منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة - ملف إخباري عن مقتل الضحية بائع السمك محسن فكري-شهيد لقمة العيش -

ناشطون يحذرون من "نيران الفتنة" في قضية "سمّاك الحسيمة"

هسبريس من الرباط

الثلاثاء 01 نونبر 2016 - 09:40

يروج ناشطون مغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر خدمات "واتساب" الهاتفية، منشورات تحذر مما سموه مخاطر إشعال نيران الفتنة في البلاد، على خلفية الاحتجاجات التي تسري في عدد من بقاع المغرب، خاصة منطقة الريف، بعد مقتل بائع السمك محسن فكري.

واعتبر معلقون أن ترويج منشورات ترفض المشاركة في الاحتجاجات مصدرها جهات تناصر حزب العدالة والتنمية، بعد دعوة زعيمه عبد الإله بنكيران أنصاره إلى النأي بأنفسهم عن المظاهرات في حادثة فكري. وقال ناشط في هذا الصدد: "أرجوكم احترموا ذكاء المغاربة، وكفى من إعطائنا دروسا في الوطنية".

ويقول مروجو أحد هذه المنشورات إن المغرب يواجه خطرا كبيرا في هذه الفترة، فالأحداث المتواترة في الأشهر القليلة الأخيرة ما هي إلا بداية تنفيذ خطة خارجية تروم، بحسبهم، "تكرار السيناريو الليبي والسوري في المغرب"، لافتين إلى أن تجييش الشارع "يأتي أياما قبل حلول وفود الدول والمستثمرين إلى البلاد".

وانتقد المنشور ذاته ظهور شخص بزي عسكري قدم نفسه على أنه طبيب في الجيش، ضمن مقطع بثه على موقع "يوتيوب"، يشحن فيه الشعب ويدعوه إلى التظاهر، مضيفا أن "خروج المظاهرات بهاته الأعداد في مدن المملكة قد يخفي وراءه محاولات المرتزقة للقيام بعمليات تخريب وقتل، يتم نسبها إلى الأمن".

وفي منشور ثانٍ يروج بشكل كبير عبر الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، يقول النشطاء إن ما وقع في الحسيمة يعتبر حادثا مفجعا، يتلخص في أن مواطنا توفي داخل طاحونة شاحنة أزبال، بعد أن رمت الشرطة بضاعته داخلها، فحاول التقاطها، لكن تم طحنه حتى الموت.

ويكمل منطوق المنشور: "نحن لا نعرف ما وقع بالضبط ليلة مقتل سماك الحسيمة، لكن أهم شيء هو أن ملك البلاد تدخل بما يلزم ووعد بالتحقيق ومتابعة كل من تسبب في هذا الفعل الفظيع والمأساوي، ووعد بمعاقبة المسؤولين أشد العقوبات"، منبها إلى "محاولة مغرضين استغلال الحدث لإشعال فتيل الفتنة".

وتابع المصدر: "ندعوكم يا إخوتي إلى نصيحة الناس، وتنبيههم بمخاطر المشاركة في مثل هذه المظاهرات، فنحن لا نريد أن نجر بلادنا إلى فتن ودماء وخراب وفوضى، كما يجري الآن في سوريا واليمن وليبيا"، قبل أن يردف: "ألا نتعلم من التاريخ ونتعظ، فاتقوا الله في الدماء، ولا تكونوا سببا في إيقاظ الفتنة".

وعلّق الباحث السياسي الدكتور محمد الزهراوي على ما وقع في الحسيمة وعلاقته بأوضاع الوطن، قائلا إن "الظلم واللاّ عدل مظاهر سائدة منذ الأزل، بل إن نشوء الدول في شكلها الحديث جاء في إطار البحث عن أفضل السبل الممكنة لصيانة وحماية حقوق وممتلكات المواطنين".

وأضاف الزهراوي أنه "لا يمكن القبول وتبرير مثل هاته المظاهر في أي وقت كان، لكن كذلك يجب عدم الانسياق وراء الخطابات التي تحاول أن تركب على الحادث بطريقة مغرضة، سواء من خلال تجييش المواطنين ودفعهم إلى الاصطدام بالسلطات العمومية، أو محاولة شحن الرأي العام للاحتجاج بطرق غير سلمية.

وشدد الباحث على أن "الاحتكام إلى القانون يبقى هو السبيل الوحيد لتقويم الانحرافات والخروقات، من خلال إعادة الثقة للمواطن في المؤسسات، التي لن تتأتى إلا بالمحاسبة وزجر المخالفين وتطبيق القانون"، محذرا من التأجيج والتعبئة بشكل عشوائي، سواء بخلفية عاطفية صادقة أو بخلفية سياسية، غايتها الهدم والنيل من استقرار ووحدة البلاد.