منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

باحثة تبرئ الذكور من الإساءة إلى النساء في تفاسير القرآن

هسبريس - محمد الراجي

الخميس 09 مارس 2017 - 06:30

في وقت توجِّه المنظمات الحقوقية المدافعة عن حقوق المرأة انتقادات إلى علماء الدين المسلمين، وتتهمهم بأنَّ تفسيرهم للنصوص الدينية فيه تمييز ضدّ النساء، برّأتْ فريدة زمورو، الأستاذة بدار الحديث الحسنية، "النزعة الذكورية" من الإساءة إلى المرأة في تفاسير القرآن الكريم، وقالت إنَّ التفاسير التي قدّمتْها بعض النساء للنص القرآني لمْ تكنْ مُختلفة عمّا جاء به الذكور.

وقالت فريدة زمورو، في محاضرة بمقر مؤسسة دار الحديث الحسنية، إنّ بعض التفاسير القرآنية التي ترى النساء أنّ فيها تهميشا لهنّ وتمييزا وإقصاء لا ترجع إلى وجود "نزعة ذكوريّة" لدى العلماء الذين وضعوها، مضيفة أنّ السؤال الذي ينبغي طرحُه هو "هل أخطأ هؤلاء العلماء التقدير في هذه الآيات الخاصة بالنساء فقط أم أنهم أخطؤوا في آيات أخرى؟".

وذهبت المتحدثة ذاتها إلى القول في محاضرتها التي تناولت موضوع "النساء وتفسير القرآن: الواقع والممكن": "لقد بحثت في تفاسير بعض النساء للقرآن فوجدتُ أنّ تفسيرهن للآيات المتعلقة بالنساء هو التفسير نفسه عند العلماء الذكور"، وأردفت متسائلة: "فهل نحتاج إلى كل هذه الضجة لنناصر المرأة؟ يكفي فقط العودة إلى النصوص ونبحث كيف نفهمها الفهم الصحيح، انطلاقا من فهم شمولي".

واعتبرت الباحثة المغربية أنَّ المطلوب من العلماء المسلمين، ذكورا كانوا أم إناثا، أن يعملوا على تفسير القرآن الكريم "تفسيرا إنسانيا"، وفْق الشروط والأحكام التي تداول عليها العلماء، والبحث عن الأسئلة المطروحة في المجتمع، سواء المتعلقة بالذكور أو الإناث، وأردفتْ بأنَّ المطلوب فقط هو التجديد، "وإبعاد مقاربة الأنوثة والذكورة عن هذا المجال، لأن هذا سيجعلنا ندور في حلقة مفرغة"، وفق تعبيرها.

ورغم أنها ترى أنَّ إقبالَ النساء على تفسير القرآن لن يأتي بجديد، إلا أن زمورو تساءلت عن الأسباب التي جعلت النساء المسلمات في العصر الحاضر شبه غائبات عن مجال التفسير، بيْنما كنَّ في السابق رائدات في هذا المجال؛ وجوابا على سؤالها قالت إنَّ "هذا التراجع له ارتباط بالتراجع العام للأمة وواقعها الحضاري".