عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-01-28, 22:28 رقم المشاركة : 27
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: تطوان: "بنت غرناطة"الحاضنة للحضارة الأندلسية بالمغرب


اللباس والتأنق:


من المظاهر الحضارية التي يتجلى فيها التأثير المورسكي بقوة:

الملابس، وخصوصا ملابس النساء.


في رسالة بعثها إلى مجلس غرناطة يدافع فيها عن خصوصية ثقافة وتقاليد المورسكيين الغرناطيين الذين كان قد صدر في حقهم منع للغتهم ولباسهم وتقاليدهم وأعرافهم قبيل حرب البشارات الضاربة 1568-1570 م، يحاول المورسكي فرانسيسكو مونييز مولاي إظهار اختلاف الأندلسيين عن باقي المسلمين في المغرب وتركيا وإبراز ما كان يميزهم في شتى مظاهر الحياة اليومية، ويقول عن طريق اللباس الغرناطي:

«فيما يرجع إلى لباس نسائنا، فليس بلباس مسلم، إنه فقط لباس إقليمي كما هو الحال في قشتالة وفي أماكن أخرى، فالناس يحاولون التميز عن بعضهم في زينة الرأس والتنورات والأحذية.

ومن لا يسلم بأن لباس المسلمينMoros (أو المغاربة) والأتراك يختلف اختلافا كبيرا عن لباسهم (أي الغرناطيين)… أما الرجال فكلنا نلبس على الطريقة القشتالية»([106]).



ولكن مثل هذه الإشارات المكتوبة اختفت بعد طرد الأندلسيين سنة 1609 م، واستقرارهم بتطوان، ولم تعد نعرف هل استمر هذا النوع من اللباس الأندلسي مستعملا بالمدينة، إلا أننا نجد خورخي خوان، السفير فوق العادة لكارلوس الثالث لدى سلطان المغرب سيدي محمد بن عبد الله سنة 1767 م (1180 ﻫ) وقد مرّ بتطوان أثناء توجهه إلى مراكش، يصف ملابس النساء والرجال في تطوان بكونها لا تختلف في شيء عن ملابس المورسكيات والمورسكيين الغرناطيين([107]).



ويمكن القول أن الأندلسيين حافظوا على عادات اللباس التي كانت لديهم، حيث قامت الأفواج الأولى بترسيخ نماذجه، وتميز لباس النساء التطوانيات بحمولته الثقافية الأندلسية([108]) في حين ظل لباس الرجال مشابها للباس المغاربة، والمتمثل بصفة خاصة في البرنس والحايك. وهذا لباس محلي كان عاما بين السكان، اشترك في لبسه الأندلسي والمغربي.

ومن المؤكد أن الأندلسيين أدخلوا أشكالا جديدة من الألبسة الداخلية، وأنواعا من الطرز والخياطة.



ويتضح من مختلف القرائن أن لباس سكان تطوان له صلة وثيقة بلباس الأندلس، وخاصة لباس الغرناطيين.

وقد قدمت الأستاذة آمنة اللوه نظرة مختصرة عن لباس نساء المدينة، وعززت مقالها بأمثلة حية لتأكيد أن معظم ثياب نساء تطوان من أصول أندلسية غرناطية وأوردت أسماء

بعض الملابس ذات الأصل الغرناطي([109]) ومن بينها:



الحايك([110])، البنيقة([111]) Albanega، والسبنية([112])، والشربيل([113])، والريحية([114])، القمصان، والطوازين (أو الطرابَق بلغة أهل الجبال) ([115])، ونضيف إلى قائمة الألبسة ذات الأصل الأندلسي:





الكنبوش الذي تُرجع بعض الدراسات أصله إلى الكلمة الإسبانية Cambuse للدلالة على غطاء الرأس، ويوضع فوق المنديل والسبنية، ويعتبر من المنسوجات الرفيعة، ومن المحتمل أنه كان شائع الاستعمال بتطوان، باعتباره لباسا أندلسيا، ولا زال اسم الكنبوش موجودا بتطوان إلى الآن([116]). والسلهام، والبلغة، والشاشية، والبدعية، والمضمة، والكرزية([117]) التي ما زالت مستعملة عند قدماء التطوانيين، وفي الرباط وسلا حتى عهد قريب، وما زالت تستعمل كشيء رئيسي عند فلاحي وحدادي أرغون وقطلونيا والأندلس وبلنسية([118]).



الكنبوش ويكتب باللاتينية cappucion وبالانجليزية capuchon ذكره اللخمي كأحد ملابس الأندلسيات التي أخذت من القشتاليين










ونعتقد إن أهالي تطوان كانوا ميالين إلى التأنق في اللباس، حريصين على المظهر اللائق في سائر الفصول، والنظافة والأناقة… وهذه المظاهر تذكرنا بحديث المقري عن الأندلسيين في هذا المجال، حيث قال: «وأهل الأندلس أشد خلق الله اعتناء بنظافة ما يلبسون وما يفرشون وغير ذلك ما يتعلق بهم، وفيهم من لا يكون عنده إلا ما يقوته يومه فيطويه صائما ويبتاع صابونا يغسل به ثيابه، لا يظهر فيها ساعة على حالة تنبو العين عنها»، فالأندلسيون الذين اعتادوا ذلك في بلادهم استصحبوه في مهجرهم وتركوه في أحفادهم.








والجدير بالذكر أن نساء قبائل جبالة وناحية تطوان لا زلن يلبسن لباسا يشبه لباس النساء المدجنات ونساء غرناطة، فهن تتزين بالمنديل المورسكي المخطط غالبا في الأحمر والأبيض، يسمى “أتازير”، ويعتمرن “الشاشية” وفوطة بيضاء توضع على الكتف، وحزام يربطن به المنديل يسمى الكرزية، إنهن ببساطة وريثات التاريخ الأندلسي([119]).





التأثير اللغوي:
يتبع





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2017-01-28 في 22:40.
    رد مع اقتباس