عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-02-21, 08:39 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

a9 باحثون يُغامرون بإصدار مجلّة علميّة للعلوم الاجتماعية والإنسانية


باحثون يُغامرون بإصدار مجلّة علميّة للعلوم الاجتماعية والإنسانية


هسبريس - محمد الراجي
الثلاثاء 21 فبراير 2017 - 03:00



في خضمِّ انحسار الإقبال على الكتاب الورقي، ارتأى مجموعة من الباحثين المغاربة خوْض غمار تجربةِ إطلاق مجلة علمية ورقية مُحْكمة، تُعنى بالعلوم الاجتماعية والإنسانية. ويرْمي الساهرون عليها، وهم من المغرب وسوريا ومصر والجزائر وتونس وموريتانيا وفرنسا وبلجيكا، إلى أنْ تكون مصْدرا أساسيا للبحث، كما قالَ مدير نشر المجلة، عياد بلال.
غيْرَ أنّ الباحثين الواقفين خلْف هذه التجربة العلمية الجديدة يُدركون مدى صعوبة الطريق الذي قرّروا سلْكه، وأجمعوا في لقاءٍ لتقديم المجلّة، احتضنته المكتبة الوطنية بالرباط وحضرتْه سفيرة بَنَما المعتمدة لدى المغرب، على أنّ تجربتهم تُعدّ عن حق "مغامرة"، في ظلِّ ضعف نسبة عدد القراء في المجتمع المغربي، وميْل نسبة كبيرة ممّن ما زالوا يقرؤون إلى الرّقمي.

لكنّهم أبدوْا تفاؤلا بشأن استمرارية التجربة، وإيجاد مكانٍ لمُحتوى صفحاتها الورقية إلى جانب ما يُنشر على صفحات الفضاء الافتراضي. وانطلق عدنان جزولي، عضو اللجنة العلمية لمجلة "باحثون"، من اللون الأزرق للمجلة، الذي يحمل كثيرا من الإيحاءات، ومنها أنّه لونُ أكثر مواقع التواصل الاجتماعي شهرة، ليْخلُص إلى أنّ معانقة الورقي للافتراضي أمر ممكن.


واعتبر جزولي، في رسالة موجّهة إلى الطلبة الباحثين، أنّ "الوثيقة المكتوبة لا بُدّ منها وأساسية، ولا يجب الاكتفاء بالافتراضي". وفي المنحى ذاته، قال بوجمعة العوني، سكرتير تحرير مجلة "باحثون"، إنَّ الفضاء الرقمي يتيح للباحث الحصول على كمّ هائل من المعلومات، وفي ظرف وجيز، "لكنْ لا شيء يُعادلُ حميمية الورقي".

وتوقّف عبد اللطيف كيداي، عضو اللجنة العلمية لمجلة "باحثون" أستاذ علم الاجتماع بكلية علوم التربية بالرباط، عند عائق آخر يتمثل في ضعف نسبة عدد القراء في المغرب، مُعتبرا أنّ إصدار مجلة علمية ورقية، تتطلّب جهدا كبيرا، وطرْحَها أمام مجتمع لا يقرأ، "يُعدّ تحدّيا كبيرا، بل مغامرة".

مع ذلك، يُضيف كيداي، ثمّة حاجة ماسّة إلى مجلّات ودوريات علمية مُحكمة، تُعنى بعلم الاجتماع والعلوم الإنسانية، تقدّم منتوجا محترما للطلاب الباحثين، من أجل دفعهم إلى التعمّق في البحث العلمي. وأشار كيداي إلى أنَّ هناك "أزمة إنتاجٍ للمعرفة"، وعزا سبب ذلك، في جزء منه، إلى قلّة القرّاء، غير أنّه أكد ألاّ خيار أمام الباحثين سوى الاستمرار في الإنتاج، رغم عوامل الإحباط التي تحيق بهم، "لكيْ نؤكّدَ لأنفسنا أننا موجودون".


من جهته اعتبر عبد الغني منديب، عضو اللجنة الاستشارية لمجلة "باحثون"، أنَّ صدورَ العدد الأول من المجلة "يعني أننا خرجْنا من التحدّي الأصغر إلى التحدّي الأكبر، المتمثل في الاستمرارية"، مشدّدا على أنّ ثمّة حاجة ماسة إلى مجلّة علمية مُحكمة، في ظلّ ما سمّاه "استسهال الكتابة العلمية".


مجلّة باحثون، لن يكون النشر في صفحاتها مقتصرا على الأكاديميين ممّن لهم باع طويل في مجال العلوم التي تُعنى بها المجلة، بل ستُنشر فيها أيضا أبحاثُ الطلبة الباحثين، بهدف تدريبهم على تملّك تقنيات استخراج مقالات من أبحاثهم، سواء في سلْك الإجازة أو الماستر أو الدكتوراه، وستتم مواكبتهم من أجل تدقيق مقالاتهم، قبل أنْ تُحمل على صفحات المجلة.


وردّا على مُلاحظة أحدِ الأساتذة في فترة المناقشة، اعتبر أنَّ فتْح باب النشر في المجلة أمام الطلبة الباحثين سيُفقدها صفة "مجلة مُحكمة"، التي تتطلّب شروطا صارمة ينبغي مراعاتها، قال مدير نشر مجلة "باحثون"، عياد أبلال، إنّ "المقالات التي تُنشر في المجلة تخضع لتحميص دقيق، ولا تُنشر إلا إذا كانت مستجيبة للمعايير التي حددتها اللجنة العلمية"، مشيرا إلى أنّ اللجنة توصّلت بأزيد من خمسين مقالا، لمْ يُنشر منها في العدد الأول سوى ثلاثة.


وخُصّص ملف العدد الأوّل من مجلة "باحثون" لموضوع ذي راهنيّة يتعلّق بالعالم الافتراضي، تحت عنوان: "شبكات التواصل الاجتماعي وصناعة الرأي العام: الثورة والثورة المضادة". واعتبر عدنان جزولي أنَّ الاهتمام بهذا الموضوع نابع من كوْن "الكُتلة البشرية المعوّل عليها في إحداث التغيير توجد في العالم الافتراضي، لكنها لا تصوّت في الانتخابات ولا تشارك في العمل النقابي".

وأشار الأستاذ بكلية علوم التربية بالرباط إلى أنَّ هذه الشريحة موجودة بقوة وتتصارع في شكل مجموعات في مواقع التواصل الاجتماعي، مُعتبرا أنَّ هذا الموضوع يُعدّ حقلا سوسيولوجيا وسيكولوجيا وأنثروبولوجيا هاما.

ويطمحُ القائمون على المجلة إلى "تجاوُز نطاق نشر الدراسات العلمية والقيام بدورات تكوينية لفائدة الباحثين في العلوم الاجتماعية والإنسانية، بهدف تأسيس بنية للدراسات والأبحاث في هذه العلوم مستقبلا"، بتعبير مدير نشر المجلة، عياد أبلال.






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس