عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-12-12, 10:12 رقم المشاركة : 7
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: حكم الاحتفال بالمولد النبوي


الاحتفاء الناضج والنافع بهذه الذكرى،

* تظلنا ذكرى مولد خير الأنام، إمام الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، والأمة المسلمة في حال سيئة ووضع مشين، فهي مفرقة الصف ممزقة الكلمة، مقاليدها بيد أعدائها من اليهود والنصارى يشمتون بها، ويذيقونها ألوان الذل والهوان، وكل ذلك لا يرضي الله ولا رسوله.

لقد انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه بعد أن أدى الأمانة وبلغ الرسالة وكشف الغمة ونصح للأمة، وجاهد في الله حق جهاده.

لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته مقالة الناصح الأمين: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا،: كتاب الله وسنتي، عضوا عليها بالنواجذ» غير أننا ما حفظنا الأمانة، ولا رعينا النصيحة، فكانت النتيجة هي هذا التيه وهذا الضياع الذي يبتلعنا كالتنين، ويمزق أشلاء جسدنا في صحراء الحياة، لتفترسها قطعان الكلاب والذئاب، وتنهشها الخنازير، وتنعق حولها الغربان.

* تعود هذه الذكرى الطيبة لتحرك وجداننا الخامل وعقلنا الراكد، لتبعث فينا مكامن الأمل نحو المستقبل، لنشمر عن سواعد الجد ونزيح عن كياتنا الذي أثقلته عهود الانكسار، طبقات الران، وتنفض عنه ركام الغبار، لنعود من رحلة التيه والغربة، إلى ذاتنا التي غيبنا عنها كيد الكائدين ومكر الماكرين. * إن من قدر هذه الأمة أنها تتأبى على الإبادة والفناء الحضاري، إنها قد تتراخى، وتتعرض للضعف والتخدير، ولكنها لا تموت بحال من الأحوال.

إن من شأن هذه الذكرى الغالية أن تنفث في روع هذه الأمة روح الانبعاث وتؤجج فيها جذوة المجالدة والتحدي لأشد المخاطر وأعتى الأعاصير، إنها أشبه بطائر الفنيق الأسطوري الذي ينهض من بين ثنايا الرماد، فيتجدد فيه نبض الحياة، والتطلع إلى التحليق في أعالي السماء.

* إن من مقتضيات الاحتفاء الناضج والنافع بهذه الذكرى، أن نستحضر الأوضاع التي كانت سائدة في دنيا الناس حينما بزغ على العالمين نور هذا النبي الأمين. وأسوق هنا وصفا لتلك الحالة وتصويرا لتلك الأوضاع بريشة أحد العلماء الربانيين العالم، المؤرخ والأديب الكبير الشيخ أبي الحسن الحسني الندوي في كتابه الفريد: “ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟” يقول رحمه الله: متحدثا عن النبي صلى الله عليه وسلم قبل وحين بعثته:

«رأى مجتمعا هو الصورة المصغرة للعالم، كل شيء فيه في غير محله، قد أصبح فيه الذئب راعيا والخصم الجائر قاضيا، وأصبح المجرم فيه سعيدا حظيا، والصالح محروما شقيا، لا أنكر في هذا المجتمع من المعروف، ولا أعرف من المنكر، ورأى عادات فاسدة تستعجل فناء البشرية وتسوقها إلى هوة الهلاك.

رأى معاقرة الخمر إلى حد الإدمان والخلاعة والفجور إلى حد الاستهتار، وتعاطي الربا إلى حد الاغتصاب واستلاب الأموال،

ورأى الطمع وشهوة المال إلى حد الجشع والنهامة، ورأى القسوة والظلم إلى حد الوأد وقتل الأولاد.

* رأى ملوكا اتخذوا بلاد الله دولا وعباد الله خولا. ورأى أحبارا ورهبانا أصبحوا أربابا من دون الله، ياكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله.

* رأى المواهب البشرية ضائعة أو زائغة لم ينتفع بها ولم توجه التوجيه الصحيح، فعادت وبالا على أصحابها وعلى الإنسانية، فقد تحولت الشجاعة فتكا وهمجية والجود تبذرا وإسرافا، والأنفة حمية جاهلية والذكاء شطارة وخديعة، والعقل وسيلة لابتكار الجنايات، والإبداع في إرضاء الشهوات.

رأى أفراد البشر والهيئات البشرية كخامات لم تحظ بصانع حاذق ينتفع بها في هيكل الحضارة، وكألواح الخشب لم تسعد بنجار يركب منها سفينة تشق بحر الحياة.

* رأى الأمم قطعانا من الغنم ليس لها راع، والسياسة كجمل هائج حبله على غاربه، والسلطان كسيف في يد سكران يجرح به نفسه ويجرح به أولاده وإخوانه.» اهـ.

* لقد استطاع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، مكلوءا بعناية ربه سبحانه وتعالى مؤيدا بوحيه وإمداده، استطاع أن يصنع خميرة الخير، التي ربت، فكان منها ترياق للبشرية مما ترسب في كيانها من سموم، استطاع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أن يصنع كتيبة الإصلاح التي حررت الإنسان من ذل العبودية ومخازي التحلل والفساد. فماذا عسى أمته فاعلة في إخراج عالم اليوم وقد عاد أدراجه ليتلبس بنفس الصفات والأوضاع التي سادت العالم، يوم بعث رحمة للناس كافة.؟؟
فهل الأمة المسلمة اليوم قادرة على حمل أمانة الإصلاح ورسالة البناء من جديد في ظل هذه الظروف ؟؟؟









التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس