[font="arial black"][/font]ورد إلى مواقع التواصل الاجتماعي أخبار عن رفض بعض المفتشين التربويين جذاذات تحضير الدروس في المستوى الابتدائي والتي يتم رقمنتها أو استخراجها من بعض المواقع التربوية بحجج كثيرة لعل أهمها اعتماد الأساتذة على نسخ ولصق والطبع المباشر من الموقع التربوي.
ورغم وجاهة هذا الانتقاد إلا أنه ليس بسبب دامغ لرفض الجذاذات رفضا كليا والدعوة الى النكوص الى الطريقة اليدوية في تحريرها.
فالاستعانة بتكنولوجية المعلوميات أصبحت ظاهرة لا مفر منها وملحة ولا يمكن الاستغناء عنها وقد أصبحت تقتحم علينا حياتنا الشخصية والعملية دون استئذان والمذكرات الوزارية ما فتئت تتناسل وتؤكد على أهمية امتلاك الأدوات المعلوماتية لدى الأستاذ وخلقت برامج تكوين لفائدة الأساتذة في هذا الشأن.
إن الجذاذات والوثائق التربوية المتوفرة في المنتديات التربوية ليست مأخوذة من مراجع لم تصادق عليها وزارة التربية الوطنية ليتم رفضها من طرف بعض المفتشين. فدور الأستاذ هنا في نقل تلك الجذاذات خاصة لا يختلف عن نقله اليدوي مباشرة من المراجع المتوفرة لديه. الفارق الذي يفرض النقاش بموضوعية هو طريقة النسخ فنحن نعلم أغلب المفتشين يرفضون "بضاعتنا ردت إلينا" أي النقل الحرفي دون تحوير أو تكييف وهذا منطقي، فتكييف مضامين الجذاذات وتعديل محتوياتها حسب خصوصيات الفئة المستهدفة قبل نسخ تلك الجذاذات من المواقع التربوية يجعل رفض تلك الجذاذات أمر غير مقبول.
فالمطلوب ليس رفض تلك الجذاذات جملة وتفصيلا بل مناقشة مضامينها وهل تستجيب لمستوى المتعلمين وهل تم تكييفها وتحويرها ومراعاة خصوصية الفئة المستهدفة قبل أن تصبح جاهزة للنسخ؟
في ما يخص البيانات والجداول والرسومات والصور التي تتضمنها بعض الجذاذات فمن اليسير إدراجها بواسطة الحاسوب في حين أن من الصعب على بعض الأساتذة الرسم يدويا كما أن تلك البيانات والجداول والرسومات تأخذ من الأستاذ الجهد والوقت لانجازها وخصوصا في حالة كثرة الجذاذات والحاسوب يوفر الجهد والوقت في انجازها.
كما أن إخراج وتصميم الجذاذات في الحاسوب يكون رائعا وأكثر جمالا من التصميم اليدوي.
وعندما يكون المدرس مواجها لإشكالية تعدد المستويات فهل سيسهر معه المفتش حتى يكمل سلسلة الجذاذات اليومية. فالجذاذات الجاهزة في المواقع التربوية فرصة أمام الأستاذ لتذليل صعوبات كثرة الجذاذات والتفرغ فقط لمراجعة محتوياتها وتكييفها وتهيئتها قبل نسخها وطبعها.
فالذين يرفضون تلك الوثائق المرقمنة بحجة النسخ واللصق والطبع الآلي دون أعمال التحوير والتكييف فهل يتنصلون من مهمة مراقبة مضامين الجذاذات ومناقشتها الواحدة تلو الأخرى مع الأستاذ لتبيان مدى تهافتها أو مدى متانة بنائها.
وهل السادة المفتشون يرسلون تقاريرهم مكتوبة بخط اليد أم يستعينون بالحواسيب وأثناء عرضهم لمحتوى لقاءاتهم التربوية فلماذا يستعين البعض منهم بالحواسيب وبرنامج الباوربونت لعرض تلك المحتويات؟
وللأمانة وحتى لا نعمم هناك من يشجع كل المبادرات خصوصا الاستعانة في تقديم الدروس بالمسلاط العاكس والحاسوب ويشجع كل جديد يكسر رتابة الدرس التقليدي.
محمد أزوض مراكش