عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-06-14, 21:57 رقم المشاركة : 1
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

rawai3 الغش في مادة الفلسفة .. اٍحدى مؤشرات العزوف السياسي !؟


الغش في مادة الفلسفة .. اٍحدى مؤشرات العزوف السياسي !؟

بقلم الأستاذة مريم زينون
من أهم المشكلات التي يصادفها الفكر العربي مشكلة البناء الفكري ، أهي جزء من بناء شخصية الفرد أم بناء المجتمع ؟ الغريب في الأمر أن المشكلة واٍن كانت مرتبطة بتحديد سمات كل مجتمع فهي لا تندرج ضمن اهتمامات وانشغالات المسؤولين داخل الأجهزة الحكومية لأن بناء المجتمعات هو في الأصل بناء لمنظومة فكرية تؤسس لمنطق وجودية الاٍنسان داخل نظام كوني عالمي، فعليه يعتبر تطور الدولة مرتبط بتطور بناء الوعي الفكري والسياسي للأفراد لذلك بات من المنطقي والبديهي جدا أمام ما تفرضه التحولات العالمية العودة اٍلى اٍعادة تحديد مهمة الفلسفة التي بها يتم البناء الفكري والسياسي ، فليس غريبا أن يطرح دائما التساؤل حول أسباب العزوف السياسي لدى فئة عريضة من الشباب ،أليس بناء الفكر السياسي مقرون بأدوات البناء الفلسفي كالمنطق ،النقد والتحليل ؟ لعل مؤشر ارتفاع نسبة الغش في مادة الفلسفة في الاٍستحقاق الوطني يمهد السبيل اٍلى تحليل ظاهرة العزوف السياسي في مقاربة شمولية من شأنها أن تضع التلميذ مواطن اليوم والغد في غربة عن مجتمعه في ظل غياب البناء الفكري لديه حيث يظل بذلك الهاجس المسيطر مجتمعيا هو الخوف من انحرافه أمام تيار أو آخر أو وقوعه في التطرف والتبعية المهلكة . اٍنه من الطبيعي أن تنتشر أساليب التمويه السياسي في التنازل عن الحق في المشاركة السياسية في غياب منهجية المناقشة واٍبداء الرأي والاٍقناع المستمدة من المنطق الفلسفي الذي يعتبر السبيل الأوحد لتأهيل الفكر البشري في صياغته لوجود يتوافق مع جميع الظروف المجتمعية بتأهيله في صياغة أفكاره في قوالب فكرية تجعله قادرا على التكيف داخل منظومتي الزمان والمكان دون خوف أو قلق على مستقبله ، وهذا التوافق هو السبيل اٍلى بناء المجتمع الديمقراطي ، فبفضل الفلسفة تتاح للمجتمع القدرة على ضبط أدوات التحكم في المخاوف جميعها بتحكمه في مضامينها القادرة على تحريك الفهم والذكاء البشري بشكل يمكن معه تهذيب الأخلاق وتأطير الفكر مع ما يتناسب وأهداف التغيير والحداثة الديمقراطية مستشهدين في ذلك بوصية المغفور له محمد الخامس في آخر خطاب للعرش له سنة 1960 ( اٍن الدولة ، أيا ما كانت اٍمكانياتها ومجهوداتها ، لا يمكن أن تؤدي رسالتها وتحقق جميع ما ينتظر منها تحقيقه في ميادين البناء والتشييد اٍلا اٍذا كان يؤازرها شعب مؤمن واع متحمس ) .





    رد مع اقتباس