عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-06-11, 23:44 رقم المشاركة : 1
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

b9 المفطرات ثلاثة لا رابع لها


المفطرات ثلاثة لا رابع لها

- عبد الوهاب رفيقي -

تشددت بعض المذاهب الفقهية حين تفصيلها لأحكام الصيام، وإذا كان مقصدها في ذلك تعظيم هذه الشعيرة وصونها من كل ما يخدش صوم الصائم، فإن ذلك من جهة أخرى ينافي مقصد التيسير في الصيام؛ فيكفي الصائم من المشقة ما أمر بالإمساك عنه نصا؛ وليس من حقنا التضييق عليه حتى في ما لم تأت به الشريعة في نص صحيح أو عقل صريح.
ومما تشدَّد فيه بعض الفقهاء في هذا الباب وتسلل ذلك إلى عموم الناس حتى صار ثقافة شعبية الحديث عن نواقض الصيام ومبطلاته، فلم يكتفوا بما ورد في النصوص صريحا من المفطرات، حتى أضافوا إليها أخرى استحسانا واحتياطا، مخالفين مقصد التيسير والتسهيل. فالمفطرات في الصوم محددة بنص القرآن، وجاء ذكرها في نص واحد للحصر( فالآن باشروهن وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) فهي ثلاثة لا رابع لها: الطعام والشراب والمباشرة بين الرجل والمرأة، وقد يلحق بها ما كان في معناها إعمالا لمقاصد التشريع، كالإبر المغذية القائمة مقام الطعام والشراب، ولا شيء سوى ذلك نتجرّأ به على إبطال عمل المكلف الذي تحمل فيه عنتا ومشقة .
فلا يفطر الصائم ويفسد صومه إلا الطعام والشراب والجماع، وما كان في معنى الطعام والشراب كالإبر المغذية فإنها تفطر ولو لم تمر عبر الحلق، أما ما لم يكن طعاما ولا شرابا ولا في معنى الطعام والشراب فلا يفطر ولو وصل أثره إلى الحلق، لأن المقصود هو الإمساك عن شهوة البطن، وهذه الدواخل لا يشتهيها البطن ولا تنفعه في شيء. وعليه فلا يعدّ من المفطرات في ما أرى والعلم عند الله تعإلى:
-استعمال الروائح العطرية وإن بلغ أثرها إلى الحلق؛
– الكحل بالعين ولو أحسه الصائم في جوفه؛
-قطرة العين والأنف والأذن، وإن تسرّب منها شيء إلى الحلق؛
-التحاميل، لأنها ليست بالطعام ولا الشراب ولا في معناها؛
-بخاخ الربو لأنه غاز مضغوط يستعمله المريض ويصل إلى الرئتين عن طريق القصبة الهوائية لتوسيع الرئتين، وهو ليس أكلا ولا شرابا ولا شبيها بهما؛
-بخاخ الأوكسجين لكونه هواء من الطعام ولا من الشراب ولا ما في معناهما؛
-الإبر العضلية والوريدية والجلدية، ما لم تكن إبرا مغذية في معنى الطعام والشراب؛
-دواء الغرغرة لأن الصائم يغرغره، ثم يلفظه ولا يقصد به الشراب؛
-مكياج المرأة بكل أنواعه، فليس فيه أي معنى من معاني الإفطار؛
– مرطب الشفتين لكونه لا يجاوزهما؛
-تذوق الطعام دون بلعه، لأن المفطر ما جاوز الحلق وبلغ الجوف، أما ما توقف عند اللسان فليس بمفطر
-معجون الأسنان والسواك، لأنه لا يتجاوز أسنان الصائم؛
-التبرع بالدم، فهو إخراج لا إدخال؛
-الاستحمام في نهار رمضان، سواء كان ذلك في بحر أو نهر أو حمام.
وما تسرب خلال كل هذا من غير قصد فهو عفو، لا تثريب فيه، فالله يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر… صيامكم مقبول.






    رد مع اقتباس