16- {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [الجاثية:21]، هذه الآيةُ كانت درسًا لي، عندما قرأتُها شَعرتُ كأني المخاطبة.. أريد الجنَّة، وأريد رؤيةَ الله سبحانه! لكن أين العمل؟! ومن لحظتها قرَّرتُ الاجتهادَ في العمل الصَّالح. 17- من أعظم الأشياء الَّتي كانت تصدُّني عنِ التَّوبة: تلبيس الشَّيطان عليّ في القنوط من رحمة الله، وأنِّي صاحب ذنبٍ لا يُغتفر؛ حتَّى قرأت: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} إلى: {أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّـهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ} [المائدة:73-74] فإذا كان اللهُ فَتَحَ بابَ التَّوبةِ لمن نَسَبَ له الصَّاحبة والولدَ فكيف بمن دونه! 18- أنا طالبُ علم، وذاتُ مرّةٍ توقَّفْتُ عند قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزُّمر:9] فبكيت كثيرًا على ضياع ليال كثيرة، وأنا لم أُشرّف نفسي بالانتصاب قائمًا لربِّي ولو لدقائق،فكان هذا البكاءُ مفتاحًا لبدايةٍ أرجو أن لا تتوقف حتَّى ألقى ربِّي. 19- {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ} [الكهف:49] من عشرين عامًا كُلّما قرأتُها أشْعر أنني أنا المخاطب بها، وأُحاول استعراض ما فعلتُ في الأسبوع، وأعلم أنَّ السَّيِّئات كُتِبت ورُفعت إلى يوم الحساب، ولن يُنجيني سوى كثرةِ الاستغفارِ والتَّوبة. 20- قد يَضيقُ صدرُك إذا سمعت ما يؤلمُك، وقد تحزن لذلك، وقد تهتمُّ كثيرًا، فتحتاج لمن يرأفُ على قلبك، ويُذهبُ ما أهمك، تدبَّرتُ أواخر سورة الحجر: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ} [الحجر:97-98]، فوجدتُ العلاجَ الشَّافي الكافي، فيا لعظمة هذا القرآن وجميل لذَّته! يتبع