عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-05-16, 16:47 رقم المشاركة : 11
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: الدور التربوي للحلقات القرآنية



مُقرئ مُربٍّ
--------

مع كون هذا القرآن الكريم نزل من عند الله، والله قادرٌ على أن يجعل كتابه مربياً بذاته، كما قال عز وجل:
{وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْـجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّـمَ بِهِ الْـمَوْتَى بَل لِّلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا} [الرعد: 31]،

ومع كونه نزل بلغة العرب، يخاطبهم وهم في أوج فصاحتهم، ومع كونه «مثاني»، من طبيعته التكرار والإفهام ومراعاة النفس الإنسانية، ومخاطبة الوجدان والضمير.. مع ذلك كله، إلا أنّ الله تبارك وتعالى جعل في الناس رجلاً منهم يقوم بمهمة التربية على هذا القرآن

{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44]،


{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشـَـاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإنَّكَ لَتَهْدِي إلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52]،

أما الآية الثالثة فهي تفيد ثلاث وظائف لهذا الذي يعلم الناس ما أنزل الله

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّـمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْـحِكْمَةَ} [الجمعة: 2]،

الأولى: الإقراء،
الثانية: التزكية والتربية،
الثالثة: تعليم الأحكام.
فالمعلم هو من يقوم بمنهجية التعليم والتربية والقراءة، فيُقرئ ويربي ويعلّم:

يقوم بحشد النصوص الموجهة للمفاهيم ويستخرج من كل نص فيها ما يريده الله، ويتعلم من القرآن التنوع والتكرار في غرس المفاهيم.

إن إقراء كتاب الله تعالى وترك التربية على معانيه وأحكامه: خلل منهجي، ومخالفة لناموس القرآن «مثاني»، وابتعادٌ عن منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في تعليمهم وتعلمهم للقرآن الكريم (يتلو – يزكي – يعلّم).

إن إقراء القرآن الكريم والتربية عليه، وإن كانا أمرين يختلف أحدهما عن الآخر، إلا أنه يجب الإقران والجمع بينهما، ولا يكون ذلك إلا من خلال مقرئ يمارس الدور التربوي.

يتبع





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس