تعلم قراءة النقود الأموية

تعتبر النقود الأموية بمعادنها الثلاث ( الدينار الذهبي – الدرهم الفضي – والفلس البرونزي ) من أجمل السكات منذ فجر التاريخ الإسلامي وحتى نهاية الدولة العثمانية .
فقد أعتمد الخط الكوفي الواضح والغير منقوط لنقشه على النقود الأموية وهو من أجمل الخطوط العربية وأكثرها وضوحا , وبما أن العبارات المستخدمة في الكتابة لم تكن كثيرة ولم تأخذ حيزا كبيرا على وجهي النقد مما جعلها أكبر وأوضح مقارنة بنقود الدول التي أتت بعد الدولة الأموية والتي استخدمت عبارات أكثر على نقودها الأمر الذي أضطر النقاش لتصغير الحروف مما جعلها أقل وضوحا من النقود الأموية.
وهنا سأبدأ أولا بالحديث عن الدينار الذهبي الأموي المعرب بشكل كامل الذي ظهر للوجود لأول مرة في سنة /77/ للهجرة . الموافق 696 للميلاد وبعد صراع طويل بين الدولة الأموية والأمبرطورية البيزنطية من جهة وبين الدولة الأموية ونفسها من جهة أخرى . فصراع الدولة الأموية مع البيزنطية كان نتيجة لمحاولات الأمويين وتحوير السوليدوس ( العملة البيزنطية المصورة ) لأنه لم يكن لديهم نقودا خاصة بهم .
مثلا : محاولة إبقاء صورة الأمبرطور هرقل والى يمينه ابنه الأكبر هير اكليوس قسطنطين والى يساره ابنه هركلوناس على وجه الدينار لكن أزيل الصليب من أعلى الكرات التي كانو يمسكون بها وعلى الظهر أزيلت عارضة الصليب على العامود واستبدلت بكرة كما كتب على حافة الظهر : بسم الله لا إله إلا الله وحدة محمد رسول الله الأمر الذي أغضب الأمبرطور البيزنطي والذي أعتبر ذلك إساءة للدين المسيحي فأرسل خطابا لعبد الملك بن مروان كي يكف عن فعل ذلك وإلا سوف يسك دنانير عليها إساءات للإسلام فعظم ذلك على عبد الملك بن مروان واستدعى خالد بن يزيد بن معاوية واستشارة بالأمر فقال خالد حرم دنانيرهم واضرب للناس سكة فيها ذكر الله.
وصراع الدولة الأموية مع نفسها لأنها كانت غير راضية عن تداول المسلمين للنقود التي تحمل شعارات يرفضها الدين الإسلامي ورغم التحوير إلا أنها ظلت تحافظ على لمسات الفن البيزنطي وأن مشكلة أخرى تواجه الناس والخليفة وتتمثل بالوزن والعيار وقيمة الذهب بالفضة , فالدولة القوية يجيب أن يكون اقتصادها مستقل , وقد حلت جميع هذه المشاكل بولادة الدينار العربي الإسلامي الأول في سنة 77 للهجرة وبقطر قدرة 20 ملم ووزن قدرة 4.20 غ وعيار قدره 23.90 قيراط والذي كتب على وجه الأول:
الحافة : محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله.
الوسط : لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
الوجه الثاني:
الحافة: بسم الله ضرب هذا الدينر في سنة سبع وسبعين.
الوسط : الله أحد الصمد لم يلد ولم يولد.
وظل هذا النموذج متبعا من قبل جميع الخلفاء الأمويين الذين توالوا على الحكم حتى نهاية الدولة الأموية سنة 132 للهجرة الموافق 750 للميلاد مع تغيير سنوات الضرب.
وهنا أود أن أشير إلى بعض الإضافات أو الاختلافات التي كانت تظهر على بعض الدنانير في أماكن وسنوات محددة مثل مكان الضرب (بأفريقيا والأندلس) التي كانت تضاف إلى حافة الوجه الثاني بحيث تصبح:
بسم الله ضرب هذا الدينر بأفريقيا أو بالأندلس سنة.....
وفى بعض الدنانير أضيف إلى وسط الوجه الثاني بعد الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد(معدن أمير المؤمنين أو معدن أمير المؤمنين بالحجاز).
وبما أن هذه الإضافات على بعض الدنانير ليست بأسلوب متبع وأن كميتها قليلة جدا لذلك تعتبر من أهم وأندر الدنانير الأموية. وأخيرا سآتي على بيان توضيحي لشكل الأحرف والكلمات التي كانت تكتب على الدنانير الأموية