عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-12-24, 18:08 رقم المشاركة : 7
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: قراءة في كتاب: شروط النهضة لمالك بن نبي


لهذا يجب أن يتعلم الإنسان المسلم قيمة الوقت وهو العامل الأساسي في نشوء الحضارات "إن من الصعب أن يسمع شعب ثرثار الصوت الصامت لخطى الوقت الهارب!" ويروي لنا تجربة فريدة لألمانيا عقب الحرب العالمية الثانية التي خلفت وراءها ألمانيا عام 1945 قاعا صفصفا، حطمت فيها كل جهاز للإنتاج، ولم تبق لها من شيء تقيم على أساسه بناء نهضتها،وفوق ذلك فقد تركتها لتصرف شؤونها تحت احتلال أربع دول، ومع هذا بدأ النشاط يسري في نفس الشعب الألماني في سنة 1948 ولم تمض عشر سنوات حتى بدأت الصناعة الألمانية الضخمة.

فقد فرضت الحكومة منذ 1948 على الشعب الألماني كله، نساء وأطفالا ورجالا، التطوع يوميا ساعتين، يؤديها كل فرد زيادة على عمله اليومي وبالمجان، من أجل الصالح العام فقط، وسمي هذا التجنيد العام وهو العمل للمصلحة العامة. هذه من المعجزة الاجتماعية التي أتت بها ألمانيا كان للزمن في إخراجها حظ موفور، يمكننا أن ندرك قيمة الوقت مباشرة في عودة الحياة الاجتماعية والاقتصادية لشعب لم يبق لديه من الوسائل إثر الحرب الثانية إلا العناصر الثلاثة:

الإنسان والتراب والزمن. كل فرد يؤثر في مجتمع بثلاث مؤثرات بفكره، ثم بعمله، ثم بماله. فكم من طاقات وقوى ضاعت فلم تحقق هدفها، فالتوجيه هو تجنب هذا الإسراف في الجهد وفي الوقت.

فهناك ملايين السواعد العاملة والعقول المفكرة في البلاد الإسلامية، صالحة لأن تستخدم في كل وقت، والمهم أن ندير هذا الجهاز الهائل. كما يؤكد على أن جميع مراحل النهضة التي مرت بها حضارتنا كانت على أيدي علماء ومصلحين دينيين دعوا إلى الإصلاح ودفع الإنسانية إلى حظيرة الإيمان من جديد، لا على أيدي سياسيين يطلقون المصطلحات والشعارات السياسية.

فلو أردنا أن نسمي هذه المرحلة الخالية من الروح والعقل، والخاتمة لكل حضارة لأطلقنا عليها بلا تردد اسم المرحلة (السياسية) بالمعنى السطحي لكلمة سياسة، فعندما ساير العلماء والمصلحون رجال السياسة وشعروا بمركب النقص تجاههم كانت العودة إلى أوراق الحروز والأصنام من خلال أوراق الانتخابات.


يتبع





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس