عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-03, 19:00 رقم المشاركة : 1
si sajid
بروفســــــــور
إحصائية العضو








si sajid غير متواجد حالياً


new1 أي توجه للتوجيه بالمغرب؟ و أي مهنيين للتوجيه؟



أي توجه للتوجيه بالمغرب؟ و أي مهنيين للتوجيه؟ 03/03/2010





أي توجه للتوجيه بالمغرب؟
و أي مهنيين للتوجيه؟
يرتبط التوجيه كعلم ارتباطا عضويا بمجالات العلوم الانسانية و الاجتماعية و خاصة منها علم النفس. ولقد اختلفت ممارسات التوجيه باختلاف الأولوية و الأهمية التي أعطيت لكل من الشغل و الشخص كقطبين، حيث حدد التوازن بينهما تيارات فكرية طبعت ممارسات التوجيه على مدى سنوات.
و يأتي تعريف اليونسكو سنة 1970 للتوجيه، ليضع الشخص في موضع الفاعل تجاه توجيهه و يوسع مجال إدماجه ليشمل وعيه و تطويره لميزاته الشخصية، خدمة مجتمعه و ليس فقط انخراطه بسوق الشغل.
توافق وطني يدعم رؤية الميثاق الوطني للتربية و التكوين للتوجيه:
يعتمد التوجه الحالي للممارسات في ميدان التوجيه عالميا على المقاربة التربوية و ذلك عن طريق مصاحبة الفرد و تسهيل نموه الشخصي،و هي ذات المقاربة التي تبناها الميثاق الوطني للتربية و التكوين بوطننا المغرب. و يعد هذا الاختيار الاستراتيجي نتاج طبيعي لعدة عوامل نذكر منها أساسا: عدم استقرار سوق الشغل و التطور السريع للمهن،عوامل اجتماعية،العدد المتزايد للتلاميذ، تنامي الاهتمام بالتطور الشخصي و تحقيق الذات على حساب القيم الجماعية. وفي مرحلة موالية تمت تزكية هذا التوجه بمناظرة وطنية سنة 2005 حول وظائف و آليات الاستشارة و التوجيه، و التي خرجت بتوصيات لتفعيل هذه المقاربة و بمذكرات مرجعية لتنظيم ممارسات الاستشارة و التوجيه بالمغرب أثلجت صدور المهنيين و استبشروا خيرا بما سيليها من أجرأة.
ترتكز المقاربة التربوية أساسا على التلميذ كمحور و كفاعل أساسي في إختياراته المهنية، و هي لا تقتصر على توفير المعلومات حول الدراسة و المهن و لكن لها بعد نفسي،حيث ترمي إلى تمكين التلميذ من حسن معرفة ذاته و تطوير مجموعة من الكفايات المستعرضة الأساسية لوضع مشاريع مستقبلية تجعل التلميذ فاعلا في اختياراته الدراسية و المهنية.
في ختام عشارية الإصلاح أتى البرنامج الاستعجالي بتدابير لكن تم الاستغناء عن مصطلح الاستشارة و التوجيه في أدبيات الوزارة المرافقة لتبني الميثاق الوطني للتربية و التكوين و إبداله بمصطلح الإعلام والتوجيه، الشيئ الذي أثار حفيظة العاملين بالميدان فهذا تراجع،لكن و مع الأهداف التي تشير على استحياء للمقاربة التربوية للتوجيه تم تجاوز الموضوع.
إلى أي مهنيين للتوجيه يحتاج المغرب لتفعيل منظوره لتطوير ممارسات التوجيه و المقاربة التربوية التي تبناها؟
يمكننا سرد مجموع الكفايات أو المجالات التي يجب الإلمام بها لدى مهنيي التوجيه لتحقيق الهدف المرجو:
إلمام بمجال علم النفس،علم النفس المرضي،تمرير الروائز و استعمالها،التقييم،تقنيات المقابلة،نظريات التوجيه...كل هذا للتمكن من مصاحبة التلميذ في التعرف على ذاته و ميولاته.
إلمام بمجال الاقتصاد و خاصة اقتصاد التربية،الإحصاء،تقنيات الإعلام و البحث عن المعلومة و معالجتها،الإعلاميات...و هذا لمصاحبة التلميذ في التعرف على عالم المهن و المسالك الدراسية المتوفرة.
يبدو كل هذا إلى حد الآن منطقيا.
كان الأولى مباشرة خطوات الإصلاح عبر مساءلة نظام التكوين بمركز التوجيه و التخطيط التربوي على غرار مثيله مركز مفتشي التعليم ليواكب أهداف الإصلاح و يدعم عمل مختلف المتدخلين الميدانيين سواء بالتكوين الأساسي أو بالتكوين المستمر،ماذا حدث؟
التعيينات الجديدة المرتقبة أية استراتيجية؟
حدد المرسوم رقم 2.08.371 الصادر في 30 أكتوبر 2008 القاضي بتحديد شروط و كيفيات التوظيف و التعيين بصفة انتقالية في بعض الدرجات المنصوص غليها في المرسوم 2.02.854 ... مستشارين في التوجيه دون تكوين أساسي لممارسة التوجيه و دعم الإصلاح !!!؟
يعين المستشارون في التوجيه التربوي من الدرجة الأولى ...بعد النجاح في مباراة يشارك فيها المترشحون الحاصلون على الأقل على شهادة الماستر أو على دبلوم الدراسات العليا أو على دبلوم الدراسات المعمقة أو على دبلوم الدراسات العليا المتخصصة في التخصصات التالية:القانونية أو الاقتصادية أو التدبيرية أو الاجتماعية أو ما يعادلها.
دعونا نناقش الأمر بشكل منطقي، ما علاقة هذه التخصصات بالكفايات المطلوبة لهذه المرحلة لدعم اللإصلاح !!!؟ مع العلم أن هؤلاء سيزاولون المهام بدون تكوين مسبق!!!
هل تراهن الوزارة على التجربة الميدانية للتوجيه بالمغرب؟ لا زالت بأول خطواتها لم تراكم الكثير وتحتاج لتطوير و تحديث.
عدم إدراج تخصص علم النفس ألا يحيلنا على تراجع خطير حول المبدإ الأساسي الموجه للإصلاح و اللجوء عوضا عنه إلى مقاربة الإعلام المدرسي عوض الاستشارة و التوجيه؟
ما المانع من مباشرة إصلاح و إعادة هيكلة مركز التوجيه و التخطيط التربوي؟ نتحدث هنا عن مركز وحيد بالمغرب لا عن شبكة مراكز.هل هي الطاقة الاستيعابية للمركز الصغيرة،لقد رصدت موارد طائلة و هائلة لدعم إصلاح المنظومة التربوية،هل إنشاء مركز جديد بمواصفات مناسبة أو إعادة توسيع المركز القائم سيهدد توازن ميزانية المشروع E3P7 ؟ حتما لا!!!
هل استدعاء أساتذة جامعيين مختصين و مهنيين للإلتحاق بالمركز سيلاقي اعتراضا ؟لا!!
عوضا عن تذويب المركز في عدة كليات لم لا يلحق بجامعة محمد الخامس لدعم و تحرير ميدان البحث التربوي بالتوجيه و التخطيط.
عملت عملية المغادرة الطوعية على إفراغ مراكز التكوين من كفاءات اجتهد المغرب طيلة فترة الستينات على تأهيلها للرقي بالتأطير و التكوين بالمغرب.و الحال الآن أن هذه المراكز و من بينها مركز التوجيه و التخطيط التربوي ، الذي لا يحتوي إلا على ثلة قليلة من أولئك الذين أبوا إلا أن يتموا مهمتهم إيمانا منهم بخدمة صالح وطنهم. و هي ليست إلا سنوات قليلة توافق انتهاء البرنامج الاستعجالي يجد فيها المغرب نفسه في ذات موقعه في الستينات ، بحاجة إلى إعادة إرسال من يستقدم من دول أخرى كفاءات لم تعد لديه،لينقذ ما يمكن إنقاده.
فلا باب التجريب و البحث مفتوح لنكتفي ذاتيا و لا باب التجارب الدولية،فالإفقار مآل الحال إن لم تتدخل الوزارة سريعا لتقويم مسار للإصلاح خرج عن ما سطر له.
كل هذه الموارد التي سنورثها دينا ثقيل العبئ لأبنائنا ممن لم يلجوا الحياة بعد فلنرشد استعمالها لنوفر لهم على الأقل تعليما يليق بتضحياتهم و بمغرب الغد.
هدى حجيب البوعمري
مستشارة في التوجيه



حجيب البوعمري هدى www.oujdacity.net





    رد مع اقتباس