عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-05-13, 19:51 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

important تبرئة الرسول الأمين من أساطير المحدثين .. "خرافة الوزغ"


تبرئة الرسول الأمين من أساطير المحدثين .. "خرافة الوزغ"



محمد ابن الأزرق الأنجري
ماي 2016


لقد خلق الله البديع كل الحيوانات والحشرات لتؤدي أدوارا ووظائف لصالح البشرية ، يكتشفها الباحثون العلميون يوما بعد يوم ويؤكدونها تصديقا لقول الله تعالى في سورة البقرة : {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا} ، وقوله في سورة النحل: { وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } .
لكن تراثنا الفقهي يتضمن ما ينقض كلام الله وإرادته.


إن "الوزغ" ، ( مرضع البقر أو زرمومة بالعامية الشمالية ) ، حشرة صغيرة خلقها الله لنا بدلالة عموم الآيتين، فهي تصطاد البعوض والفراش وصغار الحشرات ... وبذلك تسهم في التوازن البيئي ، لكنها قد تضرّ صحة الإنسان إذا وقعت في سوائله وأطعمته نظرا لما يعلق بأرجلها من مكروبات ، فيكون قتلها إذا دخلت البيوت عملا سائغا عقلا وشرعا يشبه قتل الحية أو العقرب.


لكن علماءنا يرونها عدوا للمسلم الموحّد ، ويعدّون الحرص على قتلها ولو لم تؤذ من أعظم القربات ، ويزعمون أن النبي عليه السلام حثّ على قتلها ووعد بالأجر الجزيل عليه ، لأن أجدادها كانت تحرص على حرق مولانا إبراهيم الخليل فتنفخ النار حتى لا تنطفئ.


يعقد الحافظ المنذري تبعا للمعتقد السائد في ديوانه العظيم الترغيب والترهيب (3/379) بابا تحت اسم : ( التَّرْغِيب فِي قتل الوزغ ، وَمَا جَاءَ فِي قتل الْحَيَّات وَغَيرهَا مِمَّا يذكر ) .


وفي الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني (2/ 352) :



(وَ) يُسْتَحَبُّ أَنْ (يُقْتَلَ الْوَزَغُ) بِفَتْحِ الزَّايِ فِي أَيِّ مَحَلٍّ وُجِدَ وَلَا يُتَوَقَّفُ عَلَى اسْتِئْذَانٍ، وَلَوْ لَمْ يَحْصُلْ مِنْهُ أَذِيَّةٌ وَلَا كَثْرَةٌ لِأَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَثٌّ وَرَغَّبَ فِي قَتْلِ الْوَزَغَةِ حَيْثُ قَالَ: «مَنْ قَتَلَهَا فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى فَلَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمَنْ قَتَلَهَا فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ فَلَهُ سَبْعُونَ حَسَنَةً، وَقِيلَ خَمْسُونَ حَسَنَةً، وَمَنْ قَتَلَهَا فِي الثَّالِثَةِ فَلَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ» ، وَفِي هَذَا مُخَالَفَةٌ لِقَاعِدَةِ كَثْرَةِ الْأَجْرِ بِكَثْرَةِ الْعَمَلِ لِمَا فِي تَأْخِيرِ الْقَتْلِ مِنْ التَّهَاوُنِ، وَإِنَّمَا خصَّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - فِي قَتْلِ الْوَزَغِ لِمَا قِيلَ مِنْ أَنَّ الْوَزَغَةَ كَانَتْ يَهُودِيَّةً مَسَخَهَا اللَّهُ تَعَالَى لِكَوْنِهَا كَانَتْ تَنْفُخُ النَّارَ الَّتِي أَحْرَقَتْ بَيْتَ الْمَقْدِسِ أَوْ نَارَ إبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ وَكَانَ الْوَطْوَاطُ يُطْفِئُهَا، وَقِيلَ: لِأَنَّهَا مِنْ ذَوَاتِ السّمُومِ حَتَّى قَالَ إنَّهَا أَكْثَرُ سُمًّا مِنْ الْحَيَّةِ. هـ


ونجد هذا المعتقد الخرافي عند المعاصرين أيضا رغم تطور المعرفة البشرية: يقول ابن عثيمين رحمه الله: والوزغ سام أبرص، هذا الذي يأتي في البيوت يبيض ويفرخ ويؤذي الناس، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله، وكان عند عائشة رضي الله عنها رمح تتبع به الأوزاغ وتقتلها، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن قتله في أول مرة كذا من الأجر وفي الثانية أقل، كل ذلك تحريضاً للمسلمين على المبادرة لقتله، وأن يكون قتله بقوة؛ ليموت في أول مرة، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم فاسقاً، وأخبر أنه كان ينفخ النار على إبراهيم والعياذ بالله حين ألقاه أعداؤه في النار، جعل هذا الخبيث الوزغ ينفخ النار على إبراهيم من أجل أن يشتد لهبها، وذلك مما يدل على عداوته لأهل التوحيد والإخلاص، ولذلك ينبغي للإنسان أن يتتبع الأوزاغ في بيته وفي السوق وفي المسجد ويقتلها. (شرح رياض الصالحين، باب المنثورات، والملح المجلد الرابع).


أصل خرافة الوزغ:


يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس