عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-06, 20:11 رقم المشاركة : 1
si sajid
بروفســــــــور
إحصائية العضو








si sajid غير متواجد حالياً


new1 تحديد الذكاء بين علم الجماجم و التأملات الفلسفية



علم الجماجم هو في حقيقة الأمر وليد القرن السابع عشر وليس وليد القرن التاسع عشر، نشأته لم تكن فجائية لأنها تمت ضمن صيرورة علمية تتجاذبها ثنائية غير منسجمة على مستوى الرؤيا وهي وحدة الوعي والفكر من جهة وتعدد العناصر المتداخلة المحددة لهذا الوعي من جهة ثانية.أولى بدايات هذا العلم تجلت في موقف ديكارت(1650-1596) الذي لاحظ بأن بنية الجسد في معظمها تقوم على ثنائية: يدين، رجلين، أذنين وعينين الخ. العضو المهم الذي بنيته لا تتوفر على ثنائية هو الدماغ البشري مما دفع بديكارت إلى الاعتقاد بأن وحدة هذا العضو الجسدي هو دليل على وحدة الوعي والتفكير. ديكارت كان يجهل التماثل المحوري للمخ. كان على علم ببعض علوم عصره ولكن كان يجهل بعضها، كان على علم باختلاف مكونات الدماغ من مادة بيضاء ومادة رمادية وغيرها لكنه كان يجهل مكونات الدماغ كما كانت متداولة عند بعض التشريحيين المرموقين المعاصرين له . لهاته الأسباب فضل الانسياق وراء تأملاته الفلسفية وفضل مسايرة فكرة الآلة المنسجمة المسئولة عن عملية التفكير مما د فعه إلى تحديد موقع التفكير في عضو واحد ألا وهو الغدة البناليةla glande pinéale
لعل ديكارت قد وقع ضحية تمثلانه الفلسفية بنفس الطريقة التي سوف يقع بها هيجل في القرن التاسع عشر 1831-1770تحت تأثير كال GALLحينما سيعتقد هو الآخر في علم المؤسسة القائمة آنذاك والذي هو علم الجماجم سيعتقد هيجل بان الروح هي عظمl’esprit est un osوما كان لهيجل أن يعتقد في هذا لو لم يكن علم الجماجم منتشرا ومكتسحا لمجال العلم والفلسفة على حد سواء.
استمر علم الجماجم واجتاز القرن التاسع عشر والقرن العشرون، ولا زال قائما إلى حد الآن، لكن الذي لم يتغير بعد هو طبيعة التأويلات التي تخلصت من إيديولوجية الفكر الطبيعي le naturalismeالتي تسعى إلى تطبيع الفكر بالخصائص البيولوجية.. حتى في القرن الواحد والعشرون يرى بعض المفكرون بان المدرسة الطبيعية لازالت ممثلة في بيولوجية الأعصاب . نفس البنية الفكرية التي تأسس عليها علم الجماجم تأسس عليها مجال علم بيولوجيا الأعصاب كذلك. يرى فانسان ديسكامب Vincent Descombesبأن علماء البيولوجيا قاموا فقط بتعويض الجماجم بالعدد الهائل من الخلايا العصبية.
تجدر الإشارة إلى أن علم الجماجم ظهر على أنقاض النظرية المزاجية التي كانت تصنف وظائف التفكير وفق طبيعة الأمزجة، أما ديكارت، فنظريته تعتبر الحد الفاصل مابين نظرية الأمزجةla théorie des humeurs ونظرية الجماجم.ديكارت ضمن أفكاره حول وحدة الوعي والتفكير في كتابهDe homineالذي من المرجح انه كتب سنوات"1632-1633ولكن لم ينشر إلا سنة1662بعد وفاته.






آخر تعديل mustapham يوم 2010-03-07 في 21:29.
    رد مع اقتباس