عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-12-28, 10:33 رقم المشاركة : 12
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: مناطق منسية من وطني ...تعرف عليها(متجدد)


أوزيغيمت بتنغير .. دواوير مهجورة تتنفس بؤسا وتتأبط فقرا


محمد آيت حساين
الأربعاء 28 دجنبر 2016 - 10:00


كثيرة هي قرى ومناطق الجنوب الشرقي التي تتمرغ في أوحال الإهمال والنسيان؛ غير أن منطقة أوزيغيمت بإقليم تنغير تشكل عنوانا لأبرز مظاهر العزلة القاتلة والتهميش.


تقع أوزيغيمت ضمن النفوذ الترابي لجماعة إغيل نمكون، على بعد 75 كيلو مترا شمال قلعة مكونة، بتعداد سكاني يصل حوالي 5000 نسمة، موزعة على 17 دوارا.


ساكنتها تعيش وسط ظروف طبيعية قاسية صنعتها جغرافية المنطقة من جهة، وإهمال السلطات المنتخبة والإدارية من جهة أخرى.







وتستمر المعاناة


منطقة أوزيغيمت هي قصة أخرى لفشل المقاربات التنموية التي تساوي السهل بالجبل. وما زال سكان المنطقة يتجرعون مرارة الحياة، إذ لم ينالوا حقهم من التنمية بعد؛ فهم يعيشون تحت وطأة التهميش، ويكابدون مظاهر البؤس والحرمان نتيجة غياب أدنى متطلبات الحياة. وتأبى الشعارات الرنانة إلا أن تصطدم بجبال أوزيغيمت وتتكسر عليها أحلام الآلاف من أبناء هذا الوطن الحبيب.


في الحاجة إلى برنامج تنموي


الزائر لمنطقة أوزيغيمت يشعر، منذ الوهلة الأولى، بأنه في جنة طبيعية بحكم مناظرها الخلابة ومؤهلاتها الطبيعية ومواردها البشرية النشيطة. إمكانات وطاقات سوسيو مجالية قادرة على صناعة الفرق وانتشال الآلاف من ساكنة المنطقة من تحت خط الفقر؛ غير أن المقاربات التنموية المرتجلة وغير الواقعية لا تأخذ بعين الاعتبار هذه الخصوصية، وتكون في الغالب تدخلاتها لحل أزمة معينة تحت ضغط احتجاج معين.





والأكيد هو أن مطالب الفعاليات المدنية بهذه المنطقة تتلخص في ضرورة التفكير الجدي في بناء تصور تنموي شامل يتماشى مع هذه الخصوصيات ويجعلها رافعة حقيقية للتنمية بعيدا عن الحلول الترقيعية و"التزمير" الإعلامي.




قطاع الصحة.. الحاضر الغائب


يعدّ المركز الصحي بأوزيغيمت الأمل الوحيد لساكنة 15 دوارا، إلا أن غياب الطبيب والممرض والأدوية بات يشكل إكراها أمام أفواج المرضى الذين يضطرون للبحث عن وجهة أخرى للعلاج.
وفي هذا الإطار، يؤكد بعض أبناء المنطقة أن المركز الصحي الوحيد لا يتوفر على طبيب أو ممرض أو مولدة، وأنه بالرغم من تعيين ممرضة للمركز في الآونة الأخيرة؛ فإنها غادرت المركز مباشرة بعد تعيينها، ليبقى المركز مقفلا أمام ساكنة المنطقة.





"صحتنا وصحة نسائنا الحوامل في خطر".. بهذه الكلمات عبّر عمي أحمد، كما يسمي أبناء هذه المنطقة هذا الرجل المسن البالغ من العمر (70 سنة)، عن حجم المعاناة التي يكابدها يوميا أهل المنطقة جراء عدم وجود الطبيب والأدوية، موضحا: "حنا مكرفسين فهاد الخلا كنقطعوا أكثر من 75 كلم باش نديرو تلقيح لأولادنا الصغار"، مشيرا إلى أن الساكنة بهذه المنطقة تطالب المصالح المعنية بالتدخل لإنهاء معاناتها من خلال تعيين طبيب قار للمركز ومولدة لتسهيل الولوج إلى الخدمات الصحية من أجل التقليص من مؤشر وفيات النساء والأطفال أثناء الولادة.


دواوير مهجورة
الهجرة إلى مناطق حضرية وشبه حضرية متعددة بإقليم تنغير هو طريق النجاة الوحيد الذي وجده شباب منطقة أوزيغيمت للهروب من كل هذه المعاناة والمشاكل التي يعيشونها يوميا؛ فالمنطقة أفرغت من سكانها ونسبة الهجرة في تزايد مستمر كل سنة، لا سيما أن الجيل الجديد لا يطيق ولا يحتمل العيش في ظل غياب أدنى ضروريات الحياة.


وما يؤكد هذا الأمر هو الغياب شبه الكلي من فئة الشباب، حيث لمست هسبريس خلال جولتها بالمنطقة وجود الشيوخ والعجائز بشكل كبير؛ وهو ما يدل أن خيار الهجرة يفرض نفسه.





شبح الهجرة، الذي يخيم على القرية، لا يقتصر فقط على التوجه نحو مناطق أخرى بإقليم تنغير أو خارجها وإنما أيضا بتخطي الحدود نحو ديار الغربة؛ وذلك "بعدما طال اليأس حياتهم اليومية أملا في تحقيق مستقبل أفضل لأبنائهم، ولهم كل الحق في ذلك؛ فالعيش بقريتنا في ظل غياب الإمكانات يشعرنا باليأس والإحباط"، يقول أحد المسنين.
التعليم يدخل غرفة الإنعاش


وعن قطاع التعليم بالمنطقة، كشف سعيد عمي، رئيس جمعية إكرامن- أوزيغيمت- أفلافال، أن "عددا من تلاميذ المستويات العليا لا يعرفون الأساسيات في اللغة والعلوم"، مشددا على ضرورة إعادة النظر في المنظومة التربوية بهذه المنطقة والاجتهاد في إيجاد حلول ناجعة للإشكالات التي تتخبط فيها مدارس أوزيغمت.



وأضاف، رئيس جمعية إكرامن- أوزيغيمت- أفلافال، في تصريح لهسبريس، أن المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بإقليم تنغير تقوم بمجهودات مضاعفة من أجل الحفاظ على المتعلمين داخل فضاءات المدرسة؛ غير أن العرض التربوي لا يستقطب الآباء والتلاميذ على حد السواء.
وفي هذا الإطار، شدد الفاعل الجمعوي على الأهمية التي يكتسيها جعل الفضاء المدرسي في خدمة القضايا المحلية وربطه بمحيطه السوسيو-ثقافي.






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس