هل شاهدت فيديو الليلة ؟
هو سؤال اسمعه تقريبا يوميا في العمل من قبل زملائي بعد عبارة (صباح الخير)!و
اما عن الفيديو فهو اما عبارة عن مشهد اجرامي لجنود دواعش يغتالون رجلا او عدة رجال , او منظرا لاغتصاب امراة يزيدية او كوردية او ..او و ., من قبل رجال داعش ..وما الى ذلك واراهم يشاركون بالفيديو على صفحاتهم او يغردون به.
ان التركيز على شئ دليل لاختيارك هذا الشئ او استحبابه بطريقة او باخرى .و التعود على مشاهدة هذه الاشياء العنيفة يؤهل الفرد لتحجر قلبه برايي ( مهما كانت النوايا حسنة و الدوافع نبيلة ), وايضا تسهيل لمهمة واهداف العدو ايا كان ..فنكون جزء من مخططاتهم او بالاحرى ضحية من ضحاياهم ..
ولكن كيف ذلك ؟
انا عندما اعترضهم على مشاهدة تلك الفيديوهات , اتهم بالللامبالاة وعدم لاهتمام بامر المسلمين وقضاياهم , حسنا فلنسال انفسنا سؤالا : هل مشاهدتنا تساعد في تغيير الواقع المرير ؟ هل نكون جزء من المداواة ؟ ولو حرص كل الناس على المشاهدة وتتبع مثل هذه المواضيع , هل تنتهي الجرائم وينعدم الاغتصاب ؟
في الحقيقة من السهل متابعة هذه الاشياء بحجة االجسد الواحد و (المؤمن اخو المؤمن ) ..ولكن هل هكذا نصبح اخوة و جسد واحد ؟
انا لااقول ان ينزوي كل واحد منا في كهفه الذاتي او يخبا راسه كالنعام كما تقولون
ولا يحزنك البؤس الذي توصلت اليه الانسانية في مجتمعاتنا ..ولكن العقلانية تقول اذا استطعت ان تفعل دورا ايجابيا فعليك . واذا اردت ان تدخل ضمن
متابعة تلك الاشياء فاضمن تحصين نفسك كي لا تدخل دائرة السلبية ..
وبصراحة مشاهدة تلك المشاهد العنيفة لا تقدم حلولا و القلق عليه قلق غير مبرر .
فما الذي يحدث عند تجاهلك لها ؟ فهي تحدث تحدث , ولكنك بمشاهدتك تدخل تيار البؤس والياس ..
من ضمن اهتمامنا بامر المسلمين ان نسعى الى حياة رغيدة شريفة لهم تستحق ان تعاش واما الذوبان في ماسيهم تزيد الطين بلة .ثم اننا بمشاهدتنا هذه المشاهد العنيفة , نركز على الضحايا وليس المجرمين , و ننشغل عن المسبب بالسبب , و المعلول على حساب العلة ..
اتمنى فعلا ان بتغير تفكير هؤلاء , وانا اشفق على الذين ادمنو المشاهدة و كما قلت رغم نبل دوافعهم .,, والافضل من كل هذا التركيز عن الحل و تقديم الحلول ان امكن , ومساعدة المغبونين ان امكن و اضافة شئ حسب الاستطاعة ..والا فالابتعاد افضل .في الواقع هم يحسبون انهم يحسنون صنعا ويعتبرونه جزء من واجبهم الوطني ولكنهم بهذا يساعدون في نشر التشاؤم في صفوف الشعب دون ان يدركو ذلك ..و محاربة الجريمة ابدا لا تكون بتلك الطريقة .