عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-05-16, 20:19 رقم المشاركة : 66
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: حصرى على منتديات الأستاذ:يوميات أستاذ


وأنا أركب الحافلة كعادتي متوجهة إلى عملي ...وحتى أحسر الشعور بالملل والفراغ ،مددت يدي لكتيب اشتريته من البائعين المتجولين الذين جعلوا من الحافلة سوقا تجارية بامتياز

الشعور بالعطف على هؤلاء وخصوصا الشيوخ منهم ،والأطفال يجعلني أشتري كتيبات بدرهمين عسى أخفف عن هؤلاء عبئ الحياة ...درهمان مبلغ زهيد بالتأكيد ولكنه قد يؤمن للواحد منهم خبزة ...

المهم اشتريت واحدا هذا الصباح ،وفتحته أكسر حاجز الروتين الذي يتسرب عادة في مثل هذه الجلسات الشعبية وكأننا في ركن من اركان جامع الفنا ،بين تلاميذ يستهترون ،ونساء يتحسرن من لهيب غلاء البصل والدجاج ...

بدأت صفحتي بقولة جميلة جذبت اهتمامي ،وارتخت لها روحي ...

يقول صاحب الكتيب :


ﺧُﻠُﻖٌ ﺟﻤﻴﻞ ﻳﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻴﻪ الكثير اليوم

‏«ﻣﻦ ﺃﺩﺏ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﻊ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻘﺪﻫﻢ ﻭﻳﺴﺄﻝ ﻋﻤﻦ ﻏﺎﺏ ﻣﻨﻬﻢ.

ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ أﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺫﻭﺋﺐ ﺇﺫﺍ ﺟﻠﺲ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺟﻞ ﻓﺎﻓﺘﻘﺪﻩ، ﺳﺄﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ:
ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺻﺎﺣﺒﻜﻢ؟
ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻣﺎ ﻧﺪﺭﻱ. ﻗﺎﻝ: ﺃﻳﻦ ﻣﻨﺰﻟﻪ؟
ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻻ ﻧﺪﺭﻱ، ﺿﺠﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻗﺎﻝ: ﻷﻱ ﺷﻲﺀ ﺗﺼﻠﺤﻮﻥ؟
ﻳﺠﻠﺲ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺭﺟﻞ ﻭﻻ ﺗﺪﺭﻭﻥ ﺃﻳﻦ ﻣﻨﺰﻟﻪ،
ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻞ ﻟﻢ ﺗﻌﻮﺩﻭﻩ،
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﻴﻨﻮﻩ،

ﻭإﻥ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﻮﻣﻮﺍ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻧﺄﺗﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ».



من درر : ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﻘﻪ



لم أكمل قراءتي بروية كما العادة حتى سرح فكري في حال الفقيه والمتفقه...وقارنتها بين الأستاذ وتلامذته ...

ترى كم غائب من التلاميذ يسأل الأستاذ عن حاله وأحواله؟

استرجعت ذاكرتي فوجدت هناك من غاب عن القسم شهرا أو يزيد...ولم أكلف نفسي سؤال زملائه عنه.

فهل قسا قلبي وصرت موظفة أقوم بواجبي الذي أتقاضى عنه ؟ أم سلبت الظروف القاسية للعمل ومتطلبات الحياة وضغوطها سلبا مني الإهتمام بمهمتي التربوية السامية ؟

هل هو تقصير مني؟ أم خلل في المنظومة التي أثقلتني ب12قسم كل قسم يحتوي بضع و
أربعين من التلاميذ ...
فعمن سأسأل ؟ولمن سأتابع ؟ومن يمكنني زيارته والإطمئنان على حاله لحظة المرض أو وفاة أب أو أم من تلامذتي لأمارس إنسانيتي قبل وظيفتي
؟

انسقت وراء التساؤلات تلو الأخرى ...وحين استفقت من حلم يقظتي وجدت طوابير التلاميذ ينزلون من الحافلة لأننا ببساطة وصلنا لموقفنا



بقلم: صانعة النهضة/






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس