عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-07-13, 09:24 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

c5 القرآن...غير حياتي







عاشوا مع القرآن فتغيرت حياتهم:

الحمد لله الَّذي جعل القرآن هدًى للمتَّقين، ونورًا للمستبصرين، وهاديًا لأقوم سبيلٍ، ومعينًا وخيرَ دليلٍ، فهدى به من الغواية، وبصَّر به العمى، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا الَّذي خُلُقه القرآن، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ، إلى يوم الحشر والفرقان.

وبعد: فهذه كلماتٌ مختصرةٌ، تحكي أحوال بعض من عاشوا مع القرآن، وأثّر القرآن في حياتهم، فهذا تغيرت بوصلة حياته، وذاك ربَّى أطفاله على التَّدبُّر، وثالث نقل تجربته إلى غيره، فأحببنا أن نسطرها لكم، لتكون عونًا لنا على السَّعي الحثيث للعيش مع القرآن: تلاوةً وتدبُّرًا... وقد قمنا بتقسيم هذه الأحوال إلى عدَّة أقسام، حسب التَّناسب فيما بينها، لعلَّ ذلك يكون أقرب إلى الفائدة والنَّفع.

إنهم يقرؤون ويتدبرون:

1- ثلاث سنين قضيتُها في العلاجات والأطباء والأعشاب؛ لأرزق بطفلٍ، وفي يومٍ ما، وبعد أن قاربتُ الوصول إلى اليأس، كنتُ أقرأ: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ أَكْبَرُ‌ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ‌ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [غافر:57]، فقلتُ: إذا كان خلق السَّماوات والأرض أكبر من خلق النَّاس، فهو قادرٌ على أن يخلق جنينًا في رحمي، وما هي إلا أيَّام معدودات حتَّى حَمَلْتُ، وأنعم الله عليَّ بطفلتي الجميلة، فله الحمد والشُّكر.










2- بعد سلوكي طريق الاستقامة هجرني القريب، ولامَني البعيد، وأحسستُ بالوحشة، بدأت بلَوم نفسي لعلِّي أخطأتُ الطَّريق، وفي يومٍ بلغ الأمر مبلغه، وأنا أقرأ حزبي من القرآن استوقفتني آيةٌ:{وَاللَّـهُ يُرِ‌يدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِ‌يدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النِّساء:27]
فعاد السُّكونُ إلى قلبي، وأحسست ببرد اليقين.









3- كنت أقومُ ببعض المعاصي طاعةً لزوجي، مع أنَّها محرَّمةٌ؛ تَجنُّبًا لغضبه، حتَّى قرأتُ ذات مرَّةٍ الآية: {فَلْيَحْذَرِ‌ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِ‌هِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النُّور:63]
فارتجف قلبي، وارتعدتْ فرائصي، وبكيتُ خوفًا، وعاهدتُ اللهَ ألا أعصيه ولو غضب زوجي.









5- لقد تأثَّرتُ بآيةٍ في كتاب الله، وكانت سبيلي للهداية، وهي قوله:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت:69]
فقد كنتُ أردِّدُها في نفسي وأنا ذاهبةٌ للكلية وخارجةٌ منها، وفي أغلب أحوالي، مع خوفٍ واستشعارٍ لهذه الآية، والحمد لله تَغيَّر حالي، واهتديتُ بفضل الله، وأصبحتُ حافظة لكتاب الله، نسأل الله الثَّبات.










5- كثيرًا ما أشعر بتأنيبٍ لنفسي عند كسلي في القيامِ بما يجبُ على مثلي وأنا أقرأ قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصَّفّ:2]
فكنتُ إذا قلتُ قولًا ثمَّ تكاسلتُ في فعله أهذِّب نفسي بهذه الآية،
فأفعل هذا الأمر من غير تكاسلٍ، ولله الحمد.








6- كانت لي قصةٌ مع هذه الآية {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت:69]
فقد كنتُ طالبةً بالتَّحفيظ وتدبَّرتُها،
وأثَّرتْ على سلوكي فجاهدتُ حتَّى بَلَّغني ربِّي مستوًى ومكانةً عاليةً في قلوب الجميع، ولله الحمد.










7- كادت الشَّهوةُ ترديني الهاوية عياذًا بالله حتَّى تدبَّرتُ قوله تعالى:
{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَ‌ةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِ‌زْقُ رَ‌بِّكَ خَيْرٌ‌ وَأَبْقَى} [طه:131] جَعلتُ أردِّد وأتدبّر {خَيْرٌ‌ وَأَبْقَى}؛ فصغرتْ الشَّهوة في عيني.










8- حَدَثَ بيني وبين أحد إخوتي سوءُ تفاهم؛ فأرسلَ رسالةَ جوال تحمل اتهامات باطلةً، وظنونًا سيِّئةً، وكلماتٍ مؤلمةً؛ فغضبتُ وكدت أن أدفعَ الإساءةَ بمثلها، فقرأتُ قولَ أحد ابني آدم: {لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَ‌بَّ الْعَالَمِينَ} [المائدة:28] فعَلمتُ أنَّ المؤمن يجب أن يجعل خوف الله نصْبَ عينيه، ولا تغلبه حظوظ النَّفس، وتأخذه العزة بالإثم؛ فآثرت كظمَ غيظي، والعفو عنه، والإحسان إليه.








9- كان بيني وبين الصُّحبةِ الصَّالحة بعضُ المشاكل حتَّى وسوس لي الشَّيطان تَرْكَهم، فقرأتُ قوله تعالى: {وَاصْبِرْ‌ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَ‌بَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِ‌يدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} [الكهف:28]
فكان ذلك أعظمَ مثبِّتٍ لي معهم.










10- كنتُ أُصَلّي بالنَّاس في صلاة التَّراويح، فلمَّا قرأتُ في سورة العنكبوت قوله تعالى(أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) [العنكبوت:51]
تأثَّرتُ كثيرًا، وبكيتُ بكاءً وجدتُ له طعمًا ولذَّةً، وطال وقوفي عندها، وأنا أتأمَّل كفاية القرآن، وما فيه منَ الرَّحمة والذِّكرى.

يتبع





آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2016-07-13 في 09:29.
    رد مع اقتباس