عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-02-16, 22:16 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: سلسلة تأثير اللغة العربية في اللغة الإسبانية.



تأثير اللغة العربية في اللغة الإسبانية.


الجزء 1: الصرف




سلسلة تأثير اللغة العربية في اللغة الإسبانية - الجزء الأول: الصرف - إعداد سميرة فخرالدين









الصرف لُغَةً هو التغير والتحويل. ويعني اصطلاحا تحويل الأصل الواحد إلى أبنية مختلفة لمعانٍ مقصودة.



مثال على ذلك : شَرِبَ والأصل منه الشُرب وهو الاسم الجامد الدال على الحدث ونستطيع أن نأخذ منه اسم مَشُروب للدلالة على الشيء وهكذا.



الصرف علم يهتم بدراسة التركيب الداخلي للكلمات والقوانين التي تحكم تكوين المفردات، له قواعد وأصول نعرف من خلالها أبنية الكلمة والمقصود بذلك صيغها الأصلية والعارضة وما يطرأ عليها من تغير معنوي في دلالتها. ما المستجدات الصرفية التي عرفتها المفردات القشتالية أو الإسبانية نتيجة للتأثر باللغة العربية؟ سنتطرق بطريقة مبسطة و واضحة عن تأثيرات صرفية ثلاثة ولَّدت صيغا جديدة، أغنت اللغة الإسبانية وقدمت ألفاظاً لمعان مختلفة.

……………………………………………..

1-دمج أداة التعريف “ال” ضمن اللكسيم أو جذر الكلمة ————————————————–
لتبني المفردات العربية، لم يميز المتحدث الإسباني بين أداة التعريف الخاصة باللغة العربية أو لام التعريف التي تحول الأسماء من أسماء نكرة إلى أسماء معرفة وجذر الكلمة. مثلا لم يميز أن كلمة العقرب تحتوي على أداة تعريف “ال” فتبنى الكلمة كما هي بلامها التعريفية لتصبح:
alacrأ،n
ليضيف لها بعد ذلك أداة التعريف الإسبانية :
el alacrأ،n


فانصهرت أداة التعريف العربية ضمن الكلمة. لتبني المفردات العربية، لم يميز المتحدث القشتالي بين اللكسيم والمورفيم ، فأضاف المورفيم للكسيم ليكونان معا كلمة واحدة حيث أصبح الجزء
” al ”
الخاص بأداة التعريف العربية “ال” خاليا من مغزاه اللغوي ك”لام التعريف”. أصبح مجردا من قيمته، مجردا من وظيفته كأداة التعريف. نذكر مفردات أخرى على سبيل المثال مثل :



-ال-خيمياء= alquimia

-ال-خزانة =Alacena
-ال-بركة = Alberca
-ال-مخدة =almohada
-ال-قطران= alquitrأ،n
لم ننته من هذه النقطة بعد، فالأمر لم يتوقف هنا، فلقد انتقلت عدوى إضافة
al
في الإسبانية حتى للمفردات ذات الأصل غير عربي .كيف ذلك؟
المتحدث القشتالي لم يضف
al
فقط للكلمات المقتبسة عن العربية بل أصبحت عادة لغوية أو عدوى لغوية انتقلت للقشتالية. حيث أصبح يضيف ال التعريف حتى للمفردات المشتقة من لغات أخرى.



فعلى نفس منوال الأمثلة السابقة، أخذت مفردات اسبانية نابعة من لغات أخرى تضيف

“al”
المقتبسة عن لام التعريف العربية “ال” لتشكل مفردات أخرى مثل:



شرفة mena>almena

اللوز almendra/mendra


فحذار ليست كل كلمة تبدأ ب

“al”عربية الأصل!
مهمة هي أوجه تأثر اللغة الإسبانية باللغة العربية . لماذا؟ لأن اللغة العربية لم تشكل في ثقافة الأندلس «أداة» للثقافة، بل كانت هي الثقافة نفسَها، فأنت مثقف، إذا أنت أجدت الإلمام باللغة في مفرداتها ومترادفاتها وفي نحوها وصرفها وفي رواية نثرها وشعرها.
2- دمج المتحدث القشتالي للاحقة« أچ » تأثرا بياء النسب الخاصة باللغة العربية:

———————————————————————–


ياء النسب : هي تلك الياء التي تلحق باللفظ والتي نستطيع من خلالها أن ننسب الشخص إلى قبيلته أو مذهبه أو وطنه. من أمثلة ذلك أن:
1) ننسب إنسانا إلى قبيلة ” قريش ” مثلا فنقول: قرشـــي
2) أن ننسب إنسانا إلى مذهبه ” سنة” فنقول : سني
3) أن ننسب إنسانا إلى وطنه ” العراق” فنقول : عراقي
تعتبر الياء لاحقة نسب عربية مشهورة. وللنسب دلالات متعددة كالدلالة على الجنس ، مثل : عربي ، صيني ، هندي ، فرنسي .أو الموطن ، مثل : ، مكي ، دمشقي ، قدسي .أو الدين ، مثل : إسلامي ، مسيحي ، يهودي.
مرت اللاحقة “ي” للغة الإسبانية في بادئ الأمر كجزء لا يتجزأ عن الصفة ذات الأصل العربي. نذكر على سبيل المثال:
muladأ*
maravedأ*
jabalأ*
خاصة كلاحقة للمفردات التي تحدد الإنتماء الجغرافي والعرقي والمفردات المشتقة من أسماء الأعلام وغيرها كأن نقول مثلا فاطمي
fatimأ*.
تأثر المتحدث الإسباني بهذه الخاصية اللغوية فأخد يضيف تقريبا نفس صوت الياء أو صوتا قريبا لتلك الياء المشددة، في اللاحقة الإسبانية
«أ*»
وهي لاصقة تضاف للكلمة لتحويل مبناها وتغيير معناها، ولاشتقاق كلمة أخرى.. فكون مفردات على نفس الوثيرة مثل:
إيراني iranأ*
,عراقي iraquأ*
باكستاني ..paquistanأ*.


لا زالت هذه القيمة أو هذا التكوين مفعل في الإسبانية إلى يومنا هذا لتكوين مفردات جديدة.

3-القيمة السببية للبادئة ” a ” المقتبسة عن اللغة العربية:
———————————————–


تضيف الإسبانية a كبادئة لأفعال لأجل أن تضيف لها معنى جديدا.. ألا وهو معنى السببية .معنى يدل على التسبب في حدث الفعل الأصلي .يقال بالإسبانية مثلا،



Crecer نما
وعندما نضيف a لبداية الفعل تصبح
acrecer
بمعنى نمى . أي تسبب في نمو.

فالبادئة a هي مقطع يضاف للفعل. غرضه الأساسي تغيير نسبي معنى الفعل ، لنحصل على معنى جديد مشتق من الفعل الأصلي. وهذه الa بما تحمله من حمولة سببية مشتقة من اللغة العربية. في اللغة العربية نضيف الألف في بداية الفعل لتحقيق نفس الغاية، ولإضافة نفس المعنى ، فنقول مثلا: مات … أمات أي تسبب في موت شخص أو هوية أخرى أو جَعَلَهُ يَمُوتُ : لبس… ألبس خرج … أخرج خرج عن صمته…أخرجه عن صمته جلس … أجلس

لم تكن زيادة الألف في العربية ولا
a
في اللغة الإسبانية مجرد زيادة عدد أحرف، الزيادة ليست من قبيل العبث اللفظي، إنما الزيادة في أحرف المادة الأصلية بشكل عام تعطيها دلالات ومعان جديدة.



سميرة فخرالدين

يتبع





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2017-02-16 في 22:37.
    رد مع اقتباس