عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-09-16, 09:02 رقم المشاركة : 6
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: سلسلة :مناهجنا بين التطوير والتغريب


ثالثاً: سيادة ثقافة الحرب في مقابل السلام:


المعجم اللغوي الدلالي السائد في معظم النصوص المشكّلة للخطاب التاريخي في هذا الكتاب هو ما يمكن أن يطلق عليه "معجم ثقافة الحرب" وما يندرج تحت لفظة "الحرب" من مترادفات أو كلمات تنضوي تحت الحقل الدلالي نفسه، مثل: حرب، غزو، فتح، معركة، حملات عسكرية، فرسان، سلاح، حصون، قلاع، هجوم، نزاع، مقاومة، قوة، قتل، الطغيان، فيالق، نصر، هزيمة، التحكم، السيطرة، القمع،..الخ.


وتتنوع مستويات وآليات العرض لثقافة الحرب والاقتتال في منظومة الخطاب منها -مثلاً- المستوى اللغوي، والمتمثل في شيوع هذه الألفاظ الحربية والعسكرية ومترادفاتها ومتلازماتها الدلالية، إذ تفيض بها معظم النصوص.


كما أن هناك آلية لغوية أخرى وهي تضمن العناوين نفسها لمفردات حربية وعسكرية، وهذا الأمر ليس قاصراً على النصوص فقط؛ بل إنه يمتد ليشمل وحدات كاملة، يندرج تحتها مجموعة من النصوص التي تعالج الموضوع الرئيسي للوحدة.
ومن الأمثلة على ذلك، أن الوحدة الأولى من الكتاب عنوانها (الغزو النورماندي)، وتتضمن هذه الوحدة سبعة نصوص تبحث الغزو وأسبابه وما نتج عنه من آثار.


كما أن هناك نصوصاً داخل الوحدات الأخرى، مثل: حروب العصور الوسطى، والحروب الصليبية.


المستوى الآخر من مستويات عرض ثقافة الحرب والقتل مستوى غير لغوي (إذا نظرنا إلى اللغة بالمعنى الكلاسيكي لها بوصفها مفردات وتراكيب)، ويتمثل هذا المستوى في مجموعة الصور والرسوم المصاحبة للنصوص التي تصور القادة أو الأمراء العسكريين وهم يقتلون أعداءهم، والكتاب نفسه يصنف هذه الرسوم بوصفها مصادر للمعلومة التاريخية، بالإضافة إلى الرسائل المضمنة التي تنقلها تلك الرسوم.





رابعاً: الخطاب في مقابل السلطة:



لعله من المناسب أن نقدم وصفاً سريعاً لما نعنيه بمفهومي: الخطاب والسلطة قبل الدخول في تحليل التمثلات المعرفية الخاصة بهما وتوظيف المعرفي السلطوي في بنية الخطاب.


و يمكن إيجاز مفهوم (الخطاب) بأنه مجموعة النصوص المتداخلة التي تشكل خطاباً فكرياً ومعرفياً، أما مفهوم (السلطة) فهو لا يعني -بالضرورة- هنا السلطة السياسية المادية بأجهزتها الأمنية أو هياكلها التنظيمية، وإنما نعني به السلطة في جانبها المعرفي، أي السلطة بوصفها سلسلة من المفاهيم أو شبكة من الممارسات، وبالتالي فإن المعرفة سلطة، والنص سلطة، والقبيلة سلطة، والتقسيمات الإدارية والفئوية والطائفية تعد شكلاً من أشكال السلطة؛ بل إن علاقات الرحم والنسب والقرابة، وكذلك الممارسات اليومية المنزلية تعد مظهراً من مظاهر السلطة (صفدي،1991).


وإذا حاولنا أن نحلل الخطاب التاريخي في هذا الكتاب يظهر لنا أولاً أنه خطاب تاريخي سياسي مخادع ومخاتل، وذلك من حيث تمترسُ مضمرات نسقية وراء شعارات آيدولوجية لتبرير ما هو سياسي وسلطوي، وذلك من خلال خلع الطابع الديني على الحملات والحروب الصليبية ووصفها بالحرب المقدسة، فالخطاب هنا يتقنع بالصفة الدينية لشرعنة أهداف سياسية تقوم على السيطرة والتوسع.


هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن (الوظيفة الآيدلوجية) تبدو هي الأطروحة المركزية للخطاب التاريخي، ويتجلى ذلك في تكريس نصوص متكاملة للحديث عن مدى انتشار المسيحية وعلاقة ذلك بالحملات التبشيرية، وكذلك الحديث عن المعتقدات الدينية وربطها لا شعورياً بتعزيز مفاهيم الهوية والانتماء، أضف إلى كل ما تقدم، الحضور البارز للنفس الديني ورموزه وإشاراته.


بقى أن نشير إلى المظهر الرابع في محاولتنا تحليل الخطاب التاريخي في هذا الكتاب، وهو أن الخطاب يتضمن بعض الجوانب اللاعقلانية، ويتبدى ذلك في احتواء نصوصه على بعض المفاهيم الظلامية، مثل: نظام الإقطاع، والاستبداد، والمظالم السياسية والاجتماعية، والجور في المحاكم، والتفكير الأسطوري، والحرب، والقتل، وغياب مفهوم الإنسان.



ثانياً: الكتاب الثاني:
تحليل محتوى كتاب: مقتطفات من الأدب الإنجليزي ببريطانيا: د. إبراهيم بخيت عثمان

يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس