عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-05-23, 17:52 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

c5 وقفة مع الإحسان


وقفة مع الإحسان





الإحسان من الحُسنِ أو الجَمال،
وهو كاسم معناه عمل الخير والبِرّ تقديم المساعدة لمُحتاجيها.

وعندما أتى ديننا الحنيف، أصبح للإحسان تعريفٌ اصطلاحي، هو كما جاء على لسان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل عليه السلام (هو أن تعبُدَ الله كأنك تراه، فإن لم تكُنْ تراه فإنه يراك).

والإحسان يكون بعمل جميع ما ينفع في كل الأحوال، وأن يكون عمل الإنسان خالصاً لربه ومتقَناً. العمل الجيد محمود، ولكن التفاني في العمل وإتقانه بأكثر مما يُفترض؛ فهذا هو الإحسان.

وعبارة (كأنك تراه) المذكورة في الحديث الشريف؛ تعني أن تستحضر مراقبة الله سبحانه وتعالى لك قبل عمل أي شيء، فتقوم بأداء ما عليك وكأن الله سيحاسبك عليه الآن وليس آجلاً.



وفي الحديث ربطٌ بين عبادة الله والإحسان، فالله طيب لا يقبلُ إلا طيباً، ولذلك وجب الإحسان في العبادة للتأدُّبِ مع الله عزَّ وجل.

قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبى)،
الإحسان أمرٌ مقرونٌ بالعدل وصلة الرحم، فلكي تكون العبادة صحيحة؛ لا بُدَّ من الإحسان فيها، فيؤديها العبد وكأن الله سيحاسبه عليها فوراً، فلا يُقصِّر ولا يؤجِّل، فالحساب الآن وليس غداً.
وبعد ذلك يخبرنا الله عزَّ وجل بمكانة المحسنين عنده في قوله (وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ). الله يحبهم، وهنيئاً لِمن أحبه الله مِنَّا.












ويعتبر الدكتور الجليل محمد كنون الحسني إن السعادة هدف منشود، ومطلوب جميلٌ يَسعى إليه البشر جميعًا، بل كلُّ مخلوق يسعى لِما فيه راحته وأُنسه، وللسعادة أبواب ومفاتيح تُستجلَب بها، وهي كثيرة؛ فمنها:

تقوى الله - عز وجل - ومُراقبته في السرِّ والعلانية، والقيام بما أوجَب الله تعالى من حقوقه وحقوق عباده، وهناك باب من أبواب السعادة وتحصيل الأُنس، يَغفُل عنه كثيرٌ، وهو سهَلُ المنال، قريب المأخذ، وعاقبته جميلة، وأجره كبير، إنه الإحسان إلى الناس، وتقديم الخدمة لهم بما يُستطاع، فالخلق عيالُ الله، وأحبُّ الخَلق إلى الله أنفعُهم لعياله،

والإحسان إلى الخَلق من تمام الإحسان في عبادة الله؛ قال تعالى: للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ،
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) .

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "من رفق بعباد الله رفق الله به، ومن رحمهم رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن منعهم خيره منعه خيره، ومن عامل خلقه بصفة عامله الله بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة، فالله لعبده حسب ما يكون العبد لخلقه" .

الإحسان كالمسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه، وقد ثبت في الحديث بينما رجل يمشي بطريق إذ اشتد عليه العطش ، فوجد بئرا ، فنزل فيها ، فشرب ، فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني ، فنزل البئر فملأ خفه ، ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب ، فشكر الله له فغفر له ، فقالوا : يا رسول الله ! وإن لنا في البهائم لأجرا ؟ فقال : " في كل ذات كبد رطبة أجر "

فبشربة ماء غفر الله ذنوبه، وبشربة ماء سُتِرت عيوبه، وبشربة ماء رَضِى عنه ربُّه،

إنها الرحمة التي أسكنَها الله القلوب، إنها الرحمة التي يَرحم الله بها الرُّحماء، ويفتح بها أبواب البركات والخيرات من السماء، بُعِث بها سيِّد الأوَّلين والآخرين؛ كما قال ربُّنا في كتابه المبين: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)

والإحسان ثلاثة أنواع:



الأول: الإحسان فيما بين العبد وبين ربه في عبادته إياه وهو أعلى مراتب الدين

يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس