عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-14, 22:06 رقم المشاركة : 1
azoude
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
 
الصورة الرمزية azoude

 

إحصائية العضو







azoude غير متواجد حالياً


افتراضي كسرة خبز وسمك يوميا في برنامج الإطعام المدرسي


كسرة خبز وسمك يوميا في برنامج الإطعام المدرسي
لا يخفى على المهتمين بالحقل التربوي أن من بين خصائص النمو التي تميز المرحلة العمرية لمتعلمي المرحلة الابتدائية خصوصا المرحلة المتوسطة بداية نضج الحركات الدقيقة ونمو العضلات كما تتميز بالحركية والنشاط مع ضعف التركيز على موضوعات التعلم لمدة طويلة، عدم اكتمال القدرات النوروفزيولوجية...هذه الخصائص وأخرى لا يتسع المجال لذكرها تستدعي متطلبات لا بد من استحضارها لمساعدة المتعلم على النمو السليم ، ومنها التغذية المتوازنة والمتنوعة. قد يتساءل البعض أ ليس هذا من واجب الأسرة على أبنائها؟ بالفعل هذه مسألة لا جدال فيها، لكن نتساءل عن مصير التصريحات والقرارات الرنانة والبراقة للمسئولين عن الشأن التربوي بلادنا التي تخرج علينا بين الفينة والأخرى في موضوع الدعم الاجتماعي لأسر التلاميذ المعوزين خصوصا توفير الإطعام المدرسي وتفعيله منذ أول يوم للدخول المدرسي (الاطعام لم يبدأ حتى منتصف الأسدس الأول) خصوصا في العالم القروي، (رغم أن المدن هي الأماكن التي تسجل نسبة عالية من الفقر والهشاشة) فهل يا ترى هذه الوجبات التي تقدم لتلامذتنا منسجمة مع معايير التغذية وتتوفر على الجودة اللازمة ويراعى في تقديمها قواعد النظافة والسلامة الصحية ؟
فما هوسيناريو الاطعام المدرسي؟
توزع على الأطفال المساكين كسرة خبز ( مصنوع من الدقيق الرديء يطهى غالبا ليلا) محشو بقليل من السمك المعلب أو حبات معدودة من العدس يوميا ( وصباحا ولمدة دورة كاملة ما زال الحالة مستمرة إلى الآن) دون تنويع الوجبات كما تقدم بلا مرفقات (عصير مثلا)، وألاحظ شخصيا أثناء توزيعي لهذه الوجبة البائسة أن معظم التلاميذ الذين يأكلونها يجدون صعوبة في ابتلاعها مما يلتجئون في معظم الأحيان إلى قاروراتهم المعبأة بالماء، لتسهيل ابتلاعها كما أن هناك فئة يرمون بهذه الوجبة المدرسية (المعترف بها رسميا) للكلاب الضالة التي تتسكع وراء جدران الأقسام بعدما ألفت هذا النوع من الطعام. والمفارقة العجيبة أن هناك دروس في النشاط العلمي في القسم الأول بعنوان (الأغذية التي أتناولها – أغذيتي متنوعة) وبعد تقديم الدرس وبناء مفاهيم التغذية وأنواعها ومصادرها والمحافظة على نظافتها تأتي حصة الاستراحة ليتسلم المتعلمون وجبة منافية لكل المعايير والمقاييس الصحية والأخلاقية. ناهيك لجهلنا لقواعد النظافة والظروف الصحية التي تعد وتقدم فيها تلك الوجبة، بالإضافة إلى عدم تمتع المتعلمين بمطعم قار حيث غالبا ما توزع هذه الوجبات داخل الأقسام ويأخذ المتعلمون كسرة الخبز تلك ويتوارون وراء جدران الأقسام (التي هي أيضا مكان للتبرز في غالب الأحيان في غياب المراحيض الصحية) يأكلون، وآخرون يأكلون ويتراكضون في نفس الوقت اقتصادا للوقت لأن مدة 10 دقائق غير كافية للأكل واللعب معا. أضف إلى ذلك عدم توفر الماء لغسل الأيادي قبل وبعد الأكل مما لا يسمح بإدماج قيم آداب الأكل التي تدرس داخل الأقسام. هذا هو الإطعام المدرسي المتنوع والجيد الذي يساهم في محاربة الفقر والهشاشة وتشجيع التمدرس وإبقاء التلاميذ داخل حضن المدرسة والحؤول دون مغادرتهم لها مبكرا، هذا هو الإطعام المدرسي الذي يشجع المتعلم على البذل والعطاء .
كان على المسئولين ألا يقدموا مثل هذه الوجبات البئيسة بالمرة ليريحونا ويريحوا أنفسهم بدل الادعاء أنهم يوفرون إطعاما مدرسيا جيدا يحسب عليهم ويسجل في نهج سيرتهم مما أساء إلى سمعة المدرسة بين أوساط الشعب والتي ما زالت تتلقى ضربات موجعة من داخلها تهوي بها يوما بعد يوم سبعين خريفا بسبب سوء التدبير التربوي والمادي مما يكرس رداءة ما تقدمه المدرسة لينضاف إليها هذا الهراء المسمى بالإطعام المدرسي. مما قد يسبب حوادث صحية لا قدر الله وما حادثة تسمم تلاميذ مجموعة مدارس تديلي نيابة الحوز عنا ببعيدة.





التوقيع

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
    رد مع اقتباس