عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-02-21, 15:49 رقم المشاركة : 21
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: الإتجاه المعاكس...يا جماعة شاركونا رأيكم هل أنتم مع أو ضد....؟


أخي الكريم روبن هود...
تحليلك عميق جدا لامس نقطة هامة من الإختلالات الكثيرة التي تعرفها المنظومة التربوية ،هذا التحليل العميق يحتاج جلسات أعمق ويحتاج نظرة ثاقبة ومركزة...الشيء الذي أفتقده هذه الأيام .

بالفعل هناك خلل تربوي عميق ينهش في المنظومة منذ الإستقلال إلى اليوم .
وحتى نكون أكثر منطقا لا يمكننا التركيز على تعميم التمدرس كإشكالية رئيسية لهذه الإختلالات لأننا سنجد أن الإصلاح التربوي كان يتعثر منذ الإستقلال وقبل ظهور فكرة تعميم التمدرس بكثير .

وطبعا حين أدرج هذا البند في إصلاح المنظومة زاد الطين بلة ...فأصبحت المدرسة تدق على أبواب المنقطعين وتردهم لحضنها كي يزرعوا فيها العنف والتسيب والشغب ويؤثروا سلبا على زملائهم ويشوشون عليهم وهم في واقع الأمر لا رغبة لهم في الدراسة...

قلت منذ أن بدأت رياح الإصلاح تلوح في الأفق لم يكتب لهذا الإصلاح أي نجاح ،لماذا؟

في رأيي المتواضع أعتقد أن المسؤولين وصناع القرار التربوي لم يكن لهم أي اقتناع ولا رغبة بضرورة الإصلاح لأنه كان يتم تحت ضغط الرأي العام،الذي طالب بتخليص النظام التعليمي من الهيمنة الأجنبية وتكييفه مع واقع وحاجيات الوطن الخاصة به...

بمعنى غياب إرادة الإصلاح ...ثم تبعتها ظروف أخرى تجمعت مع مرور الوقت حتى صار التعليم بالمغرب يحتضر كما هو الحال اليوم...
وعموما يمكن الإشارة إلى :


- هيمنة السياسي و الإيديولوجي على البيداغوجي التعليمي و ذلك على حساب المعرفي العلمي و الموضوعي( لا ديمقراطية التعليم على مستوى الا ختيارات البيداغوجية و التنظيمية و التدبيرية و العلائقية)

- الطبيعة المتخلفة و المعوقة للمحيط السوسيو-ثقافي للمدرسة،

- تردي الأوضاع الا جتماعية و الا قتصادية لأغلب رجال ونساء التعليم و المتعلمين على السواء(حيث التعليم العمومي هو تعليم الفقراء بامتياز)،

- عدم إخضاع التعليم "للعقلنة المستقبلية"(التخطيط و التوجيه و الاستشراف على المدى المتوسط و البعيد)،

- عدم ربط التخطيط التعليمي وربطها بالمخططات المجتمعية الأخرى حسب منظور شامل و نسقي في خدمة مشروع مجتمعي كلي و متكامل عوض المنظور التجزيئي و القطاعاتي للمجتمع

- عدم الاهتمام بما فيه الكفاية بالأبعاد التكوينية و التأطيرية و استمراريتها ومسايرتها للمستجدات العلمية و التكنولوجية الجديدة (كما يقع في الإصلاح الجديد المعتمد على بيداغوجيا الكفايات حيث أغلب المدرسين و المؤطرين لم يتمثلوا جيدا المنهاج التعليمي الجديد ،وكما حصل في فشل تجريب بيداغوجيا الإدماج)

- عدم الأخذ بعين الإعتبار وبكيفية علمية البعد الزمني للعملية التعليمية-التعلمية(الغلاف الزمني للمواد المدرسة،عدد ساعات عمل المدرسين المرهقة،خصوصا في الابتدائي،

- وعدم الأخذ بهين الإعتبار علاقة زمان التعلم بالزمن السيكولوجي والإجتماعي و الإيكولوجي لدى المتعلم،

- تكريس بيداغوجيا الكم و الذاكرة خصوصا في التقييم و الإمتحانات وذلك على حساب بيداغوجيا الكيف و الإبداع و الذكاء و الكفاءة -رغم اعتماد بيداغوجيا الكفايات حيث الخطاب التربوي في واد و الواقع في واد آخر-

- عدم ترابط المنهاج الدراسي سواء في نفس المستوى أو في المستويات اللاحقة،

- عدم إخضاع الإصلاح للدراسات التجريبية الأولية وتقييمه قبل العمل على تعميمه على كل التراب الوطني،(التسرع )

- عدم الحسم النهائي في مسألة الاختيار اللغوي للتعليم في المغرب وذلك حسب الخصوصيات الثقافية و التواصلية الوطنية (لازالت هيمنة اللغات الأجنبية وخصوصا في المستويات العليا حيث تلعب اللغة دورا حاسما في مستقبل المتعلم و البلد على السواء)،

- تردي وتراجع صورة التعليم في المجتمع من حيث قيمته ووظيفته الاجتماعية والاقتصادية و الثقافية (بطالة،ارتفاع الأمية الأبجدية و الوظيفية،تردي الأوضاع الاجتماعية لأغلب المشتغلين بالتعليم...)

- عدم عدم وجود إرادة سياسية حقيقية وكاملة وجريئة لدى الدولة وخصوصا على المستوى المالي،حيث نلاحظ عدم الوفاء ب5% كزيادة سنوية في ميزانية التعليم(كما ورد في الدعامة19من الميثاق الوطني للتربية و التكوين)

- التقليص من المناصب المالية،المغادرة الطوعية...في حين أن قطاع التعليم يعرف خصاصا كبيرا في الاعتمادات المالية و الموارد البشرية و التجهيز...نظرا للارتفاع عدد المتمدرسين النظاميين وغير النظاميين و رفع تحدي التعميم و الجودة.

ومازال في الجعبة الشيء الكثير .لكن الذي يهمني أن أعود معك إلى تعميم التمدرس.
سأعود بعد قليل
تقديري







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس