عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-05-10, 09:55 رقم المشاركة : 8
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: أسس وأخلاقيات البحث العلمي عند البيروني بقلم د. بركات محمد مراد



(3) أخلاقيات العلم عند البيروني


عالجنا حتى الآن ركيزتين هامتين من ركائز الإِهتمام العلمي عند البيروني وهما دفاعه عن مختلف العلوم عامة ومبادىء مناهج البحث, والعلوم التجريبية المتصلة بتحليل ظواهر الطبيعة خاصة مع تحليله لنشأة العلوم وبداية تكونها. وإهتمامه بالمصطلح العلمي وتحديده مع إجادة كثير من اللغات التي ساعدته على تحقيق كل ذلك.


وعلينا الآن أن نعالج تلك الجوانب الهامة التي تختفي وراء البحث العلمي والتي لا يمكن قيام العلم الحقيقي إلا بها, وهى المبادىء المتضمنة في نفسية العالم الحقيقي والتي تعمل دفعه إلى إرتياد مجاهل العالم الحقيقي مزيد من الإِكتشاف فيه, وهى ما يمكن أن نطلق عليه أختلاقيات البحث العلمي أو الروح العلمية وهى مجموع ما ينبغي أن يتوّفر للفاعلية العلمية من قُدرات وسمات.


فليس المقصود من الأخلاق هنا, هو تلك الأخلاق الشخصية التي تتعلق بطريقة سلوك العالم من حيث هو إنسان, وإنما المقصود هو الأخلاق المتصلة بعمله العلمي, سواء بطريق مباشر أم بطريق غير مباشر. وفي هذه الناحية بالذات, أعنى في مظاهر حياة العالم التي تتصل من قريب أو بعيد بعمله العلمي, يشيع تلخيص القيمة الاخلاقية العليا التي يتميز بها العالم في كلمة واحدة هى (( الموضوعية ))(78).


كما يمكننا تبين قيم أخلاقية أخرى بجانب هذا مثل الصدق والصبر والمثابرة وتحمل المشاق في سبيل البحث العلمي فضلا عن إنكار العالم لذاته وتواضعه وتفانيه في سبيل الكشف عن الحقيقة والوصول إلى مزيد من المعرفة.


فالعلم يتميز بنزعه الموضوعية(79) Objectivity ويراد بها معرفة الأشياء كما هى في الواقع لا كما نشتهي ونتمنى أن تكون, ومن ثم, يقتضي منهج البحث العلمي أن يتجرد العالم من أهوائه وميوله ورغباته حتى يصبح موضوع البحث واحدا في نظرا جميع مشاهديه, وبهذا لاتدخل الخبرة الذاتية Subjective.في نطاق البحث العلمي. وبذلك أوجب المحدثون من الغربيين أن يتوخى العالم الموضوعية في كل بحث يتصدى له, بمعنى أن يحرص على معرفة الوقائع كما هى, لأن العلم قوامه وصف الأشياء وتقرير حالتها, وتفسيرها, ومحك الصواب أو الخطأ فيها هو )) التجربة (( التي تحسم أى خلاف يمكن أن ينشأ بين الباحثين.


وفي الحقيقة (( الموضوعية )) مصطلح شديد التعقيد يحتمل جوانب وأوجها متباينة, ومن الصعب فهمها على حقيقتها إلا إذا حللنا معانيها وجوانبها المختلفة بمزيد من الدقة وطبقناها البيروني لنرى مدى تحقيقة لهذه الجوانب وتلك المعاني ومن هذا التحليل نستطيع أن نلقى ضواءا مفيدا على العناصر الأخلاقية التي اتسمت بها أعماله وكتاباته, وانعكست في رسائله ومؤلفاته.




1 ـــ الروح النقدية :


أول معنى للموضوعية هو أن تكون لدى العالم روح نقدية. فروح النقد هى روح الحكم الصائب. فالعالم يتخذ موقف القاضي غير المتحيز الذى يطرح ميوله الشخصية, منتظرا بصبر حتى تعرض عليه الحجج التي ينبغي أن يختار من بينها وعليه أن يضفس على كل هذه الحجج قيمتها الحقيقية وأهمينها الفعلية. فروح النقد معناها أن يأخذ العالم على عاتقة أن يفحص ويدقق ويتحرى, دون تدخل من أهوائه وأن يعي في ذهنه كل خطوة يخطوها. ويتطلب ذلك طاقة أخلاقية كبيرة, وقدرة على كبح أهواء الذات, كما يتطلب ذلك النوع من الذكاء الذى سماه (( باسكال )) بالحس المرهف «l'esprit de fimesse» والذي يمكنه من أن يجمع كل الحجج الدقيقة والعديدة جدا, ويجعل لكل منها دوراً, دون أن يُغفل واحدة منها. واذن فروح النقد هى بالإِختصار (( حاسة البرهان ))(80).


وقد اتصف البيروني بالروح النقدية في كل كتاباته, فنجده ينقد جهلاء عصره والمتحاملين على أهل العلم والمشتغلين بالمعرفة بقوله : (( إذا نظرت إلى أهل زماننا وقد تشكلوا في أقطاره بشكل الجهل. وتباهوا به وعادوا ذوى الفضل, وأوقعوا بمن أتسم بالعلم, وساموه أنواع الظلم والضيم ))(81).


ثم يسخر من إتجاههم النفعي وعدم سعيهم إلا إلى لُبانة عاجلة بقوله : (( فالمفرط منهم ينسبها إلى الضلال ليبغضها إلى أمثاله من الجُهال .. والجافي منهم المتلقب بالإِنصاف .. يُظهر الحكمة البالغة في قوله : (( فما المنفعة فيها ))؟ جهلا منه بفضيلة الإِنسان على الحيوان(82).


ويسخر من هؤلاء المشتغلين بعلوم لا جدوى منها ويجهلون تلك العلوم التجريبية المتصلة بالرياضة والطبيعيات فيقول : (( عوام تشمئز قلوبهم من ذكر الظلال والإِرتفاع والجيب, وتقشعر جلودهم لمشاهدة الحساب والآلات, ويبلغ بهم ذلك إلى حد لا يؤتمن معه مثلهم على مال فضلا على أوقات صلاة لا لخيانة وعدم أمانة ولكن لفرط جهالة )) (83).


كما ينقد البيروني التقليد والمقلدين وخاصة فيما يتصل بصناعتة دقيقة كصناعة العقاقير الطبية, فيحدثنا في أول كتابه (( الصيدنة )) أن أهم شرط يجب أن يتوافر في الطبيب هو أن يحيط علما بالنواميس الكونية, والقوانين الطبيعية, حتى إذا أراد أن يحلل العناصر التي يتكون منها عقار من العقاقير, ميز بين العناصر المختلفة وعرف خواص كل منها, وهذا مايجب أن تفعله صناعة الصيدلة, ولكن العصر الذي يعيش فيه وأسفاه, عصر التقليد الأعمى, فترى أكثر الناس يعتمدون على مايسمعونه من غيرهم, ولن يستطيع أحد أن يبرع في هذا الفن إلا إذا تعلم من رجاله وعلمائه أصول الصناعة وأتبع أساليبهم ومفاهيمهم.
كما يطالعنا البيروني بعد أن يستعرض الشهور والأيام والسنين عند كثير من الشعوب والأمم, ويشرح طريقة كل أمة منها في كبس سنتها, وهل سنتها شمسية أم قمرية, يذكر عدة أمم معتذرا عنها لأنه لم يحط بها خبرا, ورغم معرفته لكثير من المعلومات عنها, خوفا من الخوض في موضع لم يستكمل كل جوانب بحثه يقول : (( وأما شهور سائر الأمم من الهند والصين والتبت والترك ... فإنا قد أعرضنا بها, إذ لا يليق بطريقتنا التي سلكناها, وأن نضيف الشك إلى اليقين والمجهول إلى المعلوم ))(84).


كما يبين لنا البيروني في موضوع آخر الطريق الذي سلكه في جمع معلوماته وبذله الكثير في سبيل ذلك فيقول : (( فقدمت تصحيح المسافات وأسامي المواضع والبلدان سماعا ممن سلكها, والتقاطا من فىّ مَن شاهدها, بعد الإِستيثاق والأحتياط باستشهاد بعض على بعض ... ولم أضمن على مرغوب فيه من مال وجاه بجنب حصول هذا المقصود ))(85).


وتتجلى الروح النقدية عند البيروني حين ينقد مثلا (( جالينوس )) لتصديقة خبر ملكة الحيات التي إذا رآها أو سمع فحيحها أمرؤ مات حالا. يقول : (( فليت شعري من عليها ميتا ؟! ))(87) ولكن روح النقد لاتُنسيه روح الإِنصاف حين يقتضي الأمر أن يُدافع عنه في مكان آخر عندما تعرض جالينوس للطعن في معرفته الفلكية, وذلك عندما إعترض (( سنان بن ثابت بن قرة )) على نظرته جالينوس التي يقول فيها إن اختلاف مواقع النجوم لايمكن مراقبته إلا خلال فترة طويلة من الزمن. يقول سنان : (( لا أدرى كيف ذهب على جالينوس مع قوته في أمر حساب النجوم, فإن كان طلوع الكواكب وإختفاؤها مختلفا في البلدان إختلافا عظيما بينا ... وذلك دليل على أنه ليس للنجوم مدخل في هذا ولا لطلوعها واختفائها )). وعندما يشير البيروني إلى هذا الإِنتقاد الذي انتقد به سنان جالينوس يقول إن جالينوس كان على صواب في هذه القضية(88).


ويكره البيروني روح التعصب وتدخل الأهواء الشخصية في الأعمال العلمية, التي يرى أنه ينبغي أن تنزه هن مثل هذا, يظهر ذلك واضحا حين يتناول عمل الأسطرلاب المبطّح, وينقد محمد بن كثير الفرغاني(89), الذى يحتج بدوره بطعن وقدح (( محمد بن موسى بن شاكر )) على هذا النوع من الأسطرلاب الذى استنبطه واخترعه على مايبدو الكندي يقول البيروني : (( ولست أحمل هذا من ذانك الفاضلين إلا على حجب العصبية نور الانصاف عن قليهما وتزيين العداوة والبغضاء بشاعة الإِرتكاب عندهما. فقد كان بين بنى موسى بن شاكر وبين يعقوب اسحق الكندى من النفرة والوحشية ماجعل الولدان شيبا ))(90).


ويرى البيروني أن العالم المنزه عن هذ الأخلاق الرديئة من العصبية والميل مع الهوى, جدير بشكر مخترع ذلك الاسطرلاب الذي لاتتم الاعمال الفلكية من قياس وتحقيق أرصاد دوت وجوده بقول : (( فأما من كان هجراه تهذيب النفس عن كره التعصب وظلمة الميل مع الهوى, فإن طلبه على الفحص والبحث عن معادنه ورفضه التواني والتقصير والتعظم والتكبر على أهله لحمله على شكر مستنبط هذا الاسطرلاب كان الكندي أو غيره, ويبعثه على معرفة حقه فيما أجتهد فيه ))(91).


ويقول قي موضع آخر : (( وكان يجب على الفرغاني مع فضله وتقدمه في عمله, واشتهاره بحسن معاملة الخوارزمي في تعليل زيجه الذى فيه مافيه, أن لا يعامل الكندي إلا بمثله ))(92). فلا يليق ذلك بالعلماء ولذلك (( لم يبق إلا أنه لو كان حيا لدعوت الله بتحسين الأخلاق وترك التقاطع, وتهذيب النفس عند آفات التنازع, وأن ذلك أولى بذوى العقل ))(93).


كما تتضح لنا الروح النقدية المتمثلة في أعمال البيروني حين يبدأ دائما كتبه ومؤلفاته بوضع المنهج الذي يتبعه في معالجة موضوعاته, والأساليب العلمية التي يلجأ إليها ليخوض في معارفه ويجمع معلوماته, ودعوته دائما إلى إزالة الحجب والأصمام التي تحول دون معرفتنا للحقيقة في ذاتها, فهو يقول بعد شرحه لمنهجه في مقدمة «الآثار الباقية» أنه يجب (( تنزيه النفس عن العوارض المردئه لأكثر الخلق والأسباب المعنية لصاحبها عن الحق وهى مالعادة المالوفة والتعصب والتظافر واتباع الهوى والتغالب بالرئاسة وأشباه ذلك ))(94).


ويشبه ذلك الأصنام والأوهام التى دعا فرنسيس بيكون في العصر الحديث إلى إزالتها وتحطيمها حتى لاتحول دوننا والمعرفة العلمية الحقة, وهو مايؤكد البيروني على أهميته بقوله : (( كان الذى ذكرته أولى سبيل يسلك بأن يؤدى إلى حاق المقصود وأقوى معين على إزالة مايشوبه من شوائب الشبه والشكوك, وبغير ذلك لايتأتى لنا نيل المطلوب إلا بعد العناء الشديد والجهد الجهيد ))(95).


ولتلك تشبه العصبية التي يدعو البيروني إلى التخلص منها (( أوها الكهف Sbecus وهى ناشئة من الطبيعة الفردية لكل منها, فإن الفردية بمثابة الكهف الأفلاطوني, منه ننظر إلى العالم, وعليه ينعكس نور الطبيعة فيتخذ لونا خاصا. وهى أوهام صادرة عن الاستعدادات الأصلية وعن التربية(96).
يقول البيروني عن هذا الأوهام : (( إن العصبية تُعمى الأعين البواصر وتصم الآذان السوامع وتدعو إلى إرتكاب مالا تسامح بإعتقاده العقول))(97). ويلاحظ أن البيرون يؤكد على أن العصبية تحول دون معرفة الحقيقية من خلال مصادرها الرئيسية ووسائلها الهامة, حيث أن المعرفة العلمية عنده يتم إدراكها إما بالأعين أو بلآذان أو بالعقل, وليس لها من مصدراً آخر تستند إليه, وتحول العصبية دون إتصال هذه الوسائل بموضوعاتها إتصالا موضوعيا مباشرا. ولذلك فـ (( الكلام مع المُصر عمداً و المتُمطى جهلاً غير مُجد على القاصد والمقصود ))(98).


ومن هنا نرى أن البيروني قد نوصل إلى كشف كثير من الأوهام التي لم تُدرك إلا في العصر الحديث على يد (( فرنسيس بيكون )) (1561 ـــ 2626 م) ورواد منهج البحث العلمي ـــ كما يدعى ذلك علماء الغرب ـــ ويتضح لنا هذا بشكل لايدع مجالا للشك حين نستمع إلى البيروني وهو يوضح نوعا آخر من الأوهام تشبه أوهام (( المسرح Theatri )) حين نرى بعض أحد المعدودين من العلماء بصناعة النجوك والفلك يستخرج طالعا من الطوالع بشكل خاطىء, وحين ينبعه البيروني إلى الأسلوب العلمي الصحيح, يستخف بالبيروني ويرفض مشورته, مُستندا في ذلك إلى حالة الفقر التي كان يعيشها البيروني حينئذ أبا محنة كان يمر بها ويقول (( فأعلمته أن الصواب في خلاف مايعلمه ... فشمخ المذكور بأنفه مُستخفا بي, وكان أدون منى مرتبة في جميع ما علمه وكذّب قولي وجبهني وأستطال علىّ لما كان بيننا من تفلضل الغنى والفقير الذي تستحيل معه المناقب مثالب, وتصير المفاخر معايب, فإني كنت في ذلك الوقت مُمتحنا من جميع الجهات مختل الحال. ثم صادقني بعد ذلك لما زالت المحن بعض الزوال )) (99).


وفي الحقيقة لانستعبد أن يكون (( فرنسيس بيكون)) قد تأثر بكل هذه الأفكار المنهجية عن البيروني ولو بطريق غير مباشر, ويتأكد لنا هذا إذا علمنا أنه تتلمذ على أفكار ومؤلفات سلفه ((روجربيكون)) (1214 ــــ 1294) الذي تتلمذ على كتابات المسلمين ومؤلفاتهم بشكل مباشر وباعترافه شخصيا في كتبه, تلك الكتابات التي تُرجمت بعد القرن الحادي عشر إلى اللاتينية(100).


كما نجد أن البيروني ينصر الأفكار العلمية ويؤيدها لذاتها, ولأنها تحمل علامات صدقها في نفسها وفي وسائل اقتناصها بغض النظر عن قائلها, وهو ما يتضح لنا أكثر حين نشاهده في نقده لصاحب كتاب (( مأخذ المواقيب )) الذي يتعصب للهند على أهل الروم, ويقيم البيروني الحجة على تهافت دعواه في حساباته الفلكية, مستندا إلى التقدم العلمي الذي أحرزه اليونانيين والمتمثل في (( المجسطي)) وتفوقه على كتاب الهنود (( السند هند )) يقول :
(( ليت شعري متى فعل الروم ما حكاه عنهم, فإنهم من بعد الغور والتمهر بالهندسيات وعلم الهيئة والتمسك بالبراهن, أبعد من أن يلتجئوا إلى أقاويل من يسندون أصولهم إلى الوحى والإِلهام, إذا أعيت عليهم الحيل وطولبوا فيها بالبرهان .. وكأن الرجل لم يشاهد كتاب المجسطى ولم بقس بينه وبين أجل كتب الهند, فإن الفرق بينهما لايختفي على من لديه مُسكة عقل))(101).


ونحن نلاحظ في النص السابق عدة ملاحظات منهجية هامة وهى : رفضه للتعصب والتشيع لقوم, وإعترافه بعمق العلم اليوناني وخاصة مايتصل بالفلك والرياضيات والذي تميز فيه اليونانيين, وتأكيده على أهمية البرهان عندهم والمؤسس على إدراك سليم, ورفضه الحدس والإِلهام أساساً يبنى عليه العلم, وهذا مايفعله الهنود حين تعى عليهم الحيل. ولا عجب في أن يقارن البيروني بين أساليب الهنود وأساليب اليونان في البحث العلمي. فهو قد خبر كل منهما وقرأ أعمالهما باغتهما الأصيلة سواء السنسكريتية أو اليونانية, وعاش ما يزيد على أربعين سنة بين الهنود, وعرف كل وسائلهم وطرائقهم في المعرفة, فهو يبين لنا في موضع آخر الصعوبات التي واجهها للإِحاطة بمعارفهم وإستقائها من منابعها, فإن الهنود (( في طبعهم الضن بما يعرفونه والإِفراط في الصيانة له عن غير أهله منهم, فكيف عن غيرهم, وعلى أنهم لايظنون أن فى الأرض غير بلدانهم وفي الناس غير سكانها وأن للخلق غيرهم علما))(103).


2 ـــ النزاهة Disintrestedness


يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس