عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-09-20, 18:37 رقم المشاركة : 12
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: هل هي حملة لأمركة الإسلام وتدجينه وعلمنته ؟


من خلال ما سبق ذكره ما هي أهداف أمريكا من تغيير مناهج التعليم الديني في العالم العربي والإسلامي؟

هناك مجموعة من الأهداف الأمريكية وراء حملتها على التعليم الديني بالعالم الإسلامي يمكن أن نوجزها في الآتي:



أولاً: يمثل العالم العربي والإسلامي التحدي الرئيسي للسياسات الأمريكيةº فقيم أمريكا العولمية تكتسح في العالم كله فيما عدا العالم العربي والإسلامي، وتتساءل أمريكا لماذا في العالم الإسلامي لا يكتب للقيم الأمريكية النجاح أو الانتشار؟ رغم ذيوعها بين كل الأمم؟!.. ويعتقد الأمريكان أن الإسلام هو الذي يعطي التحصين والمقاومة للأمة الإسلامية، ومن ثم لا بد من التركيز على خلخلة الأوعية التي حملته لهذه الأجيال المعاصرة، وهذه الأوعية والمحاضن تتمثل بشكل رئيسي في مناهج التعليم الديني خاصة: الفقه والحديث و العقيدة و اللغة العربية و أصول الفقه و التفسير وعلوم القرآن والمواريث والقراءات.. فالنشاط الذهني والفكري الإسلامي بدأ حول القرآن وانطلق منه ومن الحديث.. ومن ثم فالحمل على هذه العلوم والمناهج سوف يقطع صلة الناس بالقرآن وبالإسلام وبعقيدة الجهاد، و الولاء والبراء التي جعلت لمفهوم الأمة معنى وروحًا لا يزال قائمًا وحيًا حيث يتداعى كل عضو فيه لجراح الآخر بالسهر والحمى.

ثانيًا: لأمريكا اليوم مطامع استعمارية في العالم العربي والإسلامي بعضها يتصل بـهيمنتها على موارد المنطقة وخيراتـها وبلدانـها - كما هو الحال في العراق اليوم - وبعضها يتصل بدعم الكيان العنصري الصهيوني في فلسطين.. ومن الطبيعي أن تستنفر هذه المطامع روح الجهاد والمقاومة عند المسلمين، ولكي تنـزع هذه الروح المقاومة فإن السبيل لذلك هو تغيير مناهج التعليم الديني والثقافي، والتي تقطع المسلمين عن تاريخهم ودينهم وتجردهم من هويتهمº بحيث يصبحون هم ومستعمروهم سواء، فلا مشاكل ولا أسباب للكراهية أو المدافعةº فثقافة التسامح والسلام هي التي تسود بعيدًا عن ثقافة التمييز والمقاومة..

أي أن المطامع الاستعمارية الأمريكية في عالمنا هي التي تجعلها تحاول نزع ثقافة التمييز وثقافة المقاومة وثقافة الدفاع عن الحقوق المشروعة، وعن الأرض والوطن والعرض والتاريخ والهوية والدينº ليصبح المسلم وبلده كلأ مستباحًا تستبيحه أمريكا لتأخذ بيده إلى الحضارة وفق آبائهم المستعمرين العنصريين القدامى. فهناك أسباب سياسية متصلة بنـزع روح المقاومة ورفع راية الاستسلام، وعندنا مثلاً فكرة الحملات الصليبية والصراع الطويل والدامي مع الصليبيين ووجود رموز مثل صلاح الدين الأيوبي، قطز، العز بن عبد السلام، و ابن تيمية، كما أن التراث الإسلامي يشير إلى أن اليهود معروف عنهم عداؤهم للإسلام منذ وجوده الأول.. هذا المخزون الثقافي يظهر كزاد للمقاومة.



ثالثًا: ثقافتنا نحن المسلمين هي ثقافة دينية جوهرها الدين، وقسماتـها الإسلام، وروحها التواصل مع الخلق عن طريق الحق.. فالروح الإسلامية الدينية عميقة في وجودنا وتاريخنا وحياتنا كلها. وهذه الروح هي التي أقامت شبكة الحماية والتعاضد والتواصل عبر الأجيال، فمن منا لم يذهب للكتاتيب، ومن منا لا يأخذ بيد ابنه إلى الكتاتيب لتعلم القرآن، نحن أمة قوامها الدين وعزتـها الدين وكرامتها الدين، والدين يوحد مشاعر المسلمين، ومناهج التعليم الديني ومادته هي جوهر الثقافة الإسلامية لشعوبنا، ومن ثم فالسطو على هذه الثقافة التي حافظت على قيم الإسلام في التاريخ وفي الحاضر، في الزمان والمكان، في الموقع والموضع.. السطو عليها ربما يساعد على النفاذ إلى الدين نفسه إلى الإسلام ذاته، إلى العقيدة نفسها، ومن ثم يزلزل العبث بمناهج الدين وتعاليمه وتعليمه عقائد الناس ويحرف أفكارهم، ويوهن عزائمهم.. لذا فعلمنة التعليم الديني الإسلامي وتجفيف مصادرهº سوف يؤدي إلى ذيوع ثقافة علمانية مستهترة بالدين، لا تقيم له اعتبارًا، وحيث إن التعليم هو ناقل القيمº فإن العلمنة ستؤدي إلى أجيال جديدة خربة لا تعرف شيئًا عن دينها.. فتوهين الإسلام بين الناس وفي حياتـهم هو السبيل لتوهين عقائدهم، وتخريب روحهم، وتضييع هويتهم.



رابعًا: تجفيف ينابيع الصحوة الإسلامية المتجددة والتي تتخذ من الإسلام مرجعية لها، فكل حركات الإحياء الإسلامي المعاصر، وكل الحركات الجهادية ضد الاستعمار، وكل المقاومة في فلسطين وغيرها يقوم بـها أعضاء ينتمون للحركة الإسلامية وللصحوة الإسلامية، ومن ثم فمحاصرة هذه الصحوة، وتجفيف ينابيعها يكون بحصار ما يزودها بالروح والحياة.. لذا فالإسلام الذي شرعه الله مقصود. وهي تريد أن تضع إسلامًا بمقايسيها هي.. ((يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون)).. إن قناعتنا أن أمريكا تريد أصل الإسلام ذاته، وتريد الصحوة الإسلامية كلها بكل أطيافها وأعوانـها، ولا يغرن أحداً قول "بوش" أنه يحترم الإسلام، لكنه يشن حربه على الإرهابيين المتطرفين.. إنه يضمر الكراهية للإسلام ويريد اجتثاثه لو كان يستطيع.



خامسًا: تغيير طرق التفكير ونظم الاجتماع والثقافة في العالم العربي والإسلامي بحيث تكون مثل نظيرتـها في الغرب خاصة ما يتصل بقضايا الأحوال الشخصية وقوانين الأسرة ووضع المرأة ووضع ال أطفال، ونظم العقائد فيما يتصل بالآخرة والدين والكون والخالق والإنسان والحياة، لذا فإنه يتكامل مع خط العبث بمناهج التعليم الديني خط آخر هو تغيير نظم الأسرة المسلمة وقوانينها، وخط ثالث هو تجديد الخطاب الإسلامي أو تغييره.. حتى إذا كنا وهم سواء فإنـهم يكونون سادتنا لأنـهم هم واضعو الخطط العمرانية والاجتماعية لنا، فنكون أتباعًا لهم بلا حول ولا طول ولا شخصية، ويكون غاية المنى بالنسبة لنا هو الرضى السامي علينا. أي نصبـح عبيدًا لأمـريكا بدلاً من أن نكون عبيدًا لله



((وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة))، ((ودوا لو تدهن فيدهنون))، ((ودوا لوتكفرون كما كفروا فتكونون سواء))..



وهذا هو عين الهيمنة الحضارية فبدلاً من الاستعمار السياسي صرنا في طور الاستعمار الثقافي والحضاري.






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس