مع حلول فصل الربيع ومع تفتح الأزهار والورود ومع ارتداء الارض حلة مزركشة ومزخرفة تفرح الناظر وتبهحه تبدا ببلادنا مواسم الاحتفالات والمهرجانات والسهرات وأفراح الأعراس ابتهاجا وفرحا وسرورا
وشكرا؟؟؟
وتبدا معها الليالي البيضاء والحمراء ومظاهر الفرح والحبور والبهجة والسرور تتزين أغلب مدننا وبوادينا بابهى حلة وزينة ولاتكاد تخلو مدينة أو قرية من مظاهر الفرح والسرور والبهجة ..
ولعل ما يتخلل هذه الاحتفالات والمهرجانات من منكرات وفواحش وعصيان ومحاربة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم جهارا هو الدافع الرئيسي الذي أسال مداد قلمي ودفعني إلى كتابة هذه السطور القليلة لأشخص لكم واقعا مريرا ومظاهر يندى لها الجبين ...
فلا يكاد يمر احتفال من هذه الاحتفالات ولامهرجان من هذه المهرجانات ولا عرس من هذه الأعراس دون أن نسمع موسيقى صاخبة وغناء فاحشا وكلاما ساقطا ونرى رقصا ماجنا وفاجرا ونشاهدا اختلاطا سافرا وتداولا للخمر والمخدرات بمختلف أنواعها إسرارا وجهارا ..
فياليت شعري هل بهذه الاحتفالات والمهرجانات والمنكرات والفواحش والطامات سنشكر الله تعالى على نعمه الكثيرة وآلائه الغزيرة وعطاياه العديدة ونحمده على توالي رحماته وتتابع بركاته؟
اما اننا نأمن مكر الله في بلادنا ونعتقد اننا سنخلد فيها ؟ فلكل من اتخذ المهرجانات دينا ووشعارا للفرح والبهجة والحبور أهمس بهذه الكلمات :
هل تظنون أنكم ستخلدون في هذه الدنيا الفانية التي لو وزنت عند الله جناح بعوضة ماسقى كافرا شربة ماء؟
أم أنكم تظنون أن الله غافل عما تصنعون وتعملون وتكسبون ولن يؤاخذكم بإصراركم على هذه المعاصي والآثام؟
أم أنكم نسيتم هادم اللذات ومفرق الجماعات واعتقدتم انه لن يفاجئكم وسينتظر حتى تستيقظوا من غفلتكم وترجعوا إلى رشدكم ؟؟؟؟؟
أين أنتم من قوله تعالى
"..حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون " (يونس:24).
بل اين انتم من قوله عز وجل :
"وضرب الله قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون"
سورة النحل آية112
وهل نسيتم قوله تعالى :
"أفامن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لايشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين أو ياخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤوف رحيم"
سورة النحل آيات 45 – 46 – 47
وهل بإقامة المهرجانات والحفلات وإضاعة الأوقات في اللهو والغناء والسهرات سيزيدنا الله من فضله ويبارك لنا في عطائه وينفعنا بنعمه؟
يقول الله تعالى :
"استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لامرد له من الله ما لكم من ملجأ يومئذ ومالكم من نكير"
سورة الشورى آية47
وأخيرا فلنتذكر أن بالشكر والإيمان تدوم النعم وبالجحود والعصيان تحل النقم فلنحافظ على نعم الله التي بين أيدينالكي يبارك الله لنا فيها ويديمها علينا
ولنحذر كل الحذر من كفر النعم فيذهبها الله من بين أيدينا
ولنتذكر أن شكر نعم الله عز وجل يتجلى بالقيام بطاعة المنعم بأن نفعل ما أمرنا به وأن نترك ما نهانا عنه فالعاصي ليس شاكرا لنعم الله تعالى ولو شكر الله بلسانه فأي فائدة لشكر الإنسان بلسانه وهو مقيم على معصية الله؟؟
يقول الله تعالى :
" لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد "
سورة إبراهيم آية7
ويقول عز وجل :
" وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار "
سورة إبراهيم آية 34