شعر يجمع بين مرارة الواقع بتفاصيله و روعة الصرخة باسلوب ابداعي يسافر بنا عبر الزمان و عبر الدلالات ...


أسياد العالم كنا
نبراس العزة كنا
مضمار المجد خضنا
شدو الكرام شدونا
* * *
وفجأة تبدلنا
كسر الرتابة شئنا
فكسرنا بعضنا بعضا
أنيابا كانت تحمينا
* * *
والمشي في الهدي أبينا
بقرا حلوبا بتنا !
بواعث الهمم كانت فينا
أفعالا لا أقوال كنا
فردود الأفعال صرنا
* * *
كم علمنا و ماعملنا
ولم ننموا فاضمحلنا
وفي النوم تعمقنا
نوم الهنا
وهم بنا
افطروا
وتغذوا
وتعشوا
و اوطاننا في المزاد اعلنوا
والإقبال زاد علينا!
* * *
زرعنا عواصفا و زوابعا
وغير المواجع ما جنينا!
فالقمر في الأصل هلال
والخسران اوله ضلال
ما عرفنا!
سنين ذاك حالنا
من مغنى الى مغنى
ومن منفى الى منفى
* * *
ربما يكتب التاريخ يوما
كان يا ما كان
شعوبا نيام من زمان
وفي المنام
كقناني الغاز يدحرجون !
والصقور في جيفهم ينهشون
ونهارا بالعقارب يلدغون
والعقبان فوق رؤسهم يحلقون !
* * *
ناموا والهياكل لم تعد هياكلا
والسلاسل تدمي السلاسلا
نائمون باسا و يأسا
نائمون فعلا وإسما
نائمون و امانيهم كالرمال يوهرون !
و تحت وسادتهم ( إبن سيرين ) يضعون
وفي دمع اليتامى يغرقون
وعلى آهات الأرامل يصحون ...


انه تشخيص في منتهى الدقة باسلوب يتسم بالمصداقية و الايمان بالقضية و الحس الفني الاصيل ...انها لوحات مليئة بالحياة ...اصوات فضاءات ..

جميل ما قرأت و تأملت ...شكرا لك