عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-12-24, 18:07 رقم المشاركة : 6
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: قراءة في كتاب: شروط النهضة لمالك بن نبي



شروط النهضة - مالك بن نبي





"أشد ما أثر في حياتي نصيحة سمعتها من أبي: يا بني اقرأ القرآن كأنه أنزل عليك" ، بهذه العبارة وبجملة من الأحاديث والآيات القرآنية المنتشرة في صفحات كتاب مالك بن نبي، ينقل لنا الأحوال التي يجب أن يكون عليها المسلم الحقيقي الذي تحتاجه الأمة الإسلامية لتعيد تشكيل حضارتها الإسلامية العريقة، ويؤكد لنا أن جميع شروط الحضارة موجودة في قرآننا الكريم تنتظر من يطبقها، بينما ينشغل المسلمون اليوم ومنذ نصف قرن تقريباً على جمع أكوام من منتجات الحضارة أكثر من أن يهدفوا إلى بناء حضارة.

يلتقي فكر سيد قطب ومالك بن نبي في أن كليهما يشغل تفكيره وحياته موضوع نهضة المسلمين وتأخرهم عن ركب الحضارة، وإن اختلفا في معالجة هذا الموضوع وأسباب تخلف المسلمين، فهم وفقاً لسيد قطب "تخلفوا لأنهم تركوا الإسلام، فينبغي دعوتهم إليه من جديد، فنعلمهم معنى لا إله إلا الله باعتبارها منهج حياة. أما غيرهم فلم يتقدموا، بل هم في جاهلية جهلاء، لأن الإسلام هو الحضارة".

أما عند بن نبي "فليس الإسلام هو الحضارة، الإسلام وحي نزل من السماء بينما الحضارة لا تنزل من السماء وإنما يصنعها البشر عندما يحسنون توظيف ملكاتهم في التعامل مع الزمان والمكان.. الإسلام لا يصنع الحضارة بذاته، وإنما بالبشر عندما يفهمونه على حقيقته فيتولون التفاعل الجاد به وخلطه بالتراب والزمان والمكان فيصنعون من ذلك حضارة.

الحضارة الإسلامية هي هذا التفاعل الجاد بين الإنسان والتراب والوحي. قد ينجح المسلم في هذا التفاعل فيصنع الحضارة، وقد يفشل وهو المسلم وينجح غيره أي غير المسلم فينتج حضارة بقيم ونيات غير إسلامية، لأنه أحسن التعامل مع سنن الله توظيفا جيدا لعقله وللوقت وللتراب".

الإنسان والتراب والوقت هي المعادلة التي تنتج حضارة ويحلل مالك بن نبي عناصرها خلال كتابه "شروط النهضة". حيث تبدأ النهضة من بناء الإنسان ومن معرفته لذاته "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". ويبدأ هذا التغيير منذ أن يعرف رسالته على هذه الأرض من خلال دين يتبعه ولا يمكن للحضارة أن تقوم في جهل الوثنية فقبل نزول القرآن لم يكن العرب سوى بدو يعيشون في صحراء مجدبة وعندما نزلت كلمة اقرأ غيرت مسرح التاريخ لقرون عديدة، لم تكن تلك الحضارة من صنع السياسيين ولا العلماء بل بين أناس يتسمون بالبساطة.

فالحضارة لا تظهر في أمة من الأمم إلا في صورة وحي يهبط من السماء يكون للناس شرعة ومنهاجاً، أو هي - على الأقل- تقوم أسسها في توجيه الناس نحو معبود غيبي بالمعنى العام، فكأنما قدر للإنسان ألا تشرق عليه شمس الحضارة إلا حيث يمتد نظره إلى ما وراء حياته الأرضية، أو بعيداً عن حقبته اذ حينما يكتشف حقيقة حياته الكاملة، يكتشف معها أسمى معاني الأشياء التي تهيمن عليها عبقريته، وتتفاعل معها.


يتبع





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس