عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-06-08, 09:59 رقم المشاركة : 18
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: الإستعداد الأمثل لشهر الصيام




كيف تتجهز روحيا
لاستقبال رمضان واستلام
جوائزه ؟


بقلم الأستاذ أحمد بوعبدالله
مؤسس ورئيس مجلس ادارة مؤسسة المحبة لتنمية القدرات العقلية والنفسية
******************
سبق وان طرحت هذا الموضوع قبل رمضان الماضي
ونظرا لقوته وروعة ما فيه من معلومات وخطوات ضرورية لتنمية الجانب الروحاني قبل شهر رمضان فقد اهتدينا الى اعادة طرحه هذا العام حتى يستفيد الجميع "وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين"
فقراءة ممتعة ولا تنسوني بدعائكم الصالح
المبدع الناجح
***************
جرت العادة –أخي القارئ- أن نتهيأ لاستقبال الضيوف بتجميل البيوت وترتيبها وإعداد ما يحقق الكرم والحفاوة للزائر وكلما كان الضيف عزيزا كلما كان الاستعداد أمثل والتهيؤ أفضل,
وليس أعز من رمضان الكريم المبارك ضيفا وأكرم منه قادما كيف وهو يأتي متكرما بنعم ظاهرة و باطنه محسوسة وفوق الحواس مدركة وخرج إطار الإدراك.
والذي درجت عليه التقاليد والأعراف أن المضيف هو من يكرم ضيفه لكن ضيفنا العزيز رمضان هو من يكرمنا بلا حدود ويعطينا بلا قيود ويغمرنا بالإنعام والإفضال والجود فلا أقل من أن نستعد لاستقباله بما يليق بمكانته كشهر فضيل ومنعم جليل. فهل نحن على أهبة واستعداد؟
فضائل الشهر الفضيل
لقد خص الله سبحانه وتعالى شهر رمضان بمزايا عظيمة نذكر منها على قصد تقدير النعم وشكرها بالقول والفعل والحال.
1)- أنه يأتي بالرحمة والمغفرة والعتق من النار.
2)- تصفد فيه الشياطين وتغلق فيه أبواب النيران وتفتح فيه أبواب الجنان.
3)- تضاعف في الحسنات وتغفر فيه الذنوب وفيه ليلة هي خير من ألف شهر.
4)- أنه مناخ خصب لمراجعة الذات والتخلص من مفاسد العادات.
5)- وفوق هذا يقدم لنا مائدة الخير والبركات لا مقطوعة ولا ممنوعة: "قيام وصيام وقرآن وصدقات ونسك وأجواء روحانية عالية".


إلى آخر فيضه العميم وفضله العظيم الذي يغمر الدنيا ويصب في رحاب الجنان من بابها الواسع الريان.
كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعد لشهر
رمضان؟


كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء اللهم بلغنا رمضان وكان يصوم أكثر شعبان حتى تقول أمنا أم المؤمنين رضي الله عنها تقولما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان) والحكمة من ذلك أمران:
الأمر الأول الاستعداد للشهر الفضيل
والثاني أنه شهر ترفع فيه الأعمال وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن ترفع أعماله وهو صائم كما أخبر هو عن نفسه في صحيح النسائي و كان صحابته رضوان الله عليهم يقتدون به في ذلك حتى قال مالك بن أنس صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمه
(كان المسلمون إذا دخل شعبان انكبوا على المصاحف وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف والمسكين على الصيام).
كيف نتأهب لاستقباله؟
يعتبر شهر شعبان مدرسة استعدادية تحضيرية وبعبارة أخرى هو بمثابة دورة تدريبية عملية مكثفة للتأهيل الروحي والسلوكي لصيام رمضان وقيامه واستلام جوائزه.
وفي هذه الدورة برنامج مكثف متنوع يضم (الصيام والدعاء والمناجاة والاستغفار ونوافل الصلاة واجتهاد في أنواع الطاعات وفنون الخير) بما يضمن التهيئة النفسية القوية والتأهيل الروحي السامي لاستقبال الشهر الفضيل.
إن شعبان بحق مقدمة رائعة لرمضان بما يحتويه من برنامج تدريبي ممتع ومتنوع وفي هذا المجال نقترح عليك هذه البنود لتنظر فيها
وتسطر برنامجك لما بقي على ضوءها من شعبان ولكافة رمضان:
1)- تعزيز التركيز على الهدف من رمضان (صيام وقيام وأنواع الطاعات الأخرى) وبالمصطلح الشرعي إخلاص النية وصدقها وقد استخرج علماء الأصول من حديث :"إنما الأعمال بالنيات" وغيره من النصوص قاعدة "الأمور بمقاصدها" وهي قاعدة عظيمة جليلة في العبادات والمعاملات. وإليك في هذا المقام ثلاثة أشياء:
- إخلاص النية لله تعالى بالصوم وغيره من الطاعات, واستحضار نية الاحتساب, حدث نفسك بأنك تقصد وجه الله وحده بأنواع القربات وتبتغي رضوانه.

- تعميق النية وترسيخها لاكتساب فضائل الشهر ونيل مغانمه, حدد أهدافك الروحية من رمضان (اكتساب الرحمة,نيل المغفرة, العتق من النار,استحقاق الجنة, الفوز برضوان الله,...) وعلى أساس هذه الغايات ضع برنامج عملي واضح ومحدد وموقوت للطاعات والعبادات لتحقيق الاستفادة المثلى.

- تصور النتائج العظيمة من صيام رمضان وقيامه وتخيل ثواب الله يوم القيامة وهو يجازيك(تخيل نفسك في يوم القيامة وأنت تخير في الدخول من أبواب الجنة الثمانية حسب رغبتك) جزاء على صيامك وقيامك وصدقاتك إيمانا واحتسابا- تخيل نفسك تخيل تنال ارفع الدرجات في الجنان مع الأنبياء والصديقين والشهداء تخيل متقلبك في النعيم جزاء صدقك وإخلاصك.

2)- التحلل من المظالم ورد الأمانات إلى أهلها:

فمظالم العباد من (غيبة وقذف وشتم وأموال ومستحقات...) كلها تقف عائقا أمام أداء أفضل لأنها تمحق بركة الطاعة وقد تحول دون القبول والجزاء الحسن فخير للمرء أن ينزل في ضيافة الله وما لإنسان عنده من حاجة, فرمضان في ضيافتنا ونحن في ضيافة الله في رمضان.

3)- الخروج من المشاحنات وإنهاء الخصومات:

وقد جاء في الصحيح أن الله يغفر في ليلة النصف من شعبان إلا للمتشاحنين يقول الله تعالى في شأنهما(دعوهما حتى يصطلحا).

4)- تعجيل القضاء والكفارة: ينبغي إبراء الذمة من الصيام الواجب, فعن أبي سلمة قال: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: (كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان).قال الحافظ بن حجر ويؤخذ من قولها على ذلك أنه لا يجوز تأخير القضاء حتى يدخل رمضان آخر.(فتح الباري)

5)- المبادرة إلى التوبة والإنابة:

والتوبة واجبة في كل وقت لقوله تعالىوتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) الآية من سور النور. وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم (يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة).ولكن الحاجة إليها في شعبان ورمضان أكثر.

6)- الاستعانة بالدعاء:

فالدعاء يرحمك الله هو العبادة كما جاء في الحديث والله يحب من عباده الملحين في الدعاء والموسم في شعبان موسم دعاء ومناجاة وأنس وابتهالات بين المحب وبين ربه سبحانه وتعالى.و الدعاء الوارد مثلاللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان) و(اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلا)

7)- ذكر الله تعالى:

حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربهأنا جليس عبدي إذا ذكرني وتحركت بي شفتاه) وقولهوأنا معه إذا ذكرني...) وقال صلى الله عليه وسلم: (ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم ولم يذكروا الله تعالى فيها).

8)- التطوع بالصيام في شهر شعبان:

لقد سبق ذكر أن شعبان ترفع فيه الأعمال فحبذا لو ترفع أعمال العبد وهو صائم والصيام أساسا سر بين العبد وربه مثلما هو حلة من لباس التقوى بل لست أبالغ إذا قلت أن الصيام هة مدرسة التقوى والتقوى خير زاد يدخر ليوم المعاد.

9)- الإكثار من الاستغفار:

وقد كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يعدون للنبي صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد قوله رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم) مائة مرة كما جاء في الصحيح.
وفوائد الاستغفار كثيرة وعظيمة كما نعلم جميعا.
10)- دراسة ومراجعة أحكام الصيام:

وما يتعلق به من قيام واعتكاف وصدقة وغيره.

11)- استقبال رمضان بالبهجة والسرور:

على المسلم أن يستشعر مشاعر السرور والحبور وهو يستقبل الضيف العزيز لما يحمله من النعم العظيمة حيث تغلق فيه أبواب النيران وتفتح فيه أبواب الجنان إلى آخر ما هنالك من الخير والفضل والبركة والله تعالى يقول: (قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) ويدعو بالخير والرشد فيه وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبل هلاله بالدعاء بقولهالله أكبر اللهم أهله علينا باليمن والأمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله هلال رشد وخير).

12)- العزم على صوم المودع لرمضان:
وكأنه آخر رمضان تصومه تقابل به الله سبحانه وتعالى فهو أدعى لأداء العبادات على أكمل وجه.

13)- ويستحسن التفرغ للعبادات:

بالإسراع في إنهاء الأعمال التي تشغلك عن العبادات في رمضان.

14)- الإكثار من الصدقة:

واستشعار دعاء الملك: (اللهم أعط منفق خلفا) والصدقة تطفئ غضب الرب وتبارك العمر وتشرح الصدر وتطهر القلب من دنس الشح.
ومسك الختام
تذكر أن الاستعداد نية وعمل ورغبة وحب وحماس وعزم فلنجمل قلوبنا ولنطهر أرواحنا ولنزك أنفسنا تهذيبا وتدريبا وممارسة لأنواع الطاعات وأصناف العبادات وفقنا الله جميعا وبلغنا رمضان وجعلنا من أهل طاعته.






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس