عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-03-24, 15:49 رقم المشاركة : 9
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: أدب الأطفال مدخل للتربية الإبداعية :متجدد


خصائص أدب الأطفال وعلاقتها بالمراحل العمرية:









لم يتفق علماء النفس على تقسيمات موحدة لمراحل نمو الطفل ، كما لم يتفقوا على بدايات هذه المراحل ونهايتها . فمراحل النمو المختلفة للطفل تتداخل زمنياً ، وتختلف ما بين الذكور والإناث ، كما تختلف باختلاف المناطق الجغرافية والشعوب والمجتمعات ، والتطور الحضاري ، والتقدم العلمي ، وغيرها من المؤثرات ، ولذلك فإن مراحل الطفولة هي مراحل تقديرية ، وليست حاسمة باتة . لذا نرى ضرورة التعرف على مراحل النمو عند الأطفال وخصائصها المختلفة من وجهة النظر الأدبية كمؤشرات على قدر كبير من الفائدة في مجالات الكتابة للأطفال .

ويمكن أن نوجز الإشارة إلى هذه المراحل فيما يلي :

à مرحلة الطفولة المبكرة ، أو مرحلة الواقعية والخيال المحدود ، من سن (3-5) سنوات .
à مرحلة الطفولة المتوسطة ، أو مرحلة الخيال الحر ، من سن (6-8) سنوات.
à مرحلة الطفولة المتأخرة ، أو مرحلة المغامرة والبطولة ، من سن (9-12) سنة .
à مرحلة اليقظة الجنسية ، من سن(13-18) سنة .
à مرحلة المثل العليا ، من سن (18) سنة فما فوق .

وسوف نقتصر في هذا الجزء على المرحلة الأولى مرحلة الواقعية والخيال المحدود ، من سن (3-5) سنوات ، والتي تتسم ببعض الخصائص العامة ، والتي في ضوئها يمكن تحديد المادة الأدبية التي تناسب الطفل ، ومن هذه الخصائص ما يلي : (علي الحديدي ، 1991 : 115-117)

1. التطور السريع في اللغة ، والاهتمام بموسيقى الكلمات ، والاستمتاع بالجمل المنغومة ، والافتنان بالسجع والوزن حتى ولو لم يؤديا معنى الشوق إلى سماع التكرار الموسيقي للجمل والكلمات المعادة ، ومن ثم تروقه الأغنيات والقصص المسجوعة ذات الوزن الموسيقي ، لأن الطفل في هذه السن يستمتع ببعض القصص من أجل الأصوات والأنغام التي تحدثها موسيقاها فقط من أجل حبه للتكرار يتوق إلى سماع قصصه المفضلة ، مرات ومرات ، ولا يمل تكرارها .


2. الطور الواقعي المحدود بالبيئة الذي يمر به الطفل في هذه السن ، يجعل الطفل يشعر باللذة وهو يسمع الجمل التي تشركه في القصة ، باستعمال الأسماء المألوفة لديه ، واستخدام الملموسات والمشمومات وغيرها من الحواس ، لأنها توضح الصورة في ذهنه .


3. ومن الخصائص المميزة للطفل في هذه المرحلة ، نشاطه المتواصل ، وقصر مدى الانتباه عنده ، ومن ثم فمن الضروري أن تكون قصص هذه المرحلة قصيرة تُحكى له في جلسة واحدة ، وتكون أحداثها سريعة التتابع ، بحيث يؤدي كل حدث إلى ما بعده في سرعة .


4. اهتمامات الأطفال وسلوكهم في هذه المرحلة تدل على حبهم لأنفسهم ، ولذلك فهم يحبون القصص التي تؤكد ذواتهم ، ويستمتعون أكثر ما يستمتعون بحكاية القصة التي تستبدل فيها أسماؤها بأسماء شخصيات القصة .


5. يبني الأطفال مدركاتهم وتصوراتهم في هذه المرحلة من خلال تجاربهم الذاتية الكثيرة ، ومن ثم تناسبهم الكتب التي تساعدهم على اكتشاف الأبعاد المختلفة والمتنوعة للتصور الواحد أو للفكرة المفردة .


6. يتطلع الطفل في هذه المرحلة إلى معرفة العالم الذي يعيش فيه ، وإلى اختيار البيئة المحيطة به ، ومن أجل ذلك فهو يحب القصص التي تدور حول الخبرات والتجارب اليومية ، أو الشخصيات البشرية المألوفة له ، أو الحيوانات الأليفة المفضلة عنده ، أو اللعب التي يلعب بها ، أو الأشخاص الذين يعيشون في بيئته القريبة ، على أن تكون لهذه الشخصيات صفات جسمية ولونية سهلة في إدراكها ، والتعرف عليها ، وتكون متكلمة ، أو ذوات أصوات وحركات ، ذلك لأن إعطاء هذه الشخصيات صفات الحركة والتكلم والشكل واللون فيه إشباع لرغبة الطفل في المعرفة وحب الاستطلاع .


7. يميل الطفل في هذه المرحلة إلى الاعتقاد الوهمي ، ويأخذ خياله المحدود ببيئته في النمو تدريجياً ، ويستمتع بالألعاب المتخيلة ، كأن يتوهم ذراع الكرسي حصاناً يمتطيه ، والدمى أطفالاً مثله يحادثهم ويخاصمهم ، وهو لذلك يعجب بالقصص الخيالية ذات الشخصيات الحيوانية أو الجمادية الناطقة أو المتحركة ، على أن تكون مما يعرف عنها شيئاً حقيقياً في حياته الواقعية .


8. ينشد الطفل في هذه المرحلة الأمان والدفء العاطفي في علاقته بالكبار ، ومن أجل ذلك فهو يود أن يكون قريباً من الوالدين ، أو المدرسة وقت حكاية القصة ، والقصة التي تحكيها الأم أو المربية للطفل عند النوم ، وهي قريبة منه ، تبدأ بها خبرة الطفل بالأدب في المنزل ، ومن ثم يتحتم أن يسود فيها العدل ، وأن تكون نهايتها سعيدة .
9. في وسط هذه المرحلة يبدأ الطفل في الاستقلال عن الكبار ، ولذلك تصلح القصص التي تساعده على أن يوائم نفسه مع الخبرات الجديدة البعيدة عن الكبار من أسرته ، وأحداث القصص وإن كانت مألوفة لديه ، إلا أنها تفسر العناصر المحيرة له في محيطه الخاص ، وطريقة تركيب القصة التي تفسر خلفية الكبار غالباً ما تقدم الإجابة عن الاستفسارات غير المنطوقة للعلاقات الغامضة التي يجدها الطفل بعيداً عن أسرته .

وفي هذه المرحلة ينبغي التركيز على مثيرات الخيال ، وتوجيه الطفل نحو إثارة عواطفه وخياله تجاه الأشياء المحيطة ، والتعاون معه في الرد على تساؤلاته ، وتوجيهها توجيهاً يتفق ، والكشف عن قدراته الإبداعية ، وتقديم نماذج أدبية ، تساعده على التذوق والتغني بها ، ومساعدته في تلحينها ، وترديدها فرداً ، أو مع جماعته ، ولخصوصية هذه المرحلة ، فإن على معلمات الروضة تنمية النزوع الفني والأدبي لدى أطفالهن ، وأن يعيدوا الصياغة اللغوية لديهم في صياغات إيقاعية وفنية ، وأن يكشفوا عن ميولهم الإنسانية ، واتجاهاتهم نحو الحيوانات الأليفة والطيور والكائنات الصغيرة ، والأزهار والأشجار ، ليؤكدوا على هذه الميول ، ويبلورونها ، لأنها مؤشر على شخصية الطفل الإبداعية ، والفنية ، والأدبية ، وميله إلى الابتكار . (عبد الرءوف أبو السعد ، 1994 : 328)

ومع أن خواص الأطفال وميولهم متشابهة في بداية هذه المرحلة ، إلا أنه يجب عند اختيار القصة مراعاة البيئة الجغرافية والاجتماعية والثقافية ، وكذلك تطور كل طفل ، واهتماماته الخاصة ، ومن ثم فليس هناك قاعدة متزمتة في اختيار القصص ، وإنما هو تحديد عام يشترك فيه أكثر الأطفال . ومن الضروري كذلك أن تراعي القصة في ظروف كل طفل ، لأن الطفل في هذه السن لا يستطيع أن يفهم المواقف الغريبة عنه ، ولو كان اختلافها عما يألفه قليلاً .

وعند بلوغ الطفل الثالثة من عمره ،
فإنه يبلغ مرحلة التأكد من نفسه والوثوق بها ، والاعتزاز والفخر بقدراته ، ويصمم على عمل كل شيء لنفسه ، ويستنكر تدخل الكبار ، لأن تدخلهم يحرمه الشعور بالاستقلال . وفي هذه السن يبدأ بالاعتزاز بممتلكاته ، وإذا كان طفل الثانية يهمه امتلاك شيء ما يريد استعماله في وقت بعينه دون دراية التي يمتلكها شخصياً ، فإن طفل الثالثة يعرف أن هناك أشياء بعينها تخصه ، ويمتلكها لنفسه ، وليست لأحد غيره ، وهو يحرسها ويغار عليها بحماس ، ويلجأ إلى كل الطرق لاستردادها إذا استعيرت منه ، وإثبات طفل الثالثة ذاته وتأكيدها بهذه الطرق المختلفة يجعل غيره يحس به ، ويبرهن لنفسه على أنه شخص مهم ، له وجود ثابت .

والأحداث في الحياة اليومية العادية لطفل الثالثة هي مغامراته العظيمة ، يكررها مرة ومرات في لعبة ، غير أنه لا يندفع من نشاط إلى نشاط آخر كما كان يفعل في سنته الثانية ، إذ أن قوة التركيز عنده قد تعمقت ، وأصبح لعبه في الثالثة من عمره أكثر اتقاناً ، وملاحظته لتفاصيل الأشياء من حوله تزداد شيئاً فشيئاً ، فبيته الذي يبنيه لم يعد كومة من المكعبات غير مأمون ، بل أصبح في نظره صرحاً مشيداً بعناية ، له جدران وفراغ في الداخل لمعيشة الأسرة .

وفي الثالثة يدرك الطفل التفاصيل التي تميز الأشخاص المحيطين به ، وقدرته على الملاحظة التي تزداد يوماً بعد يوم ، تتجه إلى ما حوله من ظواهر الحياة ، فيبدأ في ملاحظة تغير الطقس من حار في الصيف إلى بارد في الشتاء ، ويجد ذلك مثيراً ، ويلاحظ كذلك أن بعض الأيام كالعطلات أيام خاصة ، لأنه يجتمع بالأسرة كاملة طوال اليوم ، وقد يأكل أكلاً مختلفاً ، أو تقدم إليه الحلوى ، أو يلبس الملابس الجديدة ، أو يخرج للتنزه مع الأسرة ، أو يستقبل في المنزل ضيوفاً يأتونه بالهدايا ، ومن كل ذلك تزداد ثروة الطفل من التجارب .

والقصص التي تناسب طفل الثالثة تشترك مع القصص التي يستمتع بها طفل الثانية في الموضوعات والأسلوب والنسق ، ولكنها أكثر طولاً ، وتشتمل على تفاصيل أكثر ، والطفل حين يبلغ الثالثة يظل يستمتع بالقصص الذاتية التي يكون هو محورها ، وتدور حوله ، ولكنه يبدأ في الاستمتاع كذلك بقصص حول بنات وصبية صغار آخرين لهم من التجارب ما يشبه مغامراته تماماً ، ومن ثم يمكن في هذه المرحلة أن تروى القصص لمجموعة صغيرة من الأطفال . والقصص التي تروى لمجموعات صغيرة من أطفال الأعوام الثلاثة يجب أن تشتمل على الخبرات الشخصية الشائعة والمشتركة بينهم ، فتهتم القصة التي تكتب لهم بقدراتهم الجديدة المكتسبة ، وباعتزازهم بممتلكاتهم ، وبما يدخل الفرحة عليهم ، كما تهتم بالتفاصيل التي تميز الأشخاص أو الحيوانات أو الأشياء التي تدخل في محيط تجاربهم ، والقصص حول الطقس ، وأيام العطلات ، والأعياد ، تروق أطفال الثالثة ، وتنال إعجابهم الشديد ، وفي كل هذه القصص يجب أن يكون سُداها الصدق ، ولحمتها الأمانة .

وإذا كانت الكتب المصورة عن المعلومات ، وتسمى "الكتب ذات الفكرة" فالصورة تشرح الفكرة المقصودة من خلال العرض أو المقارنات . وهناك كتب تجيب على أسئلة الأطفال بالصور ، كالسؤال الذي يقول : أيهما أسرع ؟ ، فيرسم الفنان نملة تسير ، أو سلحفاة تبطئ وبجوارها أرنب يجري ، أو يرسم عربة يجرها حمار وبجوارها قطار يسرع على قضبان ، وكالسؤال الذي يقول : هل ترى كما أرى ؟ ، فيرسم الخطوط والألوان والأشجار المزهرة بألوان مختلفة ، وما تحدثه هذه الألوان في الشخص من انفعالات . وسؤال ثالث يقول : هل تسمع كما أسمع ؟ فتكشف للطفل عالم السمعيات ، وتريه كيف تؤثر الأصوات في الأشخاص بطرق مختلفة .

وجدير بالاهتمام أن نتذكر حين تكون الصور لتوضيح القصص ، ألا تعرض أكثر من صورة في وقت واحد ، ذلك لأنه إذا ظهرت صورتان معاً ، فإن انتباه الطفل سوف يتركز على الفكرة التي يراد شرحها بالصورة الأولى ، ثم تركه الصورة الثانية .

وحين يبلغ الطفل الرابعة من عمره ، يكون قد وصل إلى درجة جيدة من ضبط النفس ، ومعرفة المحيط الذي حوله ،وذلك أنه يستطيع الآن أن يتحدث بسهولة ، ويلعب في تعاون مع غيره من الأطفال ، وإذا لاحظنا الأطفال الأقل سناً من الرابعة وهو يلعبون ، نجدهم وإن بدا عليهم – غالباً- أنهم يلعبون معاً ، إلا أن تعاونهم عادة لا يزيد عن المشاركة في المواد المماثلة ، ومن إشاراتهم وحركاتهم وملاحظاتهم يتبين بوضوح أن كل طفل مستغرق في خياله الخاص به .

والأطفال في سن الرابعة يبدأون التفكير في النماذج القصصية ، وهم في هذه السن مستعدون للقصص بشكلها الكامل ، ولقد كانت قصصهم السابقة مجرد وصف للأحداث ، وسرد للوقائع ، أما الآن فإنهم يستطيعون ربط الأفكار ببعضها ، ومن ثم يمكن أن تنسج لهم أحداث القصة بحيث تتكون عقدة ، غير أن العقدة يجب أن تكون بسيطة وسهلة ، وكذلك يجب أن تكون العلاقة بين أحداث القصة واضحة وضوحاً تاماً ، وإلا فلن تكون مفهومة لأطفال هذه السن .

وأطفال الرابعة تتسع اهتماماتهم ، بحيث تتجاوز محيطهم الشخصي ، ولذلك يمكن أن تكون القصص التي تقدم إليهم حول الأشخاص والحيوانات والأشياء غير القريبة أو المتصلة بهم اتصالاً مباشراً ، بشرط أن تكون مألوفة لديهم ، والأطفال في مثل هذه السن تنطق كل شيء ، وهم يمنحون الشعور الإنساني لما يحيط بهم ، ويفكرون في أن الحيوانات واللعب والأشجار والزهور وحتى الجماد كالكراسي والمناضد لديها الدافع والرغبات مثلهم تماماً .

والقصص التي لها طابع الشقاوة بسلوك شخصياتها تروق أطفال الرابعة ، وليس هناك من شك في أن الأطفال يستمتعون باللهو الناتج عن عمل يعلمون أنهم يجب ألا يفعلوه ، والأطفال يجدون أنه من الصعب عليهم أن يكونوا مثاليين وطيبين دائماً ، وشقاوتهم تنفيس لهم ، ومع أن الكبار يتعاطفون مع الصغار ، إلا أنهم لا يمكنهم أن يتغاضوا عن تصرف الشقاوة الذي يقع عليه أبصارهم ، وإن كانوا يستطيعون أن يمدوا أطفالهم بالطرق المشروعة للتنفيس عن شعورهم ، والتفريج عن أحاسيسهم ، واللعب واحدة من هذه الطرق والأطفال يمكنهم أن يدعوا لعبهم تفعل كل تصرفات الشقاوة التي يودون هم أنفسهم أن يفعلوها .

والقصة طريق آخر من طرق التنفيس ، فالأطفال وهم يستمعون إلى القصة يشاركون الولد الشقي فيها ، ويندمجون معه في الأعمال التي يأتي بها ، ولا يستطيعون هم أن يفعلوها ، وهم كذلك يستمتعون بتخلصه من المأزق ، ويبتهجون لنجاته ، كما لو كانوا هم الناجين .

وحين يبلغ الطفل سنته الخامسة يصبح شخصاً صغيراً جاداً ، فلعبه الآن شغل وعمل في نظره ، ويشير إلى ذلك في رده على من يستدعيه وهو يلعب ، وطبيعة لعبه نفسها تتغير في هذه السن ، فبدلاً من استعماله المواد ليجرب بها ، يبدأ استعمالها في أشياء جديدة مبتكرة ، فيبني نماذج معقدة بالمكعبات ، ويعمل أشياء مدهشة من قطع المخلفات وبقايا الأقمشة ، ويستمتع بتجميع القطع الصغيرة من كل ما تصل إليه يده ليكون منها لعباً ، ويصل سروره ومتعته إلى القمة حين ينجز ما بدأ من عمله .

وسن الخامسة هي السن التي يكون الأطفال فيها مستعدين للتعلم ، ويرغبون في إنجاز الأعمال ، ويبلغ بهم الرضا والسرور آخر المدى حين يتغلبون على الصعوبات وهم في هذه السن شغوفون بالمعلومات الجديدة ، ويتطلعون لمعرفة كل ما يمر بهم من أمور الحياة ، ولذلك نجد أطفال الخامسة يحبون القصص التي تعطيهم المعلومات ، وتقدم لهم المعرفة بطريقة تناسب روح التعجب فيهم ، وفوق ذلك فهم يستمتعون بالقصص التي تشرح أحاسيسهم وشعورهم كإحساس الفرحة بالإنجازات التي يقومون بها ، وإحساس المتعة بتحمل المسئولية ، وكالشعور بخيبة الأمل أو الفشل ، وثورات الغضب التي تمر بهم في تجاربهم .

وطفل الخامسة ممثل كبير ، ويمكنه أن يندمج بسهولة ويسر مع أية شخصية ، أو في أي موقف من القصة ، ومن أجل ذلك فالقصص التي تسير على نمط التمثيليات والمسرحيات فيها جاذبية خاصة لأطفال هذه السن . (علي الحديدي ، 1991 : 118-131)

وعلى هذا الأساس يمكن إيجاز أهم خصائص أدب الطفل والتي تتواءم مع المرحلة العمرية للطفل فيما يلي : (عبد الرءوف أبو السعد ، 1994 : 42-44)

à أدب الطفل (قصة أو شعر أو مسرح أو أغنية أو أنشودة) بسيط في صوره وأخيلته ومفرداته ، وقد يغلفه التهويم ، لكنه التهويم الذي يمنح العمل الفني حيوية وحركة ، ويمده بغزارة فنية وإيحاء ، يمنحان هذا العمل الاستضاءة الفنية المناسبة .


à يعتبر الخيال المناسب لتلك المراحل هو الذي يوشي الأدب بما يبهر ، ويدهش ، ويشد الطفل خصوصاً إذا كان هذا الخيال يخلع على الأشياء والجماد والنباتات سحره الخاص ، وقواه الفاعلة ، ويحل الإنسان في الجماد حتى يقترب هذا الخيال من الحدوتة والحكاية ، فالأسطورة ، ليشمل الأدب والأعمال الفنية جو أسطوري أخاذ .


à الصور الفنية دائماً يستمدها المبدع من رؤاه ، فهي غالباً بصرية ، وأحياناً يستمدها من ذاكرته ، فهي لذلك سمعية ، لكن الغالب هو أن صور الأدب المقدمة للطفل مشتقة من القوى البصرية ، لتلائم أحوال الطفولة .


à قدرة مبدع أدب الطفل على الاندماج في الوجود والإحلال فيه ، وتمكين الطفل من معايشة هذا العالم في صورة حلولية كلية .


à الاعتماد على الحدوتة والحكاية والقصة في كثير من الأعمال المسرحية التي تتجه نحو القص والحكي ، حتى يشمل تلك الأعمال جو فلكلوري ليثير القدرة على الانفعال ، ويجلو عن شفافية الفطرة ، ويربط الطفل بمساحات فطرية سليمة ، فتحقق بذلك سياقاً مسرحياً مفيداً ، وتخلق نسقاً للفرجة ، يجمع بين التوجيه والإرشاد والإبهار ، معتمداً على خصائص الطفولة نفسها .




أهمية أدب الأطفال







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس