عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-02-22, 19:45 رقم المشاركة : 1
روبن هود
بروفســــــــور
إحصائية العضو







روبن هود غير متواجد حالياً


وسام1 السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

افتراضي أحزاب للاستعمال مرة واحدة


بعد الانتخابات الأخيرة، كان البعض ينتظر أن يقود حزب الأصالة والمعاصرة معارضة شرسة، حسب وصف رجال السياسة، لكن الحزب برهن على أنه أكثر لطفا ووداعة. وهذا لا يدل سوى على أن الوداعة والشراسة ليستا صفتين لازمتين للأحزاب بقدر ما هما صفتان تتطلبهما المرحلة وتتحكم في درجتهما مصلحة النظام.

الأصالة والمعاصرة اليوم بمقاعده التي تتجاوز المائة لا تسمع له ركزا. والحزب الذي يحدث الضوضاء هو حزب التجمع الوطني للأحرار الذي خسر في الانتخابات، وهو يجمع حوله الخاسرين الآخرين في الاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري.

اللبيب هو من يقرأ الوضع جيدا وينظر إلى محددات السيناريوهات المختلفة.

في حالة الأصالة والمعاصرة، واضح أن الحزب جيء به لهدف واحد، مهما ادعى أنه جاء يحمل مشروعا ونموذجا وأفكارا. وبعد أن فشل في المهمة التي أنيطت به، تم التخلي عنه بطريقة سهلة تشبه طريقة تغيير التقشيرة. والذي على كل الأحزاب أن تفهمه هو أنها ليست هنا لتنفذ برامجها ـ إن كانت لها برامج ـ بل هي هنا لتدبير مرحلة وضمان مصالح محددة، وعليها أن تفهم أيضا أنها كلها مثل الجوارب يسهل التخلص منها وتغييرها . وهذا هو الشرط الأساس لتجد لها مكانا في خريطة اللعبة، ومن امتنع عن لعب دور الجورب فلا مكان له.

على العدالة والتنمية ألا يحسب نفسه استثناء، لأنه في مواجهة الدولة، والدولة راكمت تجربة تفوق تجارب كل الأحزاب مجتمعة. الدولة تعي جيدا أين المصلحة وأين المضرة، وما هي التوازنات الضرورية، وما هي الخطوط الحمراء، وما هو حجم الحركة والمناورة لكل الفاعلين، في حين أن الأحزاب، وعلى رأسها العدالة والتنمية، ما زالت لا تعرف أين تكمن باقي مصالحها، هل في احترام اختيارات الناخبين، أم في الالتزام بالمبادئ المؤسسة لهيئاتها (على افتراض أن لها مبادئ)، في الوقت الذي تتفق كلها على أن المصلحة الثابتة هي الاعتصام بحبل النظام.

مستقبل الأحزاب ظاهر ولا يحتاج إلى منجمين للبث فيه، لأنهم كذابون وإن صدقوا.

بقلم: روبن هود





    رد مع اقتباس