عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-04-24, 12:20 رقم المشاركة : 9
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: الأثر الأندلسي في شمال المغرب : منطقة جبالة (أنجرة)


الأثر الأندلسي بأنجرة في المجال العلمي


الأثر الأندلسي في التعليم ببادية أنجرة ملحوظٌ اليوم، فلا زال الفقهاء مُتَّبِعِين النظام الأندلسي العتيق في التدريس وذلك من خلال المتون التي تُقرأ وتُدَرَّس بمسايد المداشر وجوامعها، وفي الخط الأندلسي الذي يُجِيد الكتابة به عددٌ من الفقهاء والطلبة.



وبما أننا في هذه الدراسة نُؤَرِّخ للهجرة الأندلسية إلى قبيلة أنجرة فإنه يتوجّب علينا أن نُبرز المعالم والشّواهد المبكِّرة للحضور الأندلسي بالقبيلة في المجال العلمي والأدبي.



فَمِنَ المعلوم أن منطقة أنجرة أنجبت عدداً من العُلماء في العصر الوسيط إلا أن ظُهور هؤلاء في كُتب التّراجم والرّحلات لم يكن لِيَتِمّ لو لم يدخلوا إحدى المدن المجاورة كطنجة وسبتة، فَدَوْرُ المدينة في إعْلاء شأن العلم وحَامِلِيه ظلّ دائما دَوْرًا فعّالا بالمغرب والأندلس،


أما علاقة عُلماء أنجرة بالأندلس فقد عثرنا في بعض الكُتب على معلومات قليلة يُستفاد منها أن بلد أنجرة كان محطّ رِحَال عددٍ من عُلماء الأندلس الذين كانوا يَجُوزُونَ البحر إلى المغرب في عهد المرابطين والموحِّدِين فينزلون بمرسى قصر المجاز، وهناك يظلون أياما وشهوراً لبَثِّ العلم، وكذلك عَرَفَ القصر نشاطا عِلْمِيًّا مُتميِّزًا في العصر المريني شارك فيه عددٌ من عُلماء الأندلس.



وقد ترجم أبو بكر الحضرمي في "بُلغة الأمنية" للفقيه محمد الأنجري (ت. 803 ﻫ)

فذكر أنه
«
اجتاز إلى الأندلس في أيام السُّلطان الشهير أبي عبد الله محمد بن يوسف ابن الأحمر، فدخل غرناطة ولقي مشيختها وقرأ عليهم وأجازوه كالأستاذ المفتي الأعرف أبي سعيد بن لُبّ والشيخ المحدِّث محمد الحفّار والقاضي أبي عبد الله بن بكر وسواهم، وكتب له في كل ذلك خطّ يده، ثم عاد إلى سبتة».



ويبدو أن سبتة وقصر المجاز كانا منطلق الأنجريين إلى الأندلس، فلمّا سَقَطَا بيد البُرتغاليين انقطع الاتِّصال.



ومما ينبغي أنْ يُعْلَم أنّ الظُّرُوف التي أتى فيها هؤلاء الأندلسيون إلى أنجرة لم تكن تُساعد على الاهتبال بالعلوم، لقد كانوا يُعَانُون مِنْ مِحْنَة الهجرة والخروج من بلدهم الأصلي، ومِنْ مشكلات الاستقرار في البلد الجديد، كما أنّ الوقائع السياسية التي عصفت بالمنطقة والمتمثلة في احتلال البرتغال لمدن شمال المغرب المطلة على مضيق جبل طارق، وإغارة جُيوشها على القُرى المجاورة لتلك المدن، مع تردّد الكوارث الطبيعية على المنطقة...


كُلُّ ذلك كان له أثرٌ سَيِّء على مُستوى عيش السُّكَان وحياتهم، وزَادَت تلك الوقائع مِنْ تَأَزُّمِ الوَضْعِ إلى حدّ أنها جَعَلَت النّاس في المنطقة لا تُفَكِّر إلا في شيئين:



الطّعام والأَمْن أيْ توفير الغذاء والدِّفَاع عن القرية والعِيال، وبالتّالي لم يُرفع للعِلْم رَايَة خفّاقة بأنجرة زمن الاحتلال البرتغالي لطنجة وسبتة والقصر الصغير، ولم نقف على أثر عِلْمي أو أَدَبِي للأندلسيين الذين استوطنوا قبيلة أنجرة إلا في القُرون المتأخرة أي بعد جلاء البرتغاليين عن طنجة والقصر الصغير.



الأثر الأندلسي في لهجة أهل أنجرة
يتبع





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس