عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-07-24, 00:07 رقم المشاركة : 4
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: لماذا تتزايد حدة التدافع القيمي في مجتمعنا ؟


من المهم جدا مناقشة مشكلات الصراع والتنازع في أصولها العامة التي تحدد طبيعة النـزاعات وأنواعها وأسباب إثارتها وطرق معالجتها، وذلك من خلال عرض أحدث النظريات في هذا الشأن، إلى جانب المفاهيم القرآنية للتدافع.


الصراع في المجتمع البشري في إطاره التاريخي


الصراع ظاهرة لازمت البشرية منذ ظهورها على هذه الكوكبة.


وبيد أن الدراسات النظرية في العلوم الإنسانية المختلفة لم تقدم إلا القليل في هذا الجانب التاريخي، فإن القرآن الكريم يحدثنا عن أول واقعة للنـزاع في التاريخ البشري حدثت بصورة مأساوية أدت إلى إزهاق الروح البريئة لم يذكر القرآن سبباً واضحاً لإثارة تلك الواقعة إلا الحقد من أحد طرفيها، مما يؤكد أن العوامل النفسية هي الأساس في ظاهرة الصراع، ولذلك ينبغي لكل بحث عن حلول ناجعة في هذا الشأن أن يرتبط بإدراك العوامل النفسية، بترضية النفوس ودفع المظالم واستيفاء الحقوق.


ويحدثنا القرآن الكريم أيضاً مراراً عن الصراع بين الكفر والإيمان من خلال قصص الأنبياء والرسل (عليهم السلام) وأقوامهم.


والصراع بين الحق والباطل ممثلاً في الحقائق المعرفية والمعطيات العلمية التي يقدمها أولئك الرسل، والخرافات التي يتشبث بها أهل الباطل.


وهذه الصورة للصراع قد اتخذت أشكالاً مختلفة في هذا العصر يمكن تمثيلها بصراع الإيديولوجيات والثقافات المختلفة وبين أصحاب المواقف السياسية والدول وغيرها.

فعبر التاريخ البشرى كان الصراع تجربة إنسانية ملازمة، اتخذت بين الحوار والتنازع وبين الإعمار والدمار صوراً مختلفة.


فرغم أن الإنسان في تطور وتغير مستمر من الناحية الفكرية والمعرفية إلا أن الجانب الثابت فيه هو قدرته على التنازع والتدمير.


وهذه الخاصة في الإنسان، رغم مخاطرها الظاهرية، يبدو أن ثمة حكمة إلهية جليلة تكمن فيها. إذ أن القرآن بيّن لنا أن النفس الإنسانية مفطورة على الفُجُور والَتَقْوى، وهي السمة التي لولاها لصار الإنسان مَلَكاً كريماً أو شيطاناً رجيماً. ولكن جعل الله تعالى مهمة تكييف تلك النفس وتهذيبها للإنسان لتتخذ موقعها بإرادته لا بالجبر والإكراه.


وهذه المجاهدة التهذيبية -التنظيمية المستمرة هي التي تعكس رسالة الإنسان في الحياة وتبيّن طبيعة الصراع الإنساني في أصوله التي بها تتحرك عجلة التاريخ وبها تقوم الحضارة والعمران.




فكيف يكون الحال إذا رغب كل إنسان عن أسباب التنازع في الحياة، معرضاً عن التنافس في متاعها والسعي لتعمير الأرض فيها، كالرهبان ؟

هذه الخلفية للتدافع والتنازع هي التي دفعت بعض الباحثين إلي الميل نحو إثبات وظائف إيجابية للصراع في إطار المجتمع البشري. من أهمها:

إنه يطلق التوتر الضروري لحركة المجتمع ونموه وتطوره.


ومنها إنه يجعل القضايا المهمة في المجتمع تظهر وتطفو على السطح. و

منها إنه يدفع المجتمعات والدول إلى إعادة تقييم رسالتها وأهدافها.


ومنها إنه يدفع إلى التغيير الاجتماعي من أجل إزالة الظلم والطغيان.



مهما يكن من أمر، فإن أساليب العنف ووسائلها التي صاحبت النـزاعات في التاريخ البشري وصور الخراب والدمار البشعة التي ارتسمت منها في أذهان الناس سلبت كل صورة إيجابية للصراع.

عندما وجّهت الدراسات اهتمامها بقضايا الصراع في المجتمع البشري مؤخراً، ضمن العلوم الإنسانية بصورة عامة، ظهرت بعض النظريات التي بحثت عن أسباب الصراع وطرق فهمه وتنظيمه في إطار علمي.




ولعل من أهم تلك النظريات التقليدية نظرية (الصراع) بفروعها المختلفة، مثل نظرية التبادل الاجتماعي التي ترى أن المصلحة هي القوة الموجهة للسلوك الإنساني في الصراع.

ونظرية صراع الجماعات،


ونظرية العلاقات الإنسانية،


ونظرية اللعبة التجريبية،


والنظرية النفسية الدينامية وغير هذه من النظريات التي حاولت أن تعالج قضايا الصراع في المجتمع البشري بأسلوب أكثر علمية وبنظرة أكثر دقة وشمولية.

إن النتائج المهمة التي توصلت إليها هذه النظريات وإن لم تتمكن من وضع تقنين كلي لضبط الصراع ليكون بطريقة سلمية على المستوى العام؛ مع إنشاء منظمات دولية كالأمم المتحدة؛ إلا أنها دفعت الكثير من الأمم إلى تنظيم الصراع وإداراته في أهم جوانبه وهو المستوى السياسي. وذلك في شكل التجربة الديمقراطية التي وضعت حداً لكثير من النـزاعات الداخلية والحروب الأهلية لكثير من الدول ولا سيما الغربية منها.


فباتت الديمقراطية عندهم نظاماً راسخاً ذا مضامين قيمية وثقافية مثل احترام حقوق الإنسان والتسامح الفكري، والقبول بالتعدد السياسي والفكري واحترام رأي الآخر والمشاركة السياسية...الخ





    رد مع اقتباس