والتماس العذر في المختلف فيه. قال تعالى:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}(المائدة: 2)
3- العفو والتسامح والتراحم, كما نرى ذلك واضحًا في حوار يوسف عليه السلام مع إخوته, وحوار الرسول صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة بعد فتحها.
وصايا عملية:
– الالتزام بالكلمة الطيبة في كل المجالات(في الحديث- مع الزوجة – مع الأولاد – الموظف مع المواطنين – الجار مع جاره – المعلم مع طلابه – وهكذا)
– تفعيل الحوار مع كل الأطراف وفي كل الدوائر: (بين الأفراد – على مستوى الأسرة والعائلة – على مستوى المؤسسة – بين الأحزاب والمؤسسات إلخ)





    رد مع اقتباس