عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-06-06, 19:04 رقم المشاركة : 1
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

rawai3 الغش في الاٍمتحان سلوك لا تربوي أم سلوك مرضي ؟


الغش في الاٍمتحان سلوك لا تربوي أم سلوك مرضي ؟

بقلم : الأستاذة مريم زينون.
اٍن المشكل الأساسي الذي تواجهه المؤسسات التعليمية أثناء امتحانات الاٍستحقاقات الاٍشهادية الوطنية هو كيفية التصدي لظاهرة العنف الناتج عن محاولات الغش الممنهج لبعض التلاميذ داخل قاعات الاٍمتحانات سواء كانوا مرشحين رسميين أو أحرار، ومهما كان نوع المحيط الاٍجتماعي للمؤسسة التعليمية فدرجة العنف الناتج عن محاولات الغش تتفاوت بتفاوت نوع الاٍمتحان الاٍشهادي جهويا كان أووطنيا ، وهذا يدل على سوء تكيف النظام المدرسي مع نظام الاٍختبارات التي كثيرا ما ترهق التلميذ وتؤثر على ايقاعه النفسي واستجاباته التعليمية من حيث الشكل والمضمون بغياب علاقة دينامية بين مضامين المادة الدراسية ومناهج طرح الاٍمتحانات مما يجعل التلميذ يتحاشى بذل أدنى مجهود لتحقيق الاٍستقلال الذاتي في التفاعل مع مواضيع الاٍمتحانات باللجوء اٍلى أساليب جديدة من التكيف مع نظام الٍامتحان وذلك بالاٍستعانة بالغير حتى يتمكن من التغلب على المشاكل التي لم يفلح في حلها لوحده بواسطة مجهوداته الذاتية وقدراته الشخصية وقد تضطره وضعية صعوبة التجاوز هذه لعائق الامتحان اٍلى التعرض لضغوطات نفسية منتجة لطاقة سلبية على شكل عنف لفظي أو جسدي للدفاع عن تحقيق رغبته في النجاح ولو بأساليب ملتوية ، فهذا النوع من الأنانية الذاتية للتلميذ يتخذ طابعا منطقيا بالنسبة له حينما يتزامن مع مرحلة المراهقة خصوصا عندما يحاول اٍظهار قدراته وقوته العقلية التي يؤمن بها ويدافع عنها بكل قوته واٍرادته ، وبهذا المعنى يعتبر كل تصدي أو محاولة ردع لسلوكاته المنافية للنظام المشروع داخل منظومة التقويم الدراسي هو اٍعلان عن الدخول في مواجهة عدائية ضده وقمع لإرادته ، اٍذن هل يمكن اعتبار الغش خلال الاٍمتحانات خلل في المنظومة التربوية أم ناتج عن خلل في تكوين بنية الشخصية للتلميذ كمراهق ؟
صحيح أن المؤسسة التعليمية تساهم في اٍعداد مواطن اليوم والغد وتعتبر أمله في تحقيق الاٍندماج والاٍنخراط في تنمية المجتمع غير أنه سرعان ما يصطدم هذا الحلم المؤسس له داخل المنظومة التربوية بعائق اٍبستمولوجي كما يسميه “كاستونباشلار” عائق يهدد تموضعه داخل الأسرة والمجتمع ألا وهو “الاٍمتحان” بمعنى أن المنظومة التربوية تؤسس لبناء الهوية الذاتية للتلميذ وتساعده على اكتساب أساليب الاٍدراك العقلي وفي نفس الوقت تنمي لديه الاٍحساس بالتهديد في فقدان هذه الهوية الذاتية اٍذا فشل في تجاوز العائق الاٍبستمولوجي الذي يتحول اٍلى عائق سيكولوجي بخلق ما يسمى بعقدة “التجاوز” لديه ، والأخطر من ذلك هو عدوى التجاوز هاته تصيب حتى المتخوفين من تفويت فرصة التفوق بسبب تغييب مبدأ تكافئ الفرص الشيء الذي يوسع عملية الغش ويحولها اٍلى ظاهرة جماعية بتناميها داخل أوساط التلاميذ وأولياء الأمور بحمايتهم لهم بطرقة غير مباشرة بتقديم العون المادي لهم عوض ترشيد سلوكهم ومد جسور التواصل بينهم وبين المؤسسة التعليمية لخلق التوافق بين المنظومة التربوية والمنظومة المجتمعية لتدليل الصعوبات و الإكراهات السيكو-سوسيولوجية في محاولة تأسيس علاقة تربوية اٍنسانية تعيد للتلاميذ الثقة في معايير وأساليب التقويم التربوي داخل المنظومة وتنمي لديهم الثقة في مهاراتهم المعرفية خصوصا وأن هؤلاء التلاميذ كمراهقين يترجمون قلقهم وتخوفهم من الفشل بشعور الكراهية والعدوان اتجاه كل سلطة خارجية تحبط طموحاتهم في الوصول اٍلى هدفهم في الترقي الاٍجتماعي ولو باستعمال العنف ضد المدرسين الذين ينتقلون في فترة الاٍمتحانات المدرسية من سلطة المربين الحاملين لروح الانسجام التربوي الاٍنساني اٍلى سلطة المراقبين الحاملين لروح العداء الاٍجتماعي – في نظرهم – بمحاولة منعهم من الغش الذي يعتبرونه حق مشروع .
فلا بد من الاٍشارة هنا على أن غياب الدعم النفسي داخل الفاعلية السيكو-بيداغوجية خصوصا بالمستويات ذات الاٍستحقاق الاٍشهادي يترك فراغا نفسيا لدى التلاميذ اٍذ يجعلهم يواجهون عالمهم الاٍفتراضي بأساليب سلوكية تعمق الاٍحساس بالعدوان اتجاه محيطهم المدرسي بشكل عام والمراقبين التربويين خلال الاٍمتحانات بشكل خاص، فالإشكالية المطروحة هي اٍشكالية علمية معقدة في بعدها السيكولوجي تجعل الفعل البيداغوجي في علاقته بسيكولوجية المراهق أثناء مرحلة التعليم الثانوي غير قار لكونه يزاوج بين المعرفة النظامية والبنية النفسية للمتلقي كمراهق له حاجيات نفسية خاصة تؤسس لهويته النفسية والاٍجتماعية وأي غياب للاٍهتمام النفسي لشخصية التلميذ المراهق هو اٍقصاء لذاته ، فلا عجب أن يتخذ من العنف والعدوان وسيلة لإبراز هذه الذات والاٍنتصار لها داخل المجال المدرسي .
  • ملحوظة : يحق الاٍعتراف والتنويه بالدراسات المنجزة من طرف الباحثين المهتمين بقضايا الطفولة والمراهق والتي من شأنها اٍغناء مجال علوم التربية وتطعيم المنظومة التربية على سبيل المثال لا الحصردراسة “المراهق والعلاقات المدرسية ” للباحث الدكتور أحمد أوزي مدير وحدة التكوين والبحث في علم النفس النمائي التربوي بكلية علوم التربية .





    رد مع اقتباس