منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

تلك السنون الغاربات ورائي سفر كتبت حروفه بدمائي
ما عشتها لأعدّها بل عشتها لتبين في سيمائها سيمائي
سيّان لو أني قنعت بعدّها عمري وعمر الصخرة الصماء

لا حت لي العلياء في آفاقها فأردتها دربا إلى العلياء
ومحبة للخير تسري في دمي ورعاية للضعف والضعفاء

وأطلّ في قلب البخيل سماحة وشجاعة في السلم والهيجاء
ومشى إلى المظلوم بارق رحمة وهوى على الظلام سوط بلاء

أين الشباب ألفّ أحلامي به ليس الشباب الآن لي برداء
نفسي تحس كأنما أثقالها قد خيرت فتخيرت أعضائي
كم من رؤى طلعت على جنباتها ركبا من الأضواء و الأشذاء
قلبت فيها بعد لأي ناظري فتعثرت عيناي بالأشلاء

ودعت لذات الخيال وعفتها ورضيت أن أشقى مع الحكماء

شكرا لأصحابي فلولا حبهم لم أقترب من عالم اللآلاء
بهم اقتحمت العاصفات بمركبي وبهم عقدت على النجوم لوائي

شكرا لأعدائي فلولا عيثهم لم أدر أنهمو من الغوغاء
نهش الأسى لما ضحكت قلوبهم عرس المحبة مأتم البغضاء
ذنبي إلى الحسّاد أني فتّهم وتركهم يتعثرون ورائي
وخطيئتي الكبرى إليهم أنهم قعدوا ولم أقعد على الغبراء
عفو المروءة والرجولة أنني أخطأت حين حسبتهم نظرائي

ما العمر؟ إن هو كالإناء وإنني بالطيّب الغالي ملأت إنائي
فإذا بقيت ، فللجمال بقائي وإذا فنيت ، ففي الجمال فنائي