عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-01-27, 23:12 رقم المشاركة : 19
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: تطوان: "بنت غرناطة"الحاضنة للحضارة الأندلسية بالمغرب


– الطبخ الأندلسي التطواني

عادات الطعام:


من المعلوم أن المورسكيين قد جلبوا معهم العديد من أنواع المأكولات والحلويات التي ما يزال العديد منها يحضر في المناسبات الدينية والعائلية لدى العديد من العائلات الأندلسية العريقة.



وعموما فقد كان تأثير الأندلسيين في مجال الطبخ على المغاربة واضحا، كاستعمال كثرة التوابل على اعتبار أن هذه المواد تساعد على عمليات الهضم علاوة على ما فيها من تنبيه للحواس([92]). وما تزال للأطباق المورسكية حضور في المطبخ المغربي إلى وقتنا الحاضر.


عرف الطبخ الأندلسي بتطوان بتنوع ألوانه وأشكاله، إذ حافظ الأندلسيون على عاداتهم في الطبخ وطوروه اعتمادا على الاستفادة من الموروث المحلي، فالمهاجرون الأندلسيون الذين رافقوا علي المنظري حافظوا على عاداتهم في تحضير الأطعمة على طريقتهم، مستفيدين من لحوم وخضراوات وفواكه المناطق الفلاحية المحيطة بتطوان.


وإن كنا لا ننكر التأثير التركي في المطبخ التطواني الذي ما يزال يحمل إلى اليوم أسماء تركية، فإن التأثير الغرناطي المورسكي يظل متجذرا في المطبخ التطواني بأصنافه وطرقه وأسمائه:



هناك مثلا: البريد، المغاسْ، المالوزة، البسكوشو والبسطيلة([93])، والطرطيا، و”الفنيد” الذي تقدم للأطفال بمناسبة الختان، والتفايا([94])، وبعض الفطائر والمجبنات([95]).



حتى أدوات الطبخ ما زالت تحمل أسماءها الغرناطية، منها:



اسكرفج([96])، مقلاة، برمة النحاس، طبيرة، خابية وغيرها.



وحتى “وصلة الخبز” جاءتنا – تقول الأستاذة آمنة اللوه – من غرناطة، وتوجد صورتها ضمن لوحات الرسام الألماني في إحدى لوحاته عن مورسكيات غرناطة في القرن الخامس عشر Weiditx([97]).


وتطوان مشهورة بمجبناتها، ونعرف أن بعض المدن الأندلسية اشتهرت أيضا بصنع المجبنات حتى قيل: «من دخل شريش ولم يذق من مجبناتها فهو محروم».



وما تزال بعض المدن المغربية العريقة مثل فاس وتطون تحافظ على صناعتها، وهي من الحلويات الشعبية المحترمة… وما زالت المجبنات تحمل الإسم نفسه في اسبانيا Almojatana([98]).


كما برعت الأسر الأندلسية التطوانية في إعداد الخليع([99])، ويورد محمد داود مجموعة من الإشارات التي تشير إلى إرسال قائد تطوان، أشعاش، إلى السلطان العلوي مولاي عبد الرحمان، الخليع.







يقول محمد داود: «وعلى عادة القائد أشعاش مع الدار السلطانية، بعث إليها هذه المرة ثلاثين من الأواني مملوءة بالخليع مع صناديق مملوءة بالحلوى الأندلسية والجزائرية التي كانت تطوان تتقنها وتتفنن في صنعها»([100])، مما يدل على براعة العائلات المورسكية التطوانية في إعداد هذا النوع من الأطباق([101]).


وذكر السفير الإنجليزي “شارل استيوارت” الذي نزل بمرسى تطوان في 6 ماي 1721 م أنه قدمت له في حفلة أقامها الباشا أحمد يوم 18 ماي حوالي ثلاثة وعشرين لونا من الطعام منها ما كان مطبوخا على الطريقة الإسبانية([102]).


والواقع أن التطوانيين قد تفننوا في صناعة الحلويات والأطعمة الطبيخية، وذلك ما تفيد به وثيقة من عصر السلطان الحسن الأول (مؤرخة في 15 محرم الحرام 1307 ﻫ)، إذ تكشف عن أسماء أربعة إماء من القصر الملكي، بعثن إلى تطوان لتعليمهن فن صناعة الحلويات والأطعمة الطبيخية على يد الأسر التطوانية الأندلسية، فكانت الأمتان سعادة ومبروكة تتعلمان بدار الحاج محمد اللبادي، والأمتان زايدة العبدية ومسعودة الفاسية بدار الحاج عبد الكريم بريشة، وتصف الوثيقة الحسنية أصناف الحلويات والمطبوخات، وتذكر منها:


بشكتو([103])، الملوزة، قفافل، بقلاوة، المونضات، المسمنة، الطابع، القطائف، المحنشة، الرغائف بالجبن، البغرير، السنبوست، السفنج، الفقاقص، البجماط، القراشل…


ومن أنواع الطعام المطبوخ، تذكر الوثيقة: البسطيلة بأفراخ الحمام، والمروزية، والخليع…


ومن الحلاوي اليابسة: الفانيد، كعب غزال، البرك، الغريبية، قراشيل الرباط، المجبنة، الكويلش… إلخ([104]).








ويتضح من هذه اللائحة أن أغلب الحلويات أصلها أندلسي، من جهة أخرى يتبين لنا من معطيات “عمدة الراوين” لأحمد الرهوني استمرار عادات التغذية بالمدينة منذ نشأة المدينة إلى زمن المؤلف([105]).



اللباس والتأنق:
يتبع





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس