عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-04-26, 09:23 رقم المشاركة : 7
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: ثقافة العمل التطوعي


التطوع:
حياة هي نوع آخر بطعم فريد تنقلك لعالم آخر، تحلق في أفقها إلى كوكب عجيب سكانه يلقبون بصانعي السعادة، يعملون بصمت، يشعلون قنديل الأمان لكل من يحتاجهم...

سكان لمدينة أبوابها لا تغلق، نوافذها لا توصد، ما هم إلا ظل لا يفارق كل من أرهقته الحياة، هم مصدر الكلمة الطيبة، هم بسمةُ يتيم، عكاز رجل كبير في السن، هم الخير والخير لهم.


التطوع كلمة راقية حروفها قليلة، بمفهوم لا ينتهي، بمعنى متميز له من الإيحاءات الشيء الكثير.

فالتطوع أن تعمل بلا مقابل، أن تشغف بخدمة مجتمعك، أن تزرع بذرة العطاء لتثمر خيراً ونقاء، أن ترسم بسمة بريشة هدفها تخفيف المعاناة، أن تسعى لإسعاد أحد ما،

التطوع أن يرقص فؤادك فرحاً مهما كان العمل صعباً، لأنك تستحضر الأجر من رب السماء.

التطوع هو أن تصعد سلماً عنوانه: بادر للخير يأتك الخير من رب الخير، هو من أسمى الأعمال الإنسانية، لأنه لا ينتظر مقابلاً، منبعه القلب، وأجره نبض مستمر.

هو خير مثل لإحياء أسمى مشاعر السعادة والألفة بين البشر، ما هو إلا ثقافة ارتقاء بطابع إسلامي، بمجال لا حدود له نطاقه واسع، اجتمع أفراده لما فيه الخير لمجتمعهم، وبسواعدهم تعاونوا، وبطاقاتهم المتجددة أثبتوا أن المبادرات البسيطة ذات مردود كبير على المجتمع.

العمل التطوعي هو أذن تسمع، وقلب يعطف، ويد تعمل، لتشرق شمس الحياة على أولئك الأقل حظاً، على كل من ضاقت به الأرض، على من هم بحاجة لعوننا بعد الله.

هو شريان الخير، يضخ الحياة لمن فقد طعمها، هو صانع السعادة لمن سكن الحزن جوف قلبه، هو مسكن الآلام، هو مفتاح الفرج لأبواب أغلقتها ظروف الحياة، هو كالغيث أينما حلّ نفع، هو نوع من السعادة طويلة الأجل، هو عالمٌ أبوابه لا تعد، أرقاها باب الإخلاص لله تعالى وأدناها باب الشهرة، هو صورة من التعاطف البشري والتكامل الإنساني، هو الباعث في النفس الرضا.

التطوع يغذيك، ينمي فيك جوانب عديدة، يلهمك، يؤثر في ذاتك وفي نفوس الآخرين.

لذلك ...كن صاحب رسالة، رائداً في مجتمعك، تميز بإنسانيتك، كن أنت موقع التغير، اترك بصمة على جبين هذا الكوكب، غرد بالخير، كن خليفة الله على الأرض بإحسانك، واعلم أنك لم تخلق للبقاء، فاصنع أثراً يبقى من بعدك، تيقن أن لك شيئاً في هذا العالم فقم.

كن في الخير كالذي يسير على الرمال، لا يسمع صوته ولكن يرى أثره، كن سفيراً للعطاء، كن حاضراً بفكرك، كن مؤمناً بالتغيير، كن واثقاً بأنك قادر على تغيير حال أحدهم للأفضل، كن مبادراً للخير، كن كريماً صادقاً مخلصاً نيتك لله، كن فعّالاً في مجتمعك.

كن شمساً مشرقة بالأمل تنير الدروب بالعطاء، تضيء عتمة من هم حولك دون أن تنتظر ثناء، أو تسعى لمقابل أو جزاء.

كن عنواناً لفعل الخير، سنداً لكل فقير، بسمة لكل حزين. كن ساعياً في حاجة محتاج، كن غارساً نبتة العطاء، كن صاحب الكلمة الطيبة، كن ماضياً في كل طريق يوصلك للجنة، كن داعياً للخير أينما كنت.

كن متواضعاً، غنياً بالعطاء، ازرع في قلبك حب البذل والتضحية، كن منافساً للخير، في داخلك خير مدفون، بجوفك طاقة كامنة فجرها، أطلقها لله، للخير، للجنة، لكل ما تسعى إليه.

في داخلك قدرات، مهارات ، أخرجها واستثمرها لتكون منبع الحياة. لِنعدْ للدنيا الجمال، إذا لم يكن لك دور في الحياة فلماذا تحيى ؟ هل تحيى لحياة مؤقتة زائلة؟ أم هل تحيى بلا أثر؟ تيقن أن يوماً ما ستحتاج إلى شخص يكون بعونك، فكن أنت اليوم اليد لكل من يحتاجك قربه.

لا تعتقد أنك ستصنع السعادة لمن حولك بالمال، ولا تظن أن إنسانيتك ستتحقق بما تملك من مال، ولا تعتقد أن التطوع يقتصر على صندوق الزكاة، التطوع قلب يشعر بمن حوله، هو روح تنبع بالحياة، تفيض بالرحمة، ففرص العطاء كثيرة أبوابها، والخير مولود له عشاق. الحياة بكل ما فيها من ألم وفرح، من وجع وصحة، من جهل وعلم، بكل شيء، بكل تفاصيلها وتعقيداتها، بالنسبة لي تهون بمجرد بسمة أراها ترتسم على شفاه أحدهم، لأني بنظره قمت بشيء كبير غيّر له حياته نحو الأفضل، على الرغم من أنه قد يكون بنظري بسيطاً جداً.

من الجميل أن تنجز إنجازات عظيمة في حياتك، فتخيل كيف سيكون طعم هذه الإنجازات لو كان فيها أجر وخير وفير، ما زال في جعبة قلوبنا خير، فاجعلها عادة لا تفارقك





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس