عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-03-23, 12:11 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

b5 الفيلسوف طه عبد الرحمن يفكك التطرف بمطرقة النقد الأخلاقي


الفيلسوف طه عبد الرحمن يفكك التطرف بمطرقة النقد الأخلاقي





بضع أسابيع تفصل بين تاريخ صدور كتاب "سؤال العنف بين الائتمانية والحوارية"، واطلاع الرأي العام على تصريحات صادرة عن مسؤول أمني كبير في الدولة، عبارة عن دعوة مفتوحة إلى المفكرين المغاربة لكي يساهموا في الشق النظري/ المعرفي من المواجهة المفتوحة ضد خطاب العنف والتطرف.




مؤلف الكتاب هو الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن، وصدر على هامش فعاليات معرض الدار البيضاء للكتاب والنشر، عن المؤسسة العربية للفكر والإبداع، مقرها بيروت. (جاء العمل في 215 صفحة من الحجم المتوسط، ط 1، 2017)؛




أما صاحب التصريح، فهو عبد الحق الخيام، رئيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية، الذي صرّح مؤخراً، في ندوة الجهوية والسياسات الأمنية، بمقر مجلس جهة طنجة – تطوان - الحسيمة، بطنجة، أن المفكرين المغاربة لا زالوا "غائبين عن عمل المجتمع المدني"، قائلاً بالحرف:


"نحن نعالج الظاهرة من الناحية الأمنية لكنها ظاهرة تنبني على إيديولوجية، والأيديولوجية يجب مواجهتها من طرف المفكرين، الذين يجب أن يعودوا إلى الرسالة المنوطة بهم، وهي محاربة جميع الأفكار المتطرفة وتزرع الكراهية في نفوس شبابنا"،



مطالباً "المفكرين المغاربة بالمساهمة في محاربة جميع أنواع الجرائم وبالدرجة الأولى تلك المتعلق بالإرهاب والتطرف الديني".




لو صدر كتاب "سؤال العنف"، بعد تاريخ تصريحات المسؤول الأمني، لكان هيناً اختزال العمل في سياق التفاعل النظري مع مسؤولية المفكر في مواجهة العنف من جهة؛ والتفاعل النظري لنفس القلم مع دعوة المسؤول الأمني، والحال أن العمل صدر قبل تاريخ التصريحات سالفة الذكر، وهذه إشارة لا بد منها بخصوص سحب البساط عن بعض الاعتراضات التي قد تربط بشكل مؤامراتي بين صدور العمل ودعوة المسؤول الأمني، مع أنها دعوة مرجوة، بمعنى حتى لو صدرت عن صناع القرار الأمني، فإنها أشبه باعتراف، ولو متأخر، بدور المفكر في مواجهة هذه الظواهر؛ ولكن في زمن هيمنة "ثقافة المؤامرة"، يُصبح متوقعاً صدور مثل هذه القراءات والتأويلات.


على صعيد آخر، نحسب أن مضامين هذا العمل، ليست مفيدة فقط للمجال التداولي المغربي، ولكنها مفيدة لجميع المجالات التداولية المعنية بمواجهة التطرف والعنف والإرهاب، سواء كانت مجالات تداولية إسلامية أو غربية؛ بل نعتقد أن مضامين الباب الأول من العمل، والمُخصّص لتفكيك خطاب العنف، لم نقرأ لها مثيلاً في ما صدر من قراءات تفكيكية للظاهرة، بما في ذلك ما صدر عن العديد من المفكرين والباحثين، بله ما يصدر عن المؤسسات الدينية المحلية والإقليمية، وهي مؤسسات تتحمل مسؤولية أخلاقية وعلمية في انتشار وامتداد خطاب العنف، لاعتبارات عدة، أهمها قصور عملها على أفق فقهي/ معرفي ضيق، وهو الأفق الذي يُغذي من حيث لا يدري خطاب العنف، مادام عاجزاً عن سحب البساط عن مُسلمات ومقدمات هذا الخطاب، في شقها الفقهي [الشرعي] أو الفكري [المعرفي]،


وهذه إشارة سيُفصل فيها المؤلف في هذا العمل، ومردها نهل الكتاب من "الفلسفة الائتمانية"، التي تُفرق مثلاً، بين "الفقه الائتماري" و"الفقه الائتماني"، كما اشتغل على التعريف بهذه المفاهيم وغيرها، في ثلاثية "دين الحياء" التي صدرت في مطلع هذه السنة.






تفرعت محاور أحدث أعمال فيلسوف الأخلاق الأبرز في مجالنا التداولي، على تمهيد عنوانه:



"الفلسفة والعنف" (من ص 9 إلى ص 27)، متبوعاً بقسمين اثنين، وملحق، عبارة عن ضُميمة سبق أن حرّرها مباشرة بعد اعتداءات 16 ماي 2003 سيئة الذكر، تلك التي عصفت بالدار البيضاء، وتطرقت المقالة لمفهوم الانقتال (من ص 211 إلى ص 215)، وهو المفهوم الذي استخدمه المؤلف عوض الحديث عن مفهوم "الإرهابي" أو "الانتحاري" أو "الاستشهادي".




تفكيك مشاريع العنف، أو ما أصبح يُصطلح عليه في الآونة الأخيرة بمشاريع "التطرف العنيف"، هو محور القسم الأول، تحت عنوان: "واقع العنف: كيف نفهمه؟ وكيف نرفعه؟، (من ص 29 إلى ص 164) بينما تضمن القسم الثاني، وقفة نقدية تفاعلية جديدة لطه عبد الرحمن مع أحد رموز الفضاء الفلسفي الغربي، إيمانويل ليفيناس. (من ص 165 إلى ص 210).


قبل استعراض بعض الإشارات التي تضمنها هذا العمل، حري بنا التنبيه إلى أن "سؤال العنف"، يُعتبر هو الآخر، تطبيقاً لمضامين "النظرية الائتمانية"، أو قل "الفلسفة الائتمانية" سالفة الذكر، وذلك بعد التطبيقات الأولى التي اطلع عليها قراء أعمال المؤلف في الجزء الثاني والجزء الثالث من ثلاثية "دين الحياء".


يجب الإشارة أيضاً إلى أن القسم الأول، جاء في صيغة حوار مطول أجرته المؤسسة التي نشرت العمل مع المؤلف، والإحالة على الأستاذ عبد العزيز القاسم، مدير المؤسسة، وشريكه الأستاذ سليمان الصيخان، وهما فاعلان ثقافيان من المشرق، يُعتبران من أهم مُتتبعي أعمال طه عبد الرحمن في السعودية والخليج العربي، وليس صدفة أن تكون الأعمال الأخيرة لطه عبد الرحمن، منذ كتابه "سؤال المنهج" [2015]، تصدرها "المؤسسة العربية للفكر والإبداع"، ومعها أعمال موازية لباحثين من المنطقة، تروم تقريب مشروع طه عبد الرحمن للمتتبعين.


حُبّ التسلط واستبداد الإنسان
يتبع









التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس