توقف صاحبي عند زيارته لضريح المولى إسماعيل ، وفي مخيلته أن هذا الملك حي ، فقد نُسجت حوله العديد من الأساطير و الحكايات التي تبرز شدته الشديدة في الحكم و تدبير أمور السلطة ، وكدا حكاياته مع الزوجات وعدد الأبناء الذي لا يُعد ولا يُحصى !!!!!! لذلك فالمرور بالقرب من أسوار المدينة التي لا يُحد طولها يثير الرهبة في النفس ، خاصة وأن والدة صاحبنا سبق أن رَوَتْ أن طول هذه الأسوار يصل إلى مكة ، لتسهيل الحج على فاقدي البصر !! طبعا كان صاحبنا يصدق "الحجاية "لكونه لازال لم يدرس عمق الجغرافيا و التاريخ . بل إن المرء ، وهو داخل الضريح يحس بذلك الإجلال المهيب لقبره !! وهو القبر الوحيد الذي لا حظ صاحبنا ، أن الحراس يمنعون تصويره - آنذاك طبعا - و ربما لازال الأمر يسري إلى اليوم . بخروج صاحبنا من الضريح ، وعلى يمينه أساسا يوجد " حبس قَرَى " أي السجن الذي كانت تتخذه سلطة الحكم الإسماعيلية مكانا لسجن و إعدام قطاع الطرق ، و السُراق ، و الثائرين من القبائل ......وهو سجن تحت أرضي مظلم ، لا يُحد لشدة مسافة طوله و عرضه ، به سواري تتدلى من جنباتها سلاسل لمسك السجين ...وقيل أن الحكم هو الموت جوعا حتى يتحول الجسد إلى هيكل عظمي ! صاحبنا لم يجرؤ على دخوله أو الوقوف ببابه ، فالأمر يتطلب حضور أحد الأقارب للمساندة و الدعم ، لذلك اكتفى بالوقوف قرب " قبة السفراء " المجاورة للحبس و التأمل في فظاعة المشهد .... أما على يسار باب ضريح مولاي اسماعيل ، فيوجد ذلك الطريق الطويل المعروف لدى المكناسيين ب " سراك " - سراgu -