عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-17, 01:03 رقم المشاركة : 1
محمد الورزازي المحمدي
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية محمد الورزازي المحمدي

 

إحصائية العضو








محمد الورزازي المحمدي غير متواجد حالياً


وسام المركز الثالث في مسابقة التصوير الفوتوغرافي

وسام مشارك في دورة حفظ سورة البقرة

وسام المركز الأول في المسابقة الأدبية

new1 انتــــــــــــــــــــــظــــــــــــــــــــــــ ـــــار ...


انتــــــــــــظـــــار ...

قلتُ لمُناظر غِـــرٍّ لاحظ دهشتي واستغرابي :
ـ لماذا حين يذهب الزَّبد جُفاء لا ينتظر .. لا يتردد في تنفيذ الأمر ؟!
لماذا حين يَمْكث ما ينفع الناس في الأرض لا ينتظر جزاء من أحد ؟!
ولماذا حين تبكي السماء بغزارة لا تنتظر مناديلنا ، ولا تنتظر الإنجازات ؟!
رد المُناظر بهدوئه المعتاد : ناشَدَتِ الأمطارَ البنية ُ التحتية ُ والفوقية ُ يومــــا :
ـ توسلاتي أيتها السيول .. رفقا بالأرواح ، رفقا بالأدواح ، رفقا بالقُوتِ ، رفقا بالقناطر ، رفقا بي ..
فأنا رهْنٌ لإطلاق سراح ميزانية هناك .. أنا السجينة رهْنَ قرار هناك .. أنا الأسيرة لحل خلاف هنا وهناك ..
قالت السيول بغضب لا يخلو من استهزاء :
ـ أنا السيل العارم الهادر ، أعاقب المتورطين في الصمت .. أعاقب مُختلسي الإسمنت والأسفلت .. أعاقب واضعي مخططات الطرق السيارة وغير السيارة ..
هل لديكم طرق غير سيارة ؟!
أغرقتُ ، بوادٍ ذي زرع ، جحافلَ وقوافل وممتلكاتٍ شتى تنتظر إتمام أشغال جسْر ، على وادي أم الخريف قرب منطقة لا تعرف غير الغروب ..
أصرَّتِ السيول على تفصيل المُجْمَل، وكشف عروق الشجر المتجذر في الأرض المعانق لعنان السماء ، وتعْرية رؤوسٍ وجلودٍ من قرونها وأصوافها بعد أن انتظرتْ لساعات وصول سيارات الإسعاف التي شكَتْ ، لحظة وصولها ، من آلام في المفاصل والقلوب ؛ قالت إحداها وصلت مكان الحــــادث متأخرة ، وهي تصرخ في وجه المحتجين :
ـ أليس شعاركم المبثوث على الطرقـــــــــــــات المزروعة بالحُفر : التأخر في الوصول خير من عدم الوصول ؟!
ثم إنني في مسيس الحاجة إلى عملية جراحية عاجلة ..!
وعقَّبت السيول على الإصرار الشكوى :
أنا النعمة حوَّلتموني إلى نقمة ..
ثم همستْ في آذان شقيقاتها الطرق بألم حزين :
ـ لقد زرتُ مشافي .. سألتُ الأسِرَّة والأجنحة عن سرِّ الضجيج الذي تعُجُّ به أمعاؤها ومفاصلها ، فردَّتْ كعادتها بهدوء وبراءة ووُثوق :
- انتظري ،على غرار كل المنتظرين ، عودة المسؤول من إجازته السنوية ..
ألم يقترب فصل إجازتكِ السنوية ؟
كان رد السيول بليغا :
ـ إنني لا أستطيع الانتظار أكثر ، لقد كنت في إجازتي الفصلية طيلة الصيف ، لذا داهمتُ .. جرفتُ .. أغرقتُ .. ملأتُ السدود ..
أنا النعمة فلا تجعلوني نقمة ..!!

محمد الورزازي المحمدي كِــرْكـاس





    رد مع اقتباس