عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-09-15, 11:02 رقم المشاركة : 1
روبن هود
بروفســــــــور
إحصائية العضو







روبن هود غير متواجد حالياً


وسام1 السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

افتراضي إصلاح المناهج.. لماذا التربية الإسلامية وحدها؟


النقاش حول مناهج التربية الإسلامية وعلاقتها بالتطرف والعنف كان فرصة للكثيرين لتصفية الحساب مع ما يتعلق بالهوية. فليس كل من أدلوا بدلوهم في الموضوع متخصصين في مجال التربية أو في العلوم الشرعية أو في الحركات الإسلامية، لكن لما اختلط الأمر صارت الفرصة مناسبة للتعبير عن الفكر وعن شذوذ الفكر حتى صار الموضوع ينتمي إلى الإيديولوجيا أكثر من انتمائه إلى علم التربية.

لكن لننظر إلى الإشكالية من زاوية أخرى تنطلق من الفشل الفعلي للمناهج، ولنضع السؤال التالي: هل نجحت البرامج التربوية في ترسيخ القيم الجميلة الموجودة على صفحات الكتب المدرسية؟ أي: هل مخرجات التربية الإسلامية هي وحدها من تستدعي الإصلاح؟

الكتب المدرسية في مختلف المستويات وفي مواد مختلفة مليئة بالوحدات حول القيم الدينية والوطنية والحياة الاجتماعية والمرأة والمساواة والبيئة والقيم الثقافية وغير ذلك.

في مقابل ذلك، المجتمع مليء بحالات العنف وتخريب البيئة والتحرش بالمرأة وعدم احترام الآخر والغش في العمل والتنكر للقيم، وكأن الأمر يتعلق بمنهاج مضاد يسير وفقه جزء من المجتمع.
لماذا إذن لا يتساءل الكثيرون حول أسباب فشل البرامج والمقاربات، فيدعون إلى تغيير مقررات اللغة العربية التي فشلت في دفع المتعلم إلى تمثل القيم المتضمنة فيها، وإلى تغيير برامج اللغة الانجليزية بعد أن فشلت في تبليغ رسائلها حول المواطنة والعمل التطوعي، وإلى تغيير مقررات الفلسفة التي لم تنجح في ترسيخ التفكير النقدي عند المتعلم؟

هل المواطن الصالح حسب الغايات التربوية الرسمية هو هذا الذي نراه كل يوم يتردد بين العنف واللامبالاة وسوء الأدب والاتكالية؟

لماذا لا يتساءلون؟ هل لأن هناك رضا من طرفهم عن المخرجات؟ هل نوع الإنسان الذي يريدون هو ذاك الذي يتمتع بالسطحية وتتوفر فيه كل الانحرافات السلوكية والفكرية؟

أسئلة تتطلب إجابات تربوية أولا، ثم بعد ذلك قد تستحق نقاشا فكريا مع كل الذين جعلوا من التربية الإسلامية ساحة معركة.

كل المناهج فاشلة، وكنا سنصدق صواب دعوى إصلاح مناهج التربوية لو كانت الدعوى شاملة لكل المناهج، وتستتبع مطلب إصلاح كل شيء، أما قصرها على التربية الإسلامية، فذلك بالغ في الأدلجة وليست فيه ذرة غيرة تربوية على المتعلمين ولا على الوطن.

بقلم: روبن هود





    رد مع اقتباس