عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-05-15, 11:11 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

c5 الإستعداد الأمثل لشهر الصيام


الإستعداد الأمثل لشهر الصيام


د. عامر الهوشان | 5/8/1437 هـ





كثيرون هم الذين كتبوا عن الاستعداد لاستقبال شهر الصيام , وتناولوا في مقالاتهم أنواع الاستعداد النفسي والروحي والجسدي والقلبي قبل حلول هلال رمضان ....


إلا أني أريد التركيز في هذه العجالة على استعداد أعتبره مثاليا وفريدا , لا لأنه يشتمل على أعمال غريبة أو غير مألوفة , بل على العكس من ذلك تماما , فما أريد أن أذكره في هذا المقال من أعمال البر والخير استعدادا لشهر الصيام من الشهرة والبروز بمكان , إلا أن شدة القرب قد تكون حجابا كما يقال .



إنه الاستعداد لشهر رمضان باغتنام أيام وليالي شهر شعبان بأعمال البر التي وردت في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم , وهو ما يعني أن الاستعداد هنا نبوي بامتياز , ومستمد من صحيح أحاديث الرسول الكريم ومقتف لسيرة السلف الصالح من أمته .



والحقيقة أن الكثير من المسلمين قد يغفلون عن أفضلية الاستعداد لشهر الصيام في شعبان كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم , ففي الحديث عن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنْ الشُّهُورِ مَا يَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ فقلت : لَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ : ( ذَاكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ يُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ) مسند الإمام أحمد بإسناد حسن برقم/21753



إذن فالغفلة عن فضل هذا الشهر واردة بنص حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم , وهو ما يجعل التذكير بمكانته وأفضلية الإكثار من أعمال البر فيه استعدادا لشهر الصيام أشد حاجة وأكثر ضرورة , خصوصا إذا علمنا أن الكثير من البدع قد انتشرت بين المسلمين في هذا الزمان , والتي باتت تصرفهم عن فضل الصحيح مما ورد عن نبيهم صلى الله عليه وسلم إلى الضعيف والمنكر .




نعم .... كثيرا ما يتناقل المسلمون عبر وسائل التواصل الاجتماعي أفضلية الصيام في شهر رجب – مثلا – رغم أنه لم يرد في ذلك حديث صحيح , بينما يغفلون عن أفضلية الصيام في شهر شعبان رغم ورود الكثير من الأحاديث الصحيحة في ذلك , بل إن الكثير من المسلمين من يوصي غيره بضرورة تخصيص يوم النصف من شعبان بصيام وليلها بقيام دون دليل أو حديث صحيح , في الوقت الذي يغفل فيه عن الصحيح الوارد في عموم فضل الصيام في شهر شعبان ..... وهو ما يستدعي التأكيد على أن أفضل أنواع الاستعداد لشهر الصيام ما كان مقتبسا من صحيح سنة المصطفى وسيرة السلف الصالح من أمته .




أول دعائم الاستعداد الأمثل لشهر الصيام في شهر شعبان هو : تدريب النفس على الصيام , فمن المعروف أن النفس إذا اعتادت على الصيام قبل رمضان , فقد اجتازت بذلك مرحلة المجاهدة التي لا بد منها في بداية شهر الصيام , وبالتالي القدرة على اغتنام ساعات مدرسة الثلاثين يوما بشكل أكبر وأفضل في أعمال البر والخير .



أما من لم يخضع لتمرين الاستعداد وما يمكن تسميته "بالتسخين" , فإنه بلا شك سيجد صعوبة ومشقة في الصيام في الأيام الأولى من رمضان , ولن تطاوعه نفسه على تحمل باقي أصناف العبادة والطاعة في هذا الشهر العظيم , وهو ما يحرمه من استثمار دقائق شهر القرآن بالشكل الأمثل , ما يجعله عرضة للندم في آخر أيام وليالي شهر رمضان .

يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس