عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-05-25, 23:07 رقم المشاركة : 3
أبو العينين
أستـــــاذ(ة) مشارك
إحصائية العضو







أبو العينين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: تأثير التكنولوجيا الحديثة على علاقة التلميذ بالحياة المدرسية


موضوع شائك حقا - ، لم ينل لحد الان الاهتمام اللائق من لدن المتعاطين للمجال التربوي عموما ،والحقل التعليمي خصوصا ،والشأن المدرسي بالأخص..
فاذا كانت التكنولوجيا تساهم في الرفع من المستويات الأنفة الذكر بالتطوير والبحث والدعم ، بحيث اصبحت رافدا مهما في مد ما يلزم لكل اطراف العملية ،سواء من المسؤولين الذين لم يوظفوها للأسف الا من جانب اداري /بيرقراطي صرف ، او من قبل المباشرين الذين وظفوها من جانب تنظيمي /احصائي ليس الا ، ولا من طرف المقربين للعملية في شقها التطبيقي والذين وظفوها كاداة للبسترة النظرية..
لكن ما يهمنا هنا بالدرجة الأولى ، هو علاقة التلميذ أو الطالب / المتعلم ، والذي هو قطب كل المحاور ذات الصلة بالوسائل والوسائط التكنولوجية الحديثة، فهل ساهمت في تطوير مكتسباته ومهاراته ومستوى تعلماته بشكل افضل ام العكس؟
ان الملاحظ ، ولا اقول الباحث - قد يلمس بشكل واضح مدى التأثير السلبي لهذه الوسائل على المتعلم في المجتمع والمدرسة المغربية ، هذه التاثيرات كثيرة ومتنوعة يمكن حصرها على سبيل المثال وباختصار فيما يلي:
- أولا ،وعلى مستوى تعلم اللغات ، سواء العربية او اللغات الاجنبية ، أصبح مستوى التلميذ في أدنى مستوياته ، وذلك راجع لعدة أسباب، منها انشغال المتعلمين عن القراءة والعزوف عن ثقافة القراءة نظرا لارتباطهم بمواقع التواصل الاجتماعي خصوصا : الفيسبوك على وجه التحديد وهو ما ربطهم بشكل مرضي بثقافة سطحية دعائية قلصت اهتماماتهم في ثقافة الصورة والخبر / الرياضي ، الفني ،الحوادث ، الموضة الرشاقة ...بشكل اكبر. عوض ثقافة الاسلوب والخيال والتفكير والمعلومات ..والحوار والانصات والالقاء..
فمن الواضح ان من لا يقرأ لا يمكنه تعلم اسرار وفنون الكتابة ، وأن من لا ينصت لا يمكنه تعلم فن الحديث وفنون القول والكلام.
واذا كنا نسلم بجدلية الفكر/ واللغة ، وعلاقة تطور الاول بالثانية ، فان الخطر الاكبر في هدا الادمان هو ليس فقط ضعف مستواهم في التعبير والقراءة ..وانما انزلاقهم في لغة فيسبوكية غريبة لا يمكن ان تمدهم باي فكر ولا مهارة تعلمية لانها لغة افتراضية أقل قيمة من لغة الاسبرانتو التي لم يتقنها ولم يستعملها الا مخترعها ...لغة تتضمن لغات :
أ- العربية بالفرنسية : ana fi lmadrasa
ب- فرنيسة بالعربية: ديزولي مون شيغ
ج- الدارجة بحروف هجينة: sir 9oami 7alan an ranet2a bik
وامازيغية بحروف عربية أو بحروف فرنسية ..وهكذا دواليك. اضافة الى استخدام الرموز والايقونات من على شاكلة القلب والوجه العبوس وهلم جرا.
وبالتالي فلا هم تعلموا اللغة الفرنسية ولا العربية ولاالانجليزية ولا الامازيغية لا نطقا ولا كتابة..
هذه اللغة الافتراضية حاصرت المتعلم في دائرة ضيقة اشبه بلغة - الغوص- العامية أو كلغة الابكم الدي لا تفهمه الا أمه..
ثانيا- على المستوى تعلم المكتسبات الذهنية، لم يستفد المتعلم من هده الوسائل ما يطور امكاناته لمعرفة ما هو معقد ، بالعكس فعوض حفظه لجدول الضرب وهو تلميذ في مستوى الثانية باكلوريا علوم رياضية ، تجده يبحث عن حاسبة الية لمعرفة حاصل 9*8 فاي تلميذ علمي هذا..في الوقت الذي كان في التلميذ في الابتدائي يحفظ جدول الضرب والطرح والقسمة عن ظهر قلب ، ويحفظ في الاعدادي مجموعة من المبادئ والقواعد وفي الرياضيات بشكل سلس..عوض اللجوء الى اقتناء الحاسبات المبرمجة..
ثالثا- على المستوى الذوقي والجمالي ، يمكن القول انه انحط الى درجة لم يعد يهتم فيه المتعلم بالمعنى أكثر من اهتمامه بالشكل..ويبدو ذلك في مظهره وشكله الخارجي حتى صدق من قال : {المزوق من برا اشخبارك من داخل..}فتجده يضع بعض الاقراط او قلادات أو يحلق رأسه بطريقة - طبعا هو حر ومحترم في اختياراته مبدئيا- انما عدم ادراك رمزيتها قد تجعل منه يعبر بشكل لا يدري انه نازي أو مثلي او مناصر لفصيل متطرف او حتى عديم الصلة لا به كشخص ولا بواقعه الأسري والاجتماعي وغيره..
رابعا- اما على المستوى العقدي ، فتجده متعلقا بأدعية ومأثورات وأقوال وغيرها ، تسوقها جهات مجهولة ومن مصادر غير دقيقة ولا موثوقة او موثقة تختزل لديه الاعتقاد الديني في كلمات يرددعا عند الامتحان واثناء الفروض المدرسية يعتقد انها جالبة للحظ والنجاح من دون عمل ولا اجتهاد ، او انها ستسهل امر انكشافه وهو يقوم بالغش كما حصل في السنة الفارطة في احدى مراكز الامتحان بطنجة وتناقلت وسائل الاعلام صورة لرسوم وخطوط وطلاسم خلفتها تلميذة ممنحنة وراءها عندما غادرت القاعة..
بل يلجا البعض للتسليم بوجوب ارسال او نسخ كذا مرة خبرا وردهم عن طريق الفيسبوك وارساله لاصدقائه والا تعرض لمكروه من دون ان يفكر ان مثل هذه الخزعبلات قد تكون وراءها جهات ماسونية او صهيونية للتحقق من سطحية الشباب والمتعلمين لترتاح بالنتائج في حالة الاستجابة لها من طرف المستهدفين كونهم لا يشكلون خطرا على الغرب او المخططات المرسومة من طرفهم ..
وعدا ما سبق يمكن الاشارة الى ما سبقني اليه الاخوة من الاشارة الى التأثير السلبي لهذه الوسائل على الجانب النفسي للمتعلم واتسامها بالعدوانية او الانطوائية او حتى سلبية التفكير ..وكذالك الى جوانب اخرى تتعلق سلوكاتهم في البيت والشارع والمدرسة التي لا يمكن الا ان نقول عنها سلوكات تفتقر الى اللباقة والاخلاق والالتزام بالقيم المجتمعية والمؤسسية اللائقة..
هذه اشارات عابرة وعفوية اردت بها اثارة جوانب جزئية وللاخوة والاخوات ما يقولونه في هدا المضمار كل من وجهة نظره وانطلاقا من تجربته في الموضوع. شكرا للاستاذ الذي تفضل باثارة الانتباه لهذا الخطر الساكن في حجرات الدرس وفي البيوت وفي كل مكان وليت وجهك اليه.






    رد مع اقتباس